قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن التفاوض في ظل الضغوط لا معنى له، وإن طهران مستعدة للحوار إذا ما غير الأمريكان أسلوبهم بشكل فعلي. وأضاف نجاد، في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة اليوم ردا على سؤال بشأن الاقتراح الأمريكي بالتفاوض مع إيران، أن "الظروف قد تتغير إذا ما غير الجانب الأمريكي من أسلوبه المبني على التهديد". وأعلن الرئيس الإيراني رسميا عن إلغاء تأشيرات الدخول بالنسبة للسائحين والتجار المصريين إلى بلاده، مؤكدا أن هذه خطوة جاءت كمبادرة فردية من جانب طهران، وأنها تنتظر خطوة مماثلة من القاهرة. وبالنسبة للملف السوري، أشار الرئيس أحمدي نجاد إلى أن الوحدة في المواقف بشأن الأزمة السورية لا تتحقق بالتمسك بالخلافات بل من خلال العمل على أساس المشتركات وتوسيع نطاقها للوصول إلى حل مضيفا، نساعد سوريا من أجل تحقق الوفاق الوطني ولا نقول من يذهب ومن يأتي. أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن وجهات النظر بين بلاده ومصر وتركيا تتجه نحو التقارب بشأن حل الأزمة الراهنة في سوريا. ولم يحدد نجاد ملامح هذا التقارب بين بلاده ومصر وتركيا بشأن الأزمة السورية، لكنه قال "إيران لا ترى أن حقوق الشعب السوري يمكن أن تأتي من خلال الحرب، وأن التفاهم الوطني بين النظام السوري والمعارضة هو الحل لإنهاء الأزمة في سوريا". وأضاف "نرى أن الحرية وحق الاختيار والعدالة حقوق لكافة الشعوب، ونرى أن هذه الحقوق الإنسانية لا يمكن انتزاعها من أحد". وتابع مؤكدًا "الحكومات مكلفة بتوفير هذه الحقوق، والشعوب أيضًا يجب أن تبذل الجهد لتحقيقها". وشدد الرئيس الإيراني على أنه "لا يحق لأحد التدخل في الشؤون الداخلية والمحلية للدول"، في إشارة إلى اتهامات النظام السوري لبعض الدول العربية بالتدخل في شؤونه. وعقد رؤساء تركيا ومصر وإيران اجتماعًا ثلاثيًا أمس بشأن سوريا على هامش القمة الإسلامية. وجاء هذا الاجتماع في إطار تفعيل مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي بشأن سوريا، التي أعلنت القمة الإسلامية تأييدها لها في بيانها الختامي الذي صدر اليوم. وتدعو مبادرة مرسي إلى تشكيل مجموعة اتصال رباعية حول أزمة سوريا تضم كلاً من تركيا وإيران والسعودية إلى جانب مصر، وترتكز على: وحدة الأراضي السورية، والحوار الشامل بين مختلف أطراف الأزمة السورية، والاستجابة لأي جهد من أي دولة عضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي تشارك في هذا الحوار. وتوجه الرئيس الإيراني بالشكر لنظيره المصري الدكتور محمد مرسي، والحكومة المصرية على "التنظيم الجيد للقمة الاسلامية، وحفاوة الاستقبال التي لاقاها الوفد الإيراني المشارك في القمة وكرم الضيافة"، وقال "أتمنى أن يكون وجودى فى القاهرة بداية جيدة نحو المساعي الواسعة والتقارب والتآلف بين البلدين". وردا على سؤال عن موقف إيران من الأزمة السورية، قال نجاد إن بلاده ترفض التدخل العسكرى فى سوريا، معربا عن أسفه لوقوع ضحايا لدى الجانبين، الحكومة والمعارضة. وقال إن إيران ومصر بذلا جهدهما طوال التاريخ لكرامة الإنسانية ولتحقيق عالم أفضل واليوم هذه المسؤولية على الشعبين منذ آلاف السنين، ويسعون للعدالة والكرامة والسلام والأمن والرخاء لكافة الشعوب ويجب علينا اداء هذه المهمة من أجل الوحدة والتحالف. وبشأن ملف البحرين، قال نجاد إن وجهة نظر إيران حيال البحرين واضحة ومبدئية وتتبنى الحرية والعدالة، وأضاف "لا نتدخل في شؤون البحرين، لكننا في الوقت نفسه نؤكد على ضرورة أن تحترم الحكومة مطالب الشعب البحريني، وأن يتعايش الجميع على أساس الحرية والعدالة الاجتماعية".