"يسقط يسقط حكم المرشد".. "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية".. هتافات تعالت بها حناجر المتظاهرين التابعين لحزب "مصر القوية"، والذين خرجت مسيرتهم من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، في اليوم الذي يوافق ذكرى الثورة، لتحقيق مطالبها من عدالة انتقالية ترفع الظلم وترد الحق، محاكمة كل المتسببين في الفساد المالي والإداري، وإعادة حقيقية للمحاكمات وفتح التحقيق فيما تم السكوت عنه، ورفض قرض صندوق النقد الدولي وسياساته وشروطه. المسيرة التي مرت إلى جوار حديقة حيوان الجيزة واستقرت أخيرا في ميدان التحرير، لم تمنع رواد الحديقة من مواصلة طريقهم نحوها، شاب لم يكمل عامه العشرين يصطحب فتاة في سنه، تتشابك الأيدي، يتحادثان ويتهامسان، ليسا مشتركان في المظاهرة، ولا يملكان أي مطالب في الحياة، فقط يريدان دخول "جنينة الحيوانات".. التي امتلأت هي الأخرى بالمسيرات ولكن من نوع آخر "مسيرات الحبيبة"، متجاهلين تمامًا ما يهتف به المتظاهرون، وإن راودهم شيء من الفضول يمدون أبصارهم ويسندون أدمغتهم على ذلك السور الحديدي ليُراقبوا الحدث الجلل. فاروق محمد اصطحب أسرته المكونة من 4 أفراد بما فيهم رفيقه دربه، وقفوا أمام شباك الدخول لقطع "التذاكر"، لا يهتم بالمظاهرات ولا بالهتافات، ويستنكر إقامة المظاهرات يوم الجمعة: "أصل ده اليوم الوحيد اللى بكون فيه أجازة من شغلي.. انزل مظاهرات بقى ولا أفسح عيالي شويه"، يرى الرجل الأربعيني أن المظاهرات ليس لها أي فائدة لأن "الإخوان ركبوا خلاص الحكم"، لكن ما يصبو إليه هو أن يتعافى الاقتصاد المصرى: "الجنيه اتمرمط بيه الأرض"، مستنكرُا عدم وجود إدارة حقيقية للبلد.