في ساحة شارع البحر الرئيسي الواصل بين ميداني "الشون" و"البندر" لمسافة تطول أكثر من 5 كيلو مترات بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، تم تنفيذ المبادرة "حلوة يا بلدي" التي أطلقها اللواء أحمد ضيف صقر سعيا لرفع أكوام القمامة وإجراء سلسلة من عمليات النظافة تلبية لمطالب أبناء ومواطني المدينة العمالية، وشارك عاملان نظافة بحي أول المحلة في العقد الخامس من عمرهما بالمبادرة، في ظل ارتفاع درجة الحرارة وهما يتصببان عرقا ويضعان أيديهما على رأسهما لتخفيف المعاناة عن نفسيهما. بمقشات الكنس، يتحرك الرجلان معا يسارا ويمينا لرفع أكوام القمامة والأتربة فقد دفعتهما حرارة الجو إلى ارتداء ملابس اختلطت بين ألوان الغامق والفاتح الشعبية في إشراف لجان من المهندسين والفنيين وبعض الشباب والصبية صغار السن من أعضاء مؤسسات المجتمع المدني المشاركة في مبادرة "حلوة يا بلدي" والتي نالت استحسان الآلاف من أبناء ومواطني المدينة العمالية الذين أطلقوا هاشتاج "المحلة ريحتها طلعت" للإعراب عن تضررهم من سوء مظاهر انتشار أكوام القمامة وانبعاث روائح كريهة منها. "أنا دايما بحب أبقى حريص على أكل عيشي وقوت عيالي الأربعة، ولازم أقوم وأخرج من بيتنا الساعة 7 صباحا وأخلَّص شغلي 4 العصر، وألف شوارع المدينة وأروح مناطق سكنية عشان أشيل الزبالة وأرفع أكوام القمامة وربنا فضله عظيم وكبير وبيعيني على تحمل ارتفاع درجة الحرارة ولازم أعرق عشان أحس بقيمة القرش اللي بكسبه بالحلال"، بتلك الكلمات أراد أن يعبِّر "عم حمدي" (54 عاما) عن متاعب مهنته، وهو يمسح عرقه بكوع يده أمام بنك القاهرة بشارع البحر، مضيفا بقوله: "أنا ربنا رزقني ب4 عيال منهم بنتين وولدين ولازم أعلمهم وأربيهم وعشان كده أنا بدوَّر على شغلانة تانية في الفترة المسائية بعد الشغل في جهاز النظافة تعود عليها بدخل زيادة لأني مرتبي من الحكومة لا يتجاوز 500 جنيه". قال زميله "عم مصطفى" (56 عاما) وهو يحمل في يده المقشة والكوريك: "إحنا عمال النظافة الكادحين الغلابة اللي مش لاقيين غير صعوبة في حياتنا وتجاهل لنا من بعض المسؤولين في المحافظة أو من جهة المواطنين الذين يبخسون حقنا في عملنا"، مشيرا إلى أن هناك دعوات بين صفوف عمال النظافة من زملائنا للمطالبة بتثبيت العمال المؤقتة لضمان أحقية أبنائهم وأطفالهم الصغار من خطر التشرد أوالضياع. وأضاف "عم مصطفى" أن محافظ الغربية اتخذ خطوات جادة بصرف حوافز مالية بمناسبة شهر رمضان تتراوح ما بين 150 – 250 جنيها لكل عامل، موضحا أن حالة غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة أصبحت صداعا مزمنا في رأس كل عامل نظافة من متقاضي الأجور المتدنية. وكشف "مصطفى" أن ساعات العمل لعمال النظافة تتجاوز ما يقرب من 8 ساعات يوميا في وضح النهار أمام مرأى ومسمع كل المسؤولين والمواطنين، معربا عن حزنه لعدم وصول رسالته في العمل على نظافة كل المناطق السكنية ووقايه قاطنيها من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وعلى رأسها أمراض الصدر والربو وغيرها. في ذات السياق، أصدر اللواء أحمد صقر، محافظ الغربية، توجيهاته إلى رؤساء مجالس المدن والأحياء بضرورة تعميم ظاهرة مبادرة حملة "حلوة يا بلدي" على مستوى كل قرى المراكز سعيا في حل مشكلات المواطنين وتلبية كل الخدمات اللازمة برفع أكوام القمامة من كل شوارع وميادين المدن الرئيسية بالمحافظة. كما شدد المحافظ، في توجيهاته، على ضرورة إجراء سلسلة من اللجان التابعة لإدارات الرقابة والمتابعة لحصر كل معدات جهاز النظافة والتجميل على مستوى المدن لحصر كل المعدات والأدوات التي في حاجة عاجلة لإجراء صيانة دورية لها وتكهين باقي المعدات غير الصالحة وبيعها في مزايدات ومناقصات علنية والاستفادة من أموالها في شراء أجهزة وأدوات جديدة.
