تكفي ثمان "فيديوهات" لتلخص قصة حمادة، المواطن الذي سُحل وتعرى من قبل قوات الداخلية، أمام قصر الاتحادية، فالقصة بدأت مع رصد الكاميرات لسحله وانتهت بمواجهته مع ابنته على الهواء مباشرة. في بداية الأحداث، نقلت كافة القنوات الفضائية، عملية السحل والتعرية التي تعرض لها "حمادة"، ونقلت قنوات الحياة، و"أون تي في"، والكثير من القنوات لحظة سحل وتعرية حماده على الهواء مباشرة، ما ترتب عليه استنكار كافة القوى والرموز السياسية. وسارعت وزارة الداخلية للاعتراف بالخطأ الذي وقع، فخرج اللواء أسامة إسماعيل، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، عبر شاشة قناة "الحياة"، ليؤكد أن الوزير أمر بالتحقيق في فيديو سحل المواطن من قبل قوات الأمن ونزع ملابسه أمام قصر الاتحادية، واعترف بأن ما حدث خطأ سيحاسب من قام به. وبعد عدة ساعات خرجت فتحية زوجة "المواطن المسحول"، عبر شاشة "أون تي في"، لتقول إنها متواجدة معه في مستشفى الشرطة بمدينة نصر، بعد أن نقل إليها بعد الاعتداء عليه في محيط قصر الاتحادية واحتجازه داخلها، وأضافت أن زوجها بحالة جيدة، وتوفرت له الرعاية الطبية بالمستشفى، مشيرة إلى أن اللواء حسين فكري، مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان، قام بزيارة "حمادة"، واطمئن عليه، ووعده بتكرار الزيارة، وخلال تلك المكالمة سُمع أثناء حديث السيدة، عدد من الأشخاص بجانبها، يحاولون تلقينها بعض العبارات، ويصححون لها خطأها في اسم اللواء حسين فكري، ومكان المستشفى. وتحول الموقف والمشهد في صباح اليوم التالي، فمع حالة الاستنكار والرفض الذي سادت الشارع المصري، خرج "المواطن المسحول" الذي تناقلت كافة القنوات والوكالات مشاهد سحله وتعريته على يد قوات الأمن، ليصيب الجميع بحالة من الصدمة، ويقول عبر شاشة التليفزيون المصري، "وجدت بعض الأشخاص يهرولون ويسرعون في الجري من الشارع الكبير إلى الحارة، وتم إطلاق رصاصة في قدمي من جانب المتظاهرين أدت إلى وقوعي، وعندما قاومت ووقفت لم أتمكن من الوقوف مرة أخرى، والمتظاهرين اتلموا عليا وبهدلوني وأخدوا هدومي، ثم قالوا ده مش عسكري ده راجل كبير بتموتوه، وبعدها لقيت عساكر بيجروا ورايا وبيقولوا والله مش هنأذيك". فور ذلك خرج هاني عبداللطيف، المتحدث باسم الداخلية، عبر شاشة أون تي في ليؤكد أن "حمادة" في الأساس كان ملقىً على الأرض وهو عاري، وأكد وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي أن مثيري الشغب هم من قاموا بتعرية حماده، فقال الوزير "تبين من أقوال المجني عليه أمام النيابة، أنه كان متواجدا بالصدفة بمحيط القصر وقت الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، ووقع بينه وبين بعض من مثيري الشغب مشاجرة تم خلالها تجريده من ملابسه، ثم شعر بسخونة في قدمه وتبين أنه مصاب بطلق خرطوش بقدمه، ومع اندفاع عساكر الأمن المركزي وقت الكر والفر وجدوه ملقىً على الأرض وحاولوا وضعه في المصفحة، وعلى الرغم من ذلك فإن أسلوب اصطحابه من الأرض إلى المصفحة كان به تجاوز". ثم تحول المشهد، عبر شاشة "mbc مصر"، لتؤكد الإعلامية منى الشاذلي، في برنامجها جملة مفيدة، أن الهاتف الذي تحدثت من خلاله زوجة "حمادة" عبر قناة أون تي في، هو نفس رقم أحد ضباط العلاقات العامة بوزارة الداخلية. لتخرج راند، ابنة المواطن المسحول، بعد تصريح الإعلامية منى الشاذلي، عبر برنامج القاهرة اليوم، لتؤكد أن عائلتها تعرضت للتهديد لعدم قول وكشف الحقيقة وقالت "إن الأمن هو من قام بضرب والدها وسحله في الشارع، وقاموا بإدخاله إلى المصفحة، وأن الداخلية استولت على هواتفهم المحمولة، ووالدها تم تهديده بالقتل من قبل الشرطة لتغيير ما رآه الشعب المصري بأكمله". كما أكدت راندا أن والدتها تم تهديدها من الداخلية، وقالت "أبويا اتهدد وأمي اتهددت وقيادات الداخلية كانت واقفة جنبه وبتقول له هنسجنك وهنديلك حقنه هواء"، وأضافت أن وزير الداخلية كان بالمستشفى، وأن والدها يكذب، متسائلة "إنتم مش شوفتوا الفيديو ومين اللي عمل فيه كدة؟". وفي الأخير تحدث المواجهة بين "المواطن المسحول" وبين ابنته على الهواء مباشرة، عبر شاشة "القاهرة اليوم"، ومع إصرار راندا على تعرض والدها وأسرتها للتهديد، مازال "حمادة" يصر على تصريحاته، ويشير إلى أن أحد القنوات الفضائية أغرت ابنته بالعيش في أحد القصور إذا صرحت لها بأن والدها تم الاعتداء عليه من قوات الشرطة، ولم يصرح حمادة عن اسم هذه القناة، نافيا أن قوات الشرطة اعتدت عليه، وأن ملابسه تم تجريدها نتيجة "المعافرة" مع عساكر الأمن المركزي حتى لا يصطحبوه إلى المدرعة، رغم تأكيدهم له على نقله إلى سيارة الإسعاف، بعد اعتداء المتظاهرين عليه لاشتباههم فيه بأنه عسكري أمن مركزي. وهدّد حمادة ابنته على الهواء بأن يعاقبها بأشد العقاب إذا كذّبت كلامه مرة أخرى، نافيا أن تكون ابنته قد صاحبته إلى منطقة روكسي، قائلا لها "والله لأولّع فيكي"، فيما ردت راندا قائلة "والله كنت معاك وشوفت العساكر وهم بيضربوك بعيني".