على بُعد خطوات قليلة من مستشفى آل سليمان، الذى استقبل شهداء ومصابى بورسعيد، احتشد آلاف البورسعيدية لأداء صلاة الجمعة، حيث دعا الخطيب من على المنبر النظام لأن يتقى الله فى شعب بورسعيد «الباسل» واحترام حرمة الدماء. وأدى المتظاهرون صلاة الجنازة على الشهداء، وبمجرد انتهاء صلاة الجنازة، جابت المظاهرات شوارع بورسعيد. وأعلن المتظاهرون قيام دولة بورسعيد، ورفعوا علماً به 3 ألوان هى الأخضر، والأبيض، والأسود مكتوباً عليه «دولة بورسعيد» يتوسطها شعار قناة السويس، وهتف الألتراس «أووووووه عايزينها دولة». وحمل متظاهرون الإعلام السوداء ورفع أحدهم علماً أسود على مبنى ديوان عام المحافظة، وهتفوا «وحياة دمك يا شهيد، ثورة جديدة فى بورسعيد»، و«القصاص القصاص.. قتلوا إخواتنا بالرصاص»، وتصدّرت المظاهرات سيارة دهنها صاحبها باللون الأخضر واستبدل لوحتها، بلوحة مكتوب عليها «بورشهيد (1956-2013)، وكتب عليها عبارات «حزين عليكى يا بورسعيد»، و«يا بورسعيد علشانك راح 100 شهيد». ووقف أحد أهالى المدينة، خاطباً فى الحشود، قائلاً إن عليهم احترام حرمة الدم، وعدم الإلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، ورفع البعض لافتات مكتوباً عليها: «قناة السويس خط أحمر».. و«حق شهداء بورسعيد.. لازم يرجع أكيد». وأمسك البعض صوراً لشهداء بورسعيد حملوها على أعناقهم، مذكِّرين الجميع بحقهم، ولم يمنع سقوط الأمطار بغزارة النساء وكبار السن والأطفال من المشاركة، الذين صمموا على الانضمام إلى المسيرة والمشاركة فى الهتافات التى صحبها تصفيق حاد، وهتاف «بلد البالة كلها رجالة». وتوافد منذ الصباح قوافل من مختلف المحافظات خصوصاً السويس، والإسماعيلية، وكفر الشيخ، والغربية للتضامن مع البورسعيدية ضد حكم الإخوان. وقال محمد حافظ، رئيس لجنة الشباب والرياضة فى مجلس الشورى، الذى جاء مع روابط ناديى الإسماعيلى والزمالك، إنه جاء لوجه الله، ولمناصرة أهل بورسعيد، والتأكيد على حقوق الشهداء، وأن بورسعيد آمنة. وقال عادل شكوكو، منسق رابطة الإسماعيلى: «نطالب باعتبار ضحايا بورسعيد شهداء، مثل ضحايا ألتراس الأهلى». وقال الأديب البورسعيدى قاسم عليوة، عضو اتحاد كتاب مصر، إن العصيان المدنى أحد الأسلحة المهمة للتعبير عن المعارضة لنظام الحكم.. ولكن للعصيان المدنى شروطاً، من أهمها اقتناع أفراد الشعب بالفكرة، والإيمان بها، وأن تكون كل الوسائل السلمية قد استُنفدت. وأضاف أنه يوجد قطاع كبير من الشباب بالمحافظة مع فكرة العصيان المدنى. وحذر «عليوة» من خطورة المساس بأمن المجرى الملاحى لقناة السويس، لأن ذلك يُعيد إلى الأذهان فكرة «تدويل» الملاحة بالقناة، بمعنى إدارتها بشكل دولى، وهذا أمر خطير جداً، ويُدخل البلاد فى حرب جديدة، وإذا فكّر البعض فى العصيان المدنى فلا بد أن نراعى مصلحة هذا الوطن فى المقام الأول.