اتفقت جميع القوى المشاركة فى مليونيتى التحرير، والعباسية اليوم على إدانة «أحداث الأربعاء» وما وقع فيها من قتل، واعتداء على المعتصمين أمام وزارة الدفاع. وتحشد جماعة الإخوان المسلمين للمليونية الأولى تحت شعار «لا لقتل المصريين» للتنديد بالأحداث، وللتشديد على ضرورة تسليم السلطة فى الموعد المحدد، بحد أقصى نهاية «يونيو». بينما تطالب القوى الثورية فى مليونية «الزحف»، أو «النهاية» كما يصفها البعض، فى العباسية بمحاسبة المتورطين فى أحداث العباسية، وتسليم السلطة فى أسرع وقت، واكتفت الأحزاب المدنية بمقاطعة المليونيتين، خوفا من اتخاذها ذريعة جديدة لمد المرحلة الانتقالية حال خروج مسيرات جماهيرية حاشدة. وقال أحمد ماهر، منسق عام حركة «6 أبريل»، إن المليونية ستتجه اليوم نحو وزارة الدفاع مباشرة لتوصيل رسالة واضحة للمجلس العسكرى بأنه «لا لتأجيل الانتخابات الرئاسية، والشعب المصرى صاحب الثورة لن يسمح لهم بالبقاء فى السلطة بعد 30 يونيو المقبل، مع ضرورة محاسبة المتورطين فى مذبحة العباسية». ونفى محمد عباس، عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، وجود مخاوف من مليونية اليوم، لأنها سلمية للتنديد بأحداث الأربعاء، وتوصيل رسالة «نهائية» للمجلس العسكرى مفادها أن « الاعتصام مستمر حتى تسليم السلطة». أنصار التيار السلفى من الشباب أنهوا استعداداتهم للمشاركة فى مليونية «الزحف»، وأوضحوا أن مسيرتهم نحو «الدفاع» ستنطلق من مساجد: الفتح فى رمسيس، ورابعة العدوية فى مدينة نصر، والنور فى العباسية، والخازندارة فى شبرا. للمطالبة بإسقاط حكم العسكر، ولا علاقة لمشاركتهم بشخص الشيخ حازم أبو إسماعيل. من ناحية أخرى ارتفع عدد خيام المعتصمين فى العباسية، ليلة الخميس، إلى 80، وسط حالة من الهدوء الحذر، بعد أن تناقصت أعدادهم بشكل ملحوظ، إلا أنهم قالوا إن حشودا ضخمة ستزحف من محافظات السويس، والقاهرة، والإسكندرية اليوم إلى العباسية. ورفض المعتصمون التظاهر فى التحرير قائلين «احنا هنا جنب دم اللى ماتوا». وطالبوا بإلغاء المادة «28» من الإعلان الدستورى، ووصفوا اقتراح الإخوان بالتظاهر فى التحرير بأنه «تفتيت للقوى الثورية». وفى المقابل يحشد بعض الإسلاميين، وجماعة الإخوان المسلمين لمليونيتهم فى ميدان التحرير، بعيدا عن الاشتباكات الأخيرة. وقال كارم رضون، مسئول المكتب الإدارى للإخوان فى القاهرة: «هناك عدة مسيرات ينظمها الإخوان، تنطلق من السيدة زينب، ومساجد: مصطفى محمود، والاستقامة، والفتح، والنور إلى التحرير، ولن تحشد الجماعة مليونيات فى المحافظات». وأضاف: «أبرز المطالب التى ترفعها الجماعة اليوم: «لا لقتل المصريين، ولا لتأجيل الانتخابات الرئاسية، ولا للتزوير» علاوة على المطالبة بتغيير اللجنة العليا للرئاسة، سبب الأزمات التى تمر بها البلاد منذ الإعلان عن بدء الماراثون الانتخابى». وقال عمرو دراج، أمين «الحرية والعدالة» فى الجيزة، إن «الحزب والجماعة» قررا النزول اليوم؛ لأن هناك تهديدا للمسار الديمقراطى، ومكتسبات الثورة، نافيا مغادرة الإخوان الميدان طوال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأضاف: «نحن نرى أن هناك تهديدا كبيرا يتكرر بنفس الشكل، كلما اقترب موعد أى استحقاق ديمقراطى، بداية من أحداث محمد محمود التى تزامنت مع انتخابات مجلس الشعب، وحتى مذبحة العباسية المتزامنة مع اقتراب انتخابات الرئاسة، والهدف من كل تلك الأحداث إفساد الديمقراطية التى يريدها الشعب». وأعلنت الجماعة الإسلامية أن مشاركتها مقتصرة على الوجود فى ميدان التحرير، مطالبة بعدم الانسياق وراء دعوات التظاهر فى العباسية، حرصا على السلامة العامة، وعدم تكرار سيناريو «الأربعاء». وذكر اثنان من الأحزاب المدنية، هما «الوسط»، و«غد الثورة»، أنهما موجودان فى التحرير، وأن هدفهما الرئيسى هو إيقاف مسلسل الدماء المستمر، والتأكيد على حق الاعتصام السلمى.