دفعت أمس وزارة الداخلية بتعزيزات أمنية كثيفة فى محيط مبنى الوزارة تحسباً لأى محاولات لاقتحامها أو الاشتباك مع قوات التأمين. وسيطرت نحو 25 سيارة أمن مركزى على الشوارع المحيطة بمبنى الوزارة بمنطقة باب اللوق بوسط القاهرة، بالإضافة إلى 16 مدرعة تمركزت فى تقاطعات الطرق، كما تم تجميع أعداد كبيرة من جنود الأمن المركزى فى أتوبيسات نقل عام وحشدها بالقرب من الوزارة للتعامل مع أى طارئ. وكثَّفت الوزارة من وجود قواتها حول المنشآت المهمة والحيوية، خاصة مجلسى الشعب والشورى ومجلس الوزراء ووزارة الصحة واستعانت أجهزة الأمن بفرق لكشف المفرقعات وسيارات مجهزة وكلاب مدربة على الحراسة. وأكد مصدر أمنى أن قوات الشرطة المكلفة بتأمين المنشآت المهمة والخاصة بمنطقة قصر العينى، والموجودة خلف الحاجز الأمنى، تعرضت ظهر أمس للاعتداء من قِبل بعض الأشخاص الذين قاموا برشقها بالحجارة والخرطوش، وأسفر ذلك عن إصابة 9 بينهم 4 ضباط وفقد أحد المجندين إحدى عينيه. وأشار إلى أن القوات واجهت تلك الاعتداءات بضبط النفس وفقاً للتعليمات الصادرة والتعامل من حين لآخر باستخدام الغاز المسيل للدموع لإبعاد تلك العناصر عن المنشآت أو الالتحام مع القوات. وناشدت وزارة الداخلية جميع القوى السياسية والثورية المساندة والتكاتف مع الأجهزة الأمنية تحقيقاً لرسالتها فى تأمين الفعاليات الجارية. وقال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ل«الوطن»: إن الشرطة ملتزمة بتأمين جميع المنشآت المهمة والحيوية وجميع مقار الأحزاب والممتلكات الخاصة بالمواطنين، داعيا المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية تظاهراتهم ومساندة أجهزة الأمن لتحقيق الأمن. وأشار «إبراهيم» إلى أنه بالرغم من المناوشات الحادثة وحالة الكر والفر الدائرة بين أجهزة الأمن والمتظاهرين فإن الشرطة اكتسبت خبرة تراكمية من الأحداث التى تعاملت معها وأصبح بإمكانها تأمين المتظاهرين السلميين والتصدى لأعمال الشغب فى نفس الوقت بدليل أحداث ميدان سيمون بوليفار؛ حيث تمكنت الشرطة من التصدى للشغب وفى نفس الوقت حماية المتظاهرين السلميين الذين وجدوا على مقربة منهم فى ميدان التحرير. وشدد «إبراهيم» على أن عقيدة الشرطة تغيرت جذريا، موضحا أن الوزارة ملتزمة بتأمين المظاهرات السلمية والتصدى لأعمال الشغب وفقا للقانون. وأكد الوزير أن القوات التى تتصدى لأعمال الشغب حاليا أو تتعامل مع المتظاهرين لا تحمل أى أسلحة نارية أو خرطوش. من جانبه، قال اللواء محمد ناجى، مساعد مدير قطاع السجون والقائم بأعماله ل«الوطن»: إن الأجواء داخل جميع سجون الجمهورية هادئة تماما، مشيراً إلى أنه طلب تعزيزات من الأمن المركزى لمشاركة قوات الحراسة بالسجون تأمين الليمانات على مستوى الجمهورية. وعلمت «الوطن» أن «الداخلية» خاطبت وزارة العدل والنائب العام لانتداب أعضاء بالنيابة العامة لمعاينة مواقع الاشتباكات الدائرة بين القوات والمتظاهرين لتوثيق حالات الخروج على القانون من الطرفين وكشف مدى خروج قوات الشرطة عن مقتضى قانون الدفاع عن النفس وحماية منشآت الدولة. وحسب مصدر مطلع، فقد كلفت «الداخلية» عددا من رجالها بتوثيق ما يحدث فى حالة الاعتداء على الوزارة بالصوت والصورة من خلال كاميرات الهواتف المحمولة وأخرى متطورة. ونفى مصدر أمنى مسئول وجود معلومات لدى الوزارة حاليا حول هوية جماعة ال«بلاك بلوك» وقال: هذا لا يعنينا لأننا نتعامل مع كل المتظاهرين بمبدأ واحد، إذا تظاهر سلمياً سنحميه وإذا خرج عن هذا الإطار سنتصدى له.