تجاهلت قناة «الجزيرة مباشر مصر» الأحداث المتصاعدة فى ميدان التحرير ومحافظات مصر، وركزت على مظاهرات «الإخوان» المؤيدة للرئيس محمد مرسى أمام مسجد رابعة العدوية، واشتباكات المتظاهرين مع أمن ماسبيرو، حيث لم توجود كاميرات قناة الجزيرة فى مواقع الأحداث المشتعلة بالإسكندرية والمحلة والسويس، على الرغم من أسبقيتها فى التغطية الحية خلال ثورة 25 يناير 2011. ولم يختلف الأمر كثيراً عن ممارسات التليفزيون المصرى الذى تجاهل أحداث المحافظات واكتفى بمداخلات هاتفية من المراسلين رغم تأكيدات إسماعيل الششتاوى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أن هناك أكثر من 300 إعلامى منتشرين فى كل المحافظات بكاميرات تابعة لقطاع القنوات الإقليمية للبث المباشر للأحداث أولاً بأول، حيث أفرد التليفزيون الرسمى للدولة مساحة كبيرة من نشراته الإخبارية للحديث عن كلمة الرئيس محمد مرسى فى ذكرى المولد النبوى الشريف، التى تحدث فيها عن إنجازاته وتطلعاته للشعب المصرى، وأعقب ذلك إذاعة الكلمة لأكثر من مرة على مدار اليوم. وفى عودة لظهور الإخوان المسلمين على شاشات التليفزيون المصرى بعد غيابهم على مدى الساعات الأولى من نهار أمس الأول، تحدث الدكتور عبدالرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين فى مداخلة هاتفية لنشرة الأخبار الرئيسية للساعة الثامنة مساء أمس الأول، على قناة الفضائية المصرية، واصفاً المعارضة ب«الشياطين» الداعين للفتنة عن طريق الدعوة للخروج فى المظاهرات، مشيراً إلى أن الدعوة الدينية بريئة من تلك الممارسات المطالبة بخروج المصريين فى المظاهرات. ووصف أيضاً جمال تاج الدين، المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة، فى مداخلة هاتفية لنشرة قناة النيل للأخبار دعوات الخروج فى المسيرات بأنها دعوات لإحراق مصر. من جانبه علق الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز على تغطية التليفزيون المصرى و«الجزيرة مباشر مصر» للأحداث قائلاً: «للأسف الشديد تأكد لنا اليوم أن ثورة يناير لم تصل إلى التليفزيون المصرى حتى هذه اللحظة، والذى يجيد برهنة أنه الخادم والمطيع لأى سيد»، مؤكداً أن النشرات الإخبارية على شريط التليفزيون المصرى بالاحتفال بالذكرى الثانية للثورة توحى أن الشعب يحتفل بالألعاب النارية والمهرجانات، داعياً العاملين بالتليفزيون بالضغط على القيادات لإيقاف سوق دعايتهم للإخوان. وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن تغطية قنوات الجزيرة كشفت حقيقة تلك القناة القطرية التى لعبت دوراً مهماً وفاعلاً فى تنفيذ السياسات القطرية فى الشارع المصرى، وكانت إحدى الوسائل الاستخباراتية داخل الشارع خلال ثورة يناير، على حد قولها.
