أثار استخدام إرهابي لشاحنة من أجل دهس عشرات الأشخاص في مدينة نيس الفرنسية منصف ليل أمس، قلق مسؤولو الأمن في أوروبا، من أن تشكل أي شاحنة أو سيارة تهديدا محتملا يستخدمه الإرهاب، ما يلقي الضوء على "الدهس" كوسيلة جديدة للإرهابيين. ويقول اللواء أحمد عبدالحليم الخبير العسكري بأكاديمية ناصر، إن خطورة سلاح الدهس تكمن في صعوبة رصده أو توقعه من جانب الأجهزة الأمنية، على عكس المتفجرات والأسلحة. وأضاف عبدالحليم، ل"الوطن": "الإرهابيون اخترعوا وسيلة الدهس لأنه غير متوقع وصعب اكتشافه قبل ارتكاب الحادث"، موضحا أن اكتشافه يتوقف على إبلاغ أحد المواطنين بسيارة مشتبه بها في أحد الأماكن. وأكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني ووكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن العالم كله في مواجهة الإرهاب الذي لا يمكن محاربته، إلا من خلال منظومة لها محور سياسي واقتصادي وثقافي وديني واجتماعي وأمني، وكل محور منهما يتطلب جهود من المؤسسات المختصة، وإلا سنفاجأ دائما بحوادث جديدة في أي دولة بالعالم. وأضاف علام ل"الوطن": "الدهس مثل أي وسيلة مدمرة، لا تقل خطورتها عن المتفجرات والطعن بالسكين، فالموت واحد والإرهاب واحد باختلاف الوسيلة"، مناشدا الدول العربية بإنشاء مجلس قومي عربي لمكافحة الإرهاب، وفي مصر أيضا للتواصل مع دول العالم المعنية بمكافحة الإرهاب، لتنفيذ المنظومة بمحاورها الستة في أقل وقت وبأقل خسائر". وقُتل 84 شخصا على الأقل بينهم أطفال وأُصيب 68 آخرين، بعد أن دهست شاحنة حشدا من الجماهير في أثناء "احتفالات العيد الوطني" في مدينة نيس بفرنسا، بينما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إن الاعتداء "إرهابي"، داعيا إلى عقد اجتماع أمني طارئ، كما قرر تمديد حالة الطوارئ المفروضة في البلاد 3 أشهر اعتبارا من 26 يوليو.