وسط أجواء ثورية، كان ظهوره مناقضا للمشهد، اخترق حشود المجتمعين حول الأزهر الشريف قبل خطبة الجمعة التي ألقاها د.يوسف القرضاوي، حاملا في يديه لافتة كبيرة كتب عليها بخط عريض "القرضاوي القمر المصري والعريفي القمر السعودي".. جاء إبراهيم المرسي الرجل السبعيني بقصد تحية الاثنين. مشهده استفز كثيرين ممن أخبرهم أن مجيئه للأزهر اليوم كان بقصد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، سألوه "ترفع صور علماء لا يعترفون بذكرى المولد النبوي الشريف ويرون في إحيائها كفرا؟".. فانصرف عنهم وهو ينعتهم بالجهل قائلا "زي ما أحفاد الرسول كتير أرى فيكم أن أحفاد أبو جهل أكثر". حماس الرجل للشيخين، لا ينفي حماسه للاحتفال بالذكرى الثانية لاندلاع الثورة، التي يعتبرها ميلاده الحقيقي، فهي التي جعلت معاشه يرتفع من 63 جنيها في عهد من يسميه ب"بطرس الملعون" إلى 440 جنيها بعد الثورة، الفارق الكبير في معاشه جعله يعرف قيمة ما حدث ويعتبر عيد الثورة عيدا حقيقيا فدونها "كان زماني قاعد بشحت هنا بدل اليافطة اللي أنا ماسكها".. يتذكر كلمات موظف اللتأمينات قبل الثورة حين قرر أن يشتكي ذات مرة "هو ده قانون بلدك واللي أنت عايزه اعمله".. استطاعات الثورة أن تعيد إليه آدميته، وجاء العريفي ليعيد إليه "مصريته"، فقرر أن يحتفل بالثورة والعريفي على طريقته الخاصة. خمسون جنيها اقتطعها من معاشه ليصنع بها هذه اللافته "وهاعمل منها كتير هو يستاهل أكتر من كده".