شهد الموسم الدرامى الحالى العديد من المشاهد الممتعة التى تبرز قدرة ومهارة الممثل على أداء وتقمص الشخصية، ولفتت الانتباه له وللعمل الفنى بأداء تمثيلى غير تقليدى، ليتربع أصحابها على عرش الموسم الحالى. ومن المشاهد التى أثارت ردود فعل مختلفة مشهد رحيل «ماما عايدة»، ليلى عز العرب، والدة الفنانة «يسرا» فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، حيث استطاع هذا المشهد إخراج قدرات «يسرا» التمثيلية فى دفعة قوية، عبّرت من خلالها عن مشاعر فقدان الأم بحرفية شديدة، رغم أنها امرأة شرسة تحاول طوال الوقت الانتقام ممن حولها، إضافة إلى مشهد الولادة فى مسلسل «جراند أوتيل» الذى أدته ببراعة شديدة الفنانة دينا الشربينى التى اعتمدت على التلقائية ولغة الجسد فى أداء المشهد بكل تفاصيله كأنها تعيش حالة ولادة حقيقية، بالإضافة إلى مشهد حريق بيت «بدرية»، سوسن بدر فى مسلسل «أفراح القبة»، الذى تألق المخرج فى رصد كل تفاصيله، فضلاً عن مشهد رقصة «تحية»، منى زكى، وهى تحاول إقناع صاحب الفرقة بموهبتها من أجل الحصول على فرصة عمل، ورقصة «سنية»، رانيا يوسف، فى نفس العمل، والتى كشفت من خلالها عن الوجه الإنسانى للراقصة. «عبدالرازق»: مشهد الولادة لم يقدم بهذه الطريقة فى الدراما.. «وخيرالله»: حرق بيت سوسن بدر فى «أفراح القبة» الأروع يرى الناقد رامى عبدالرازق أن مشهد الولادة لدينا الشربينى فى مسلسل «جراند أوتيل» يُعتبر من أقوى مشاهد دراما هذا العام حتى الآن، لما يتمتع به من جرأة وقوة شديدة لم تُعرض من قبل فى الدراما التليفزيونية. وقال «عبدالرازق» ل«الوطن»: «هذا المشهد اعتمد بشكل كبير على لغة الجسد، والتلقائية التى تتميز بها دينا الشربينى، مما جعلها تتحكم فى نقل المشاعر التى تليق بقوة الحدث، لأن المشهد ليس مجانياً، وإنما ستُبنى عليه قرارات وتصرفات كثيرة تتعلق بحياة أشخاص، وتُعتبر معظم مشاهد منى زكى وإياد نصار معاً من أجمل المشاهد التى أبرزت مهارات التمثيل والأداء لديهما، فضلاً عن أنها تمتعت بدرجة عالية من التقمص». وأضاف: مشهد نهى عابدين فى «ونوس» أثناء رفض وقبول «عزيز» للزواج منها، والذى يجسده محمد شاهين، كان قوياً ومؤثراً، بالإضافة لمعظم مشاهد هالة صدقى التى تحمل حزناً وانكساراً رغم قوتها، ورد فعل محمد شاهين بعد رفض «دنيا»، نهى عابدين، له أعتبر نظرة العين فيه هى البطل، لأنها جوهرة الأداء التمثيلى عند أى ممثل، فهى قادرة على نقل أفكار الشخصية وأحاسيسها الداخلية فى نظرة». وأشارت الناقدة ماجدة خيرالله إلى أن مسلسل «أفراح القبة» ملىء بالمشاهد القوية، منها مشهد رقصة منى زكى التى تحكى من خلالها حكاية تحاول أن تقول لصاحب الفرقة فيها إنها الأحق بفرصة العمل، وتقاتل من أجلها حتى تكتشف أن شقيقتها هى المنافسة الوحيدة لها، مؤكدة أن هذا يُدخلها فى حالة عذاب داخل مشهد درامى معقد جداً، بالإضافة لمشهد رقصة رانيا يوسف وفقدانها حملها. وقالت «خير الله» ل«الوطن»: مشهد حرق أحمد السعدنى لبيت «بدرية»، سوسن بدر، فى نفس العمل يُعد من أقوى المشاهد تمثيلاً وإخراجاً، وتفاصيله كلها محكمة، وتم تقديمه ببراعة شديدة، بجانب أداء سوسن بدر فى العمل، وتقديمها لدور غير مسبوق فى الدراما، من خلال تجسيد دور أم ترى أن جسد بناتها هو مصدر رزقها الأول، وقدمت «يسرا» فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات» عدداً من المشاهد القوية، منها مشهد قتل الدكتور فى لحظة شعورها بخطر أن يكون لديه تسجيلات لها، حيث انهالت عليه رغم أنها لم تكن تنوى فعل ذلك، هذا الانقلاب المفاجئ كان جيداً، ومشهد وفاة والدتها «عايدة» كان رائعاً رغم طوله نسبياً، كما أنها استطاعت الجمع بين تناقضات كثيرة، ما بين القوة والضعف فى آن واحد، مما جعل هذا الدور فرصة جيدة للفنانة «يسرا»، استغلتها بشكل جيد، لأنها لم تجد نصاً بهذا الشكل لتقديمه من قبل، رغم تميزها فى أداء جميع أدوارها السابقة، ولكن هذا العمل بالتحديد أبرز جوانب من موهبتها التمثيلية بشكل قوى». وأوضحت أن حنان مطاوع فى «ونوس» قدمت مشاهدها ببراعة، ومنها حالة الهوس بابنها، واعتقادها الدائم بأن كل من حولها يتعمدون اضطهادها، مشيرة إلى خوفها على ابنها لدرجة الانتقام، وهلعها الشديد من اقتراب أى شخص منه، مشددة على أن جميع مشاهد «ونوس» يحيى الفخرانى، و«ياقوت» نبيل الحلفاوى فى العمل رائعة.
