وجَّه الملك محمد السادس، ملك المغرب، رسالة إلى القمة ال27 للاتحاد الإفريقي التي تنعقد بالعاصمة الرواندية كيجالي، وسلمت الرسالة أمس إلى الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي من قبل رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، وذلك بمناسبة الإعلان عن رغبة المملكة المغربية في العودة لعضويتها بالاتحاد الإفريقي. وجاء في رسالة الملك التي حصلت "الوطن" على نسخة منها: "أتوجه إليكم بصفتي حفيد جلالة الملك محمد الخامس، أحد أقوى رموز تحرر الوعي الإفريقي، وواحد من الرواد الملتزمين، إلى جانب الرؤساء جمال عبدالناصر، وفرحات عباس، ومديبو كايتا، وسيكو توري، وكوامي نيكروما، صناع قمة الدار البيضاء التاريخية، سنة 1961، التي أعلنت عن انبثاق إفريقيا متحررة، وأسست للاندماج الإفريقي". وتابعت الرسالة: "أتوجه إليكم أيضا، بصفتي ابن جلالة الملك الحسن الثاني، الذي جمع في نفس تلك السنة، مؤتمر حركات تحرر الدول التي كانت خاضعة للسيطرة البرتغالية، وساهم بكل أناة وروية، في استتباب الاستقرار في عدة مناطق من قارتنا، وفي تعزيز روابط الأخوة والصداقة، مع مجموعة من الدول الإفريقية". وشدد الملك المغربي على أنه رغم كون المغرب غاب عن منظمة الوحدة الإفريقية، فإنه لم يفارق أبدا إفريقيا، مستشهدا بعبارات الملك الحسن الثاني، في خطابه للقمة العشرين لمنظمة الوحدة الإفريقية، يوم 12 نوفمبر 1984، الذي أعلن فيه انسحاب المغرب. وأضافت الرسالة الملكية: "إن المغرب، رغم انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية، فإنه لم يغادر أبدا إفريقيا، وإنما انسحب، سنة 1984، في ظروف خاصة، من إطار مؤسساتي قاري، وكنت أتمنى، منذ سنوات، أن أبوح لكم، وبكل صدق، بأن ذلك سبب للمغرب جرحا عميقا، وها هي الفرصة تتاح اليوم، للتعبير لكم عن ذلك، وإني لواثق بأن هذا الجمع النبيل، سيتلقى هذا الشعور الصادق بما يستحقه من إصغاء واعتبار". وكان الملك المغربي أعلن عودة بلاده للاتحاد الإفريقي، وأكد الملك محمد السادس، الأحد، في رسالة إلى القمة ال27 للاتحاد الإفريقي التي تنعقد بالعاصمة الرواندية كيجالي، أن "المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع". وأضاف الملك في الرسالة ذاتها، إلى الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، أن المغرب "يثق في حكمة الاتحاد الإفريقي، وقدرته على إعادة الأمور إلى نصابها، وتصحيح أخطاء الماضي. واعتبر العاهل المغربي أن قرار العودة إلى الاتحاد الإفريقي، "تم اتخاذه بعد تفكير عميق وهو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة"، مضيفا أنه "من خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول، سيعمل المغرب من داخل الاتحاد الإفريقي، على تجاوز كل الانقسامات".