الكلمات نفسها التى ردّدوها قبل 24 شهراً لا تزال تحتل جزءاً من المنشور الذين يتولون توزيعه، اجتمعوا فى مقهاهم المفضل ليتدارسوا الموقف، فعلوها فى عصر ما قبل الثورة، ويكررونها الآن، فالطريق إلى ميادين الثورة يبدأ من المقاهى. «أول مرة نقعد فيها هنا كان يوم 24 يناير 2011، وزعنا منشورات على الناس اللى قاعدين على القهوة، وشجعناهم على النزول، بس كان مسيطر علينا الخوف»، يقولها محمد يوسف عضو حركة «6 أبريل»، جبروت النظام السابق وقوة الشرطة وشعورهم بأن الأعداد التى ستنزل إلى الميدان ستكون قليلة عمّقت أحاسيسهم بصعوبة تنفيذ مطالبهم التى كانت تقتصر فى ذلك الوقت على منع التوريث والتنديد باستبداد الشرطة. لم يكن هدفهم إسقاط الرئيس السابق «مبارك»، ولكن مطالبهم تصاعدت بعد «الهجوم الوحشى» على المتظاهرين السلميين، حسب يوسف الذى يقول عن النظام الساقط «كان إخطبوط، بس الضربة كانت قاضية». مر العام الأول على الثورة، تواترت الأنباء وعلموا أن الإخوان المسلمين سيحتفلون فى ميدان التحرير فى ذكرى «الثورة المبتورة». قرروا عقد اجتماعهم على المقهى نفسه. بثقة لا نظير لها أحضروا شاشة عرض، فلا خوف بعد ثورة. أمام المقهى بدأوا فى عرض فيلم عن انتهاكات المجلس العسكرى -حسب الشاب الأبريلى- الذى يتذكر بعين ثاقبة «إحنا فى 24 يناير 2012 كنا متحمسين ومتأكدين أن العسكر هيمشى، نازلين من بيوتنا عشان نخلع باقى أذناب النظام، بس كنا مستغربين أن الإخوان بيحتفلوا»، غير أن الأحاسيس تبدّلت مع حلول الذكرى الثانية للثورة، فمن الخوف قبل الثورة إلى حماسة الذكرى الأولى إلى إحباط فى الثانية «كلاكيت تالت مرة، مافيش تغيير» يقول الشاب العشرينى الذى يقبض بكلتا يديه على «منشورات» يوزعها على الجالسين والغائدين، يؤكد «يوسف» أن مطالب ثورة يناير لم تتحقق «قلنا عيش وبقالنا سنتين واقفين فى الطابور، قلنا حرية وادوها للبلطجية، قلنا عدالة اجتماعية والأسعار ولعت». المطالبة ب«رحيل مرسى» غير موجودة على أجندة «يوسف» الذى يؤكد أن مطالبهم فى 25 يناير 2013 لن تكون «إسقاط الريس» ولكن حدوث تجاهل أو اعتداء على المتظاهرين من جانب «ميليشيات الإخوان» -على حد تعبيره- قد يؤدى إلى تفاقم الأمر «إحنا هنقف وهنعتصم فى الميدان، مش هنحتك مع حد، وهنطالب بتعديل 18 مادة فى الدستور وربط الأجر بالأسعار وخروج المعتقلين، ولو مرسى ماسمعش الكلام هنطالب بإسقاطه» يفند بعقل مرتب تفاصيل أعدها مع رفاق الحركة مسبقاً، رغم برودة الجو إلا أن جلستهم على المقهى ستطول إلى طلوع الفجر، فما زال أمامهم الكثير «إحنا متعودين نمشى من القهوة على الميدان، بنخطط هنا لأن ماعندناش مقرات ولا غرف مغلقة ولا حد بيمولنا، بس ربنا بينصرنا لأننا مع الحق». أخبار متعلقة: ليلة "الثورة الثانية" فى التحرير.. دخان ودموع وغناء ليلة الاحتفال أمام"الاتحادية":المعتصمون يرفعون لافتات ضد"الإرهاب بالدين وشرقة الثورة"