وجَّه الملك محمد السادس، ملك المغرب، رسالة إلى القمة ال27 للاتحاد الإفريقي التي تنعقد بالعاصمة الرواندية كيجالي، وسلمت الرسالة أمس إلى الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، من قبل رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب. وجاء في رسالة الملك التي حصلت "الوطن" على نسخة منها: "إن الرهان الذي يتعين على قارتنا ربحه اليوم، بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على ميلاد الاتحاد الإفريقي، هو رهان الوحدة والتماسك بين أفراد عائلتنا الكبرى، ولتحقيق هذا الهدف، لا بد لنا أن نتبع سبيل الحصافة والشجاعة، وهي السبيل التي كانت الاختيار الأول لأسلافنا، من دعاة الوحدة الإفريقية". وشدد الملك المغربي، في رسالته، على أن إفريقيا التي طالما تم إهمالها، أصبحت اليوم فاعلا لا يمكن تجاهله، حيث صارت قارة تؤكد وجودها، وتتقدم وتتحمل مسؤولياتها على الساحة الدولية، كطرف فاعل وجدير بالاحترام في النقاش الدائر حول الحكامة العالمية. وفيما يتعلق بمسألة الصحراء المغربية، قال: "من هذا المنطلق، وفيما يتعلق بقضية الصحراء، فإن إفريقيا المؤسساتية لا يمكنها بعد الآن، أن تتحمل أوزار خطأ تاريخي، وإرث ثقيل، أليس الاتحاد الإفريقي في وضعية تعارض واضح مع الشرعية الدولية؟ فهذا الكيان المزعوم ليس عضوا لا في منظمة الأممالمتحدة، ولا في منظمة التعاون الإسلامي، ولا في جامعة الدول العربية، ولا في أي هيئة أخرى، سواء كانت شبه إقليمية أو إقليمية أو دولية". وتابع: "غير أن ما يهمني هنا بالدرجة الأولى، هو موقف قارتنا، فهل سيظل الاتحاد الإفريقي مصرَّا على مخالفة المواقف الوطنية للدول الأعضاء؟، حيث لا تعترف 34 دولة على الأقل، أو لم تعد تعترف بهذا الكيان؟ وحتى ضمن 26 بلدا الذين انحازوا لجانب الانفصال سنة 1984، لم يعد هناك سوى قلة قليلة لا يتعدى عددها 10 دول". واعتبر الملك، في رسالته، أن هذا التطور الإيجابي يواكب تماما التوجه المسجل على المستوى العالمي، فمنذ سنة 2000، سحبت 36 دولة اعترافها بالكيان الوهمي. وأكد الملك أن موقف الاتحاد الإفريقي يتعارض كليا أيضا مع تطور قضية الصحراء على مستوى الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن هناك مسارا للتسوية، برعاية مجلس الأمن، يسعى للتوصل إلى حل سياسي دائم لهذا النزاع الإقليمي. واعتبرت الرسالة الملكية أنه لا يمكن للاتحاد الإفريقي أن يحكم بمفرده على نتيجة هذا المسار، بينما يمكنه، من خلال استعادة حياده، أن يساهم بشكل بناء، في التوصل إلى الحل المنشود.