كتب على بورسعيد الشقاء والعناء، كتب على أهلها أن يكونوا دائماً مكروهين فى حالة عداء دائم مع الدولة تارة ومع أهالى القاهرة تارة أخرى كتب عليهم جلد الذات، فاليوم وكل يوم أصبح أهل بورسعيد فى مرمى النيران، كتب عليهم الانكسار بعد سقوط هذا العدد من القتلى كم من امرأة ثكلت وكم من طفل تيتم، عاد أهل بورسعيد إلى بيوتهم ثمة انكسار فى داخلهم، لاسيما بعد توقف جنازة دفن الجثامين، ووقوع مئات الإصابات أغلبها من السيدات، لا شعور يسيطر عليهم إلا شعور النقمة على الرئاسة التى تأخرت فى خطاب موجه إليهم، فاليأس يغمرهم، فهم الآن باتوا منفصلين عن الواقع المصرى، جلسوا فى منازلهم، قرأوا أن الرئيس محمد مرسى، سيوجه كلمة للأمة الليلة، اغتبطوا فى حذر، تعودوا ألا يغرقوا فى الأمل، حتى لا يقعوا فريسة الإحباط، قال مرسى، إنه بعد اطلاعه على الدستور الجديد، فإنه حرصاً على مصلحة مدن القناة الباسلة، قرر إعلان حالة الطوارئ فيها، وحظر التجوال من التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحاً. الرد لم يكن إلا خرقاً لحظر التجوال، وتحدياً لقانون الطوارئ، حيث خرج أبناء بورسعيد فى مظاهرات بالآلاف فى شارع 23 يوليو متجهة إلى استاد بورسعيد وأمام قسم شرطة بورفؤاد ومحمد على، لإعلان غضبهم على مرسى، واليوم الذى جاء فيه رئيساً لمصر، وأكدوا له أن بورسعيد ضمن محافظات القناة التى لن تركع لغير الله، وطالبوا بإسقاطه ورفضوا قرار حظر التجول وهتف المتظاهرون: «الشعب يريد إسقاط الرئيس والشعب يريد دولة بورسعيد، وباطل حكم المرسى باطل، والمرشد باطل، يا مبارك نام واتهنى إنت وراك أحفاد الجنة». ووصفت تلك القوى -بالإضافة لأهالى بورسعيد- الخطاب الذى أدلى به الرئيس مرسى بأنه يحوى تهديداً مباشراً لأهالى بورسعيد بالإضافة إلى أنه ترسيخ لمفهوم العداء من قبل السلطة لأهالى بورسعيد وخرج المحافظة بالآلاف وأعلنت روابط ألتراس النادى المصرى بدء المظاهرات يومياً بعد الساعة التاسعة مساءً لمدة شهر، وأصدرت المجموعة بياناً أعلنت فيه سقوط دولة رئيسها مرسى، وأسفت أن يظل الظلم ويزيد على أبناء بورسعيد ورفضت تهديد مرسى لبورسعيد، ووصفوا ذلك، بالقرارات غير العادلة التى لا تحترم القانون وتسييسها لمصالح خاصة. وأكد البيان أن بورسعيد لن ترضى أو تركع وسنظل ندافع عن المظلومين بكل الطرق إذا كان هذا حال الدولة، فليس لدولة غير الفوضى وبين محمد عصفور أحد أفراد ألتراس المصرى موقفهم كألتراس من الرئيس مرسى قائلاً: إن هذا الرئيس خائن لمصر يكيل بمكيالين ويقف مع ألتراس الأهلى وينصرهم على أهل بورسعيد وبالتالى فلن نسمح له بتهديدنا وقراراته لن تسرى علينا. وأشار أشرف العزبى إلى أن مرسى لم يعالج المشكلة وأنه أشار لنا بإصبع الفنجرى وأعاد لنا فى الأذهان مسلسل سقوط النظام السابق واستجاب لطلب نوابه فى مجلس الشورى المنتمين للإخوان المسلمين والسلفيين بفرض حالة الطوارئ وطالبنا باحترام أحكام القضاء وهو أول من لم يحترم القضاء، وأشار أشرف إلى حادثة إلقاء قنابل مسيلة للدموع على جنازة الشهداء قائلاً: لم يحدث على مدار التاريخ ضرب وإلقاء قنابل مسيلة للدموع على المشيعين للجنازات فتسقط أجسام الشهداء من على الأكتاف ولم يتم مراعاة حرمة الميت بها. وأضاف أشرف العزبى أنه هو وشباب الألتراس المصرى فى بورسعيد وأهالى بورسعيد يرفضون تطبيق حالة الطوارئ لما يمثله ذلك من إيقاف لمصالح أهل بورسعيد ووقف كامل لحياتهم. وناشد أبناء بورسعيد اختيارهم شخصاً يمثلهم فوراً بعيداً عن كل الطوائف والنواب الذين اختفوا تماماً فى وقت تتفاقم فيه المشكلات وتحتاج إلى أب حنون يتميز بالحكمة والعقل والحنان. وأضاف جرجس جريس، عضو حزب المصريين الأحرار أن المادة 148 من الدستور تقول إنه لرئيس الجمهورية إعلان حالة الطوارئ بعد أخذ رأى الحكومة على النحو الذى ينظمه القانون ويجب عرض هذا الإعلان على مجلس النواب خلال الأيام السبعة التالية. والرئيس لم يطبق النص الدستورى ونادى بحالة الطوارئ ولم يقل إنه أخذ رأى الحكومة وهو بذلك خالف المادة الدستورية. وأكد سعد بسيونى، صاحب محل بالممشى السياحى إلى أن التجار فى بورسعيد يعتمدون على حركة البيع بعد الساعة التاسعة مساءً وهو بهذا القرار يقوم بإيقاف أرزاقهم، ومرسى بذلك القرار يقوم بتهديد شعب بورسعيد بالكرباج. وأشارت فاطمة محمود وهى تضحك إلى أن خطاب مبارك كان تنحياً لكن مرسى خطابه «تناحة» وفرض قو وبلطجة علينا ونسى أننا شعب معارض لا يركع لرئيس فقد شرعيته. وأكد محمد الغنام، طالب بكلية تجارة، أنه سينزل خلال فترة حظر التجول بعد التاسعة مساءً ومرسى لن يمثله كما أنه لن ينصاع لقراراته وأضاف أن مرسى «زن على خراب عشه» وحذر المصريين من أن مرسى خائن دخل السجن بتهمة التخابر مع أمريكا ويريد بيع قناة السويس وهذا الحظر لخدمة هدفه كما أنه بلطجى هرب من السجن ويفرج عن بلطجيته ولا يحترم القانون. وأيد فوزى شوربة، رئيس ائتلاف التجار ببورسعيد، قرار الحظر مؤكداً أن تجار المدينة سيتحملون أعباء هذا القرار، شرط أن يتم تطهير المدينة من البلطجية والسلاح المنتشرين فى المحافظة وهذا يسهل القبض عليهم، حتى يعود للمدينة مرة أخرى الأمن والأمان.