* أستدعى الصمت لأوجز فيه معنى الحياة. تلقَّفتنى الثرثرة فاستسلمت لوميض الاكتئاب وكان المذاق شهياً فعرفت أننى فى خطر. مللت التكرار فيا ليت الصمت يستوعبنى كالقصائد المرتجلة. * كل الحيل الإنسانية بدت لى محلولة الألغاز فكرهت فراستى؛ وعرفت كيف تكمن السعادة فى الغباء ولماذا يبدو البلهاء أكثر حكمة واستقراراً وعرفت لماذا يقطرنى القلق حتى فى اليقين. * يستقر الصخب على أن الفتنة جوهرها الإرهاق؛ كما كان الإلحاح دوماً جوهر الملل، وفى الصمت؛ حيث تلتئم الجراح، ينبثق ينبوع الخشية؛ أن تأتى الراحة عكس نتائجها ونراها الوجه الآخر للعنت فأين المفر؟ * الحلم، الرؤيا، الكابوس؛ فى قيعانها يصطدم الفرار مُحبطاً ونقول: فى اللاوعى انكبت الأنين وقد سجنته الطحالب وأهالوا عليه الوقار، فأين منى بهجة فى النواح تمتشقها النفس اللاهثة؟ * أى النوافذ تتسع لإطلالة رأس متورِّم؟ أى الشرفات يمكن أن يدرج عليها الياسمين مُعتنقاً الزنبق من دون مزاحمة اللبلاب؟ وأى الردهات تستقبل آهات يكتمها القلب المتضخِّم؟ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه! ما أوجع بوحاً أسكته سمت الصمت! * شيدى يا رمال قصورك فالأحجار تنكفئ ورددى: أى طمع فى الخلود وكل الزمان برهة؟ وأى الوصايا تصدق غير وصية المَلَك القريب؟ فأين منى لحظة فى «البُرهة» أعظ بها نفسى: لا تفرحى! لا تحزنى! أن تهدأ فى التأرجح حتى يغلبها النوم الأبدى. تنويه: مشكلة مصر أنها «أُمُّنا»؛ فالأبناء صاروا لا يتعرَّفون على معنى «البِر» بالأم وكيفيته ومن ثَمَّ فهم لا ينتبهون إلى النهى عن قول «أف» ولا عن «نَهْرها» ولا يطيعون أمر «خفض جناح الذلِّ» لها من الرحمة والمذهل هو تصورهم، مع ذلك، أنهم أبرار! إفادة: تضحكنى مقولة إعلان تؤكِّد: «ربِّه صغيراً ينفعك كبيراً»؛ الصحيح المضمون هو «ربِّه صغيراً وأجرك على الله»! تحذير: ليس بالحماس وحده ينجح الثوَّار؛ لا بد من الذكاء واليقظة والفطنة التى تجعلهم لا ينساقون خلف أقنعة ظاهرها الرحمة ومن خلفها الخراب. استجارة: يالجبروت الضعف!