أكد وزير الداخلية، أن مسيرة الدولة نحو التقدم والنماء تتطلب من الجميع الاضطلاع بمسؤولياته والعمل الجاد المتواصل وإعلاء قيم المواطنة، مشيرًا إلى أن الجهود والتضحيات الغالية التي قدمها رجال الشرطة والقوات المسلحة الأبطال لتحقيق رفعة البلاد تضرب المثل والقدوة. وجاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي عقده وزير الداخلية، مع عدد من شباب الضباط من مختلف المواقع الشرطية على مستوى الجمهورية، والذي استهله بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء من رجال الشرطة والقوات المسلحة. وأضاف وزير الداخلية، أن الوطن في أشد الحاجة إلى وحدة المجتمع وإلتفافه حول مؤسسات الدولة، لاسيما في ظل التحديات الراهنة، مشيرًا إلى أن تلك المرحلة تتطلب من الجميع تضافر الجهود والمثابرة على العمل، لمواصلة مسيرة النجاحات التى تحققت خلال الفترة الماضية في المجال الأمني. وأضاف: "إن ما بذله شهداء الشرطة والقوات المسلحة من تضحيات كانت دعامة تحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد، وأن حقهم علينا أن نستكمل المسيرة للقضاء على كل ما يهدد أمن المواطن واستقراره، لاسيما فى تلك الفترة التى تخوض فيها الدولة أعنف المواجهات مع الإرهاب، وفي ظل مخططات مستمرة يائسة لبث الشائعات، والتشكيك في الدور الوطني لمؤسسات الدولة، والتي تدعمها جماعات متطرفة تعمل تحت ستار الدين وتحالفات لبعض القوى الخارجية. وأكد أن الأمن أحد أهم المقومات الضرورية لبناء المجتمع وتقدمه، وأن رجال الشرطة والقوات المسلحة هما صمام الأمن؛ حيث أن نجاح رسالتهم يمهد الطريق لكافة مؤسسات الدولة لبناء المجتمع، موضحًا أن الرسالة الأمنية التي يتشرف رجال الشرطة بحملها، تضع على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه الوطن والمواطنين، مشيرًا إلى أن رجال الشرطة قادرين على تحقيقها ومواجهة كافة التحديات الراهنة والمخططات التي تستهدف زعزعة الاستقرار. وأكد وزير الداخلية، أن جهاز الشرطة يواجه العديد من الصعوبات والتحديات التي تزداد يوما بعد يوم، نظرا للتطور في أنماط وأشكال الجريمة، ما يتطلب تعزيز قدرات المؤسسة الأمنية تدريبيا وتقنيا، ورفع كفاءة العنصر البشري وتنمية مهاراته وتأهيله بالأساليب العلمية والمناهج التدريبية الحديثة؛ للوصول إلى أعلى درجة من الاحترافية فى المواجهة والتصدى لأنماط الجريمة. وشدد في هذا الصدد على تفعيل منظومة التدريب وتطويرها بكافة قطاعات الوزارة، وتطوير أساليب المواجهة بما يتلائم مع التطورات والمستجدات على الساحة الأمنية واتباع الأساليب العلمية في تنمية المهارات وحسن إعداد العنصر البشري. وأوضح أن السلوكيات الإيجابية التي يجب أن يتحلى بها رجال الشرطة، مؤكدًا أن شباب الضباط والأفراد هم مرآة وزارة الداخلية من خلال تعاملهم اليومى المباشر مع المواطن، وأن التفاعل المرجو والضروري من المجتمع لرجال الشرطة لن يتحقق إلا عبر ترسيخ مبدأ الاحترام المتبادل بين جهاز الشرطة والمواطنين، مؤكدا أهمية الموائمة بين إنفاذ القانون واحترام حقوق الإنسان وصون كرامته. وأكد على أهمية سرعة التجاوب مع شكاوى المواطنين والعمل على حلها، مضيفًا أنه بات مرفوضًا في ضوء الجهود والتضحيات التي يبذلها رجل الشرطة من أجل المواطن ويدفع من أجلها أبطالنا أعز ما لديهم، أن نفاجأ بسلوك معيب نرفضه جميعا ويرتكبه البعض ينعكس على تلك العلاقة ويؤثر عليها. وأوضح أن الوزارة لن تدخر جهدًا في توفير كافة أوجه الرعاية لأبنائها الأبطال من الشهداء والمصابين وأسرهم، تقديرًا لما قدموه من تضحيات من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وصون مقدسات الوطن. واستمع وزير الداخلية، خلال اللقاء، للعديد من رؤى ومقترحات الضباط في مجال الإرتقاء وتطوير الأداء التنفيذي، ووجه بدراسة تلك المقترحات وتبني تنفيذ عددا منها.