بضعة أمتار تفصل المقر الرئيسي لحزب الحرية والعدالة بشارع سمير بميدان الجيزة، عن المسيرات التي انطلقت اليوم الجمعة من مسجد الاستقامة، تلبية لدعوات عدد من القوي السياسية على رأسها د.عبد المنعم أبو الفتوح، وكمال الهلباوي، ومختار نوح، والدكتورة رباب المهدي، والشاعر عبد الرحمن يوسف، والدكتور سمير عليش، والذين رددوا هتافات تطالب بالقصاص لدماء الشهداء والمصابين والمعذبين والمعتقلين، والمطالبة الفورية بعدالة انتقالية ترفع الظلم وترد الحق، ومحاكمة كل المتسببين في الفساد المالي والإداري، وإعادة حقيقة للمحاكمات وفتح التحقيق فيما تم السكوت عنه، ورفض قرض صندوق النقد الدولي وسياساته وشروطه. مقر حزب الحرية والعدالة مغلق، وأرقام هواتف أعضاؤه "غير مُتاحة مؤقتًا"، تقول حارسة العقار "احنا والله خايفين لتحصل أى حاجة.. احنا مش ناقصين"، بينما يؤكد زوجها "بواب العمارة": "الظاهر إن المقر مغلق لدواعي أمنية، هما كل شوية ييجوا ياخدوا شوية حاجات ويمشوا.. الظاهر انهم خايفين زينا".. رجل كهل يرتدى جلبابا صعيديا ومعمم بكوفيه يجلس أمام "مغلق أخشاب" في الشارع نفسه الذي يقع فيه مقر الحرية والعدالة، يخشى هو الآخر من هجوم المتظاهرين عليه، يقول "سيد": "سمعنا يوم الخميس بالليل إن فيه مسيرة طالعة من جامع الاستقامة.. أنا مش ضد المظاهرات لكن مش عاوزين الفوضى تعم البلد من تانى"، الرجل القادم من محافظة سوهاج يرى أن البلد "مش قادرة تاخد نفسها.. كل شويه مظاهرات واعتصامات"، موضحًا "أى نعم مفيش حاجة اتغيرت بس احنا محتاجين نهدى شويه عشان نعرف نشتغل"، مرجحا أن يكون إغلاق "المقر" بسبب "دواع أمنية".