أتابع بشغف ما يحدث فى العراق، لأن «داعش» الذى تمدد لأكثر من سنتين فى العراقوسوريا دون مقاومة كبيرة واجه ضربات عنيفة بالطائرات الروسية وتقدم القوات الحكومية فى كل من العراقوسوريا، وكان السؤال لأى مدى يمكن أن يصمد «داعش»؟ والحقيقة أن موقع «بى بى سى» العربى كان من أكثر المواقع متابعة لما يحدث فى الفلوجة سواء كان عسكرياً أو إنسانياً. يقول الموقع إن عيسى العيساوى، قائم مقام الفلوجة، أشار إلى أن «القوات الأمنية بقيادة جهاز مكافحة الإرهاب بمساندة الشرطة الاتحادية وشرطة طوارئ الأنبار تمكنت من استعادة 50 بالمائة من مساحة المدينة، وحسم المعركة عسكرياً بنسبة 80 بالمائة بعد انهيار خطوط دفاعات تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية الذى أصبح يقاتل داخل الأزقة والشوارع الضيقة وينشر قناصيه على المبانى العالية لتأخير تقدم القطعات العسكرية باتجاه مناطق وأحياء القاطع الشمالى للمدينة». وأضاف «العيساوى» أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد إعلان تحرير الفلوجة بالكامل والسيطرة على جميع أحيائها»، على حد تعبيره. وتنفذ القوات العراقية منذ أكثر من شهر عملية عسكرية واسعة تستهدف استعادة المدينة، التى سيطر عليها تنظيم «الدولة» عام 2014. وينفذ التحالف الدولى ضد التنظيم غارات جوية دعماً لهذه العمليات. وبحسب بيان صادر عن الجيش، فإن العَلم العراقى رفع على مبنى بلدية المدينة بعدما استعادته قوات مكافحة الإرهاب والشرطة. كما ذكر مصدر أمنى من شرطة محافظة الأنبار، السبت، أن «طيران التحالف الدولى شن غارات استهدفت عدداً من المنازل فى قرى الحلابسة والبوعلوان والزوية فى منطقة النساف غربى الفلوجة، يعتقد أنها اتخذت مساكن لمسلحى تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية وعوائلهم بعد خروجهم من الفلوجة». من جهة أخرى، أكد رئيس الأطباء المقيمين فى مستشفى الفلوجة أن «الإحصائية الرسمية لدى المستشفى لأعداد الضحايا من المدنيين من أهالى المدينة الذين سقطوا جراء القصف المدفعى والجوى الذى تعرضت له الفلوجة منذ سقوطها بيد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية فى الثلاثين من شهر ديسمبر من عام 2013 ولغاية يوم السادس عشر من شهر يونيو من عام 2016 بلغت 6076 جريحاً بينهم 866 امرأة و1055 طفلاً، فى حين بلغت حصيلة القتلى 3561 قتيلاً بينهم 352 امرأة و561 طفلاً». وذكر رئيس الوزراء حيدر العبادى، عبر «تويتر»، أن «المعركة المقبلة» هى الموصل، فى إشارة إلى ثانى أكبر مدن البلاد التى سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية فى منذ منتصف عام 2014. من جانب آخر، قال وزير الدفاع العراقى خالد العبيدى، السبت، إن القوات العراقية استأنفت السبت زحفها نحو الموصل لتحريرها من أيدى مسلحى تنظيم «الدولة الإسلامية.» وقال قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبورى إن «عمليات تحرير جنوب الموصل تنتهى بالتقاء القوات الأمنية من المحورين الشرقى والغربى فى ناحية القيارة». وأوضح الجبورى أن «قوات المحور الشرقى التابعة لقيادة عمليات نينوى تواصل عملياتها لإتمام تحرير قرى الحاج على جنوب الموصل»، مشيراً إلى أن «قوات المحور الغربى انطلقت السبت من مناطق شمال بيجى شمالى محافظة صلاح الدين». وقد أكد مصدر أمنى فى قيادة عمليات نينوى «انهيار دفاعات تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية فى مناطق جنوب الموصل والشرقاط أمام تقدم القوات الأمنية العراقية والحشد العشائرى». وأجبرت العمليات العسكرية الجارية فى مناطق شمالى محافظة صلاح الدين وأخرى جنوب الموصل أكثر من 1500 من أهالى قرى جنوب الموصل وبلدتَى الشرقاط والحويجة فى صلاح الدين إلى النزوح إلى مخيم ديبكة جنوب شرق الموصل، بحسب مسئول حزب الاتحاد الوطنى فى مخمور رشاد كلالى. ربنا يوفق أهلنا فى العراق، ونتمنى لأهلنا فى سوريا دحر «داعش» بلا رجعة.
