فوق الأرصفة.. بين المعتصمين.. وإلى جوار أسوار القصر الرئاسى.. تطوف عيونهن الثاقبة، تفحص وترصد ما يدور فى المكان من استعدادات، على بعد أمتار من قصر الاتحادية، تعيش الراهبات ال3 فى كنيسة القلب المقدس، غادرن معبدهن فى الذكرى الثانية للثورة، لمؤازرة المتظاهرين، وبزيّهن الدينى والغطاء الأبيض فوق رؤوسهن، يستقبلن أى تساؤل أو استفسار بصدر رحب: «إحنا كلنا مصريين ولازم نسمع لبعض». الراهبات يرفضن الكشف عن أسمائهن، مفضلات لقب «مصريات»، فحسب قول إحداهن: «إحنا جايين نصلى للمتظاهرين ونشجعهم». رسولات الكنيسة يحرصن على التحفظ فى الكلام مدللات على سماحة المسيحية: «ربنا يسامح اللى كان السبب لأنه لا يدرى ماذا يفعل». إحدى الراهبات تبعث برسالتها إلى الرئيس: «كنت أتمنى أن ينتبه ويحتضن الناس ويسمعها لأن الناس تعبت». بلسان واحد تعترض الراهبات على تدخل عناصر أجنبية فى مصر: «تجيبلى واحد من برّه يضرّنى وتقوللى ده مصرى.. إحنا أولى ببعض.. يروح يبص على مصانع 6 أكتوبر المقفولة، مش دول أولى بالاهتمام من غزة وغيرها». وتقطع أخرى الحديث قائلة: «أتمنى إنه ما يبيعش قناة السويس». الراهبات طالبن المعتصمين أمام القصر، الذين قطعوا شارع الميرغنى لمدة نصف ساعة، أمس، بالاهتمام بدور المرأة، قائلات: «إذا استكملتم الثورة، أعطوا المرأة حقوقها التى سلبها الإخوان». فيما وصلت عشرات السيدات، فى مسيرة من ميدان روكسى، رافعات هتافات «قوم يا مرسى صحى النوم.. النهارده آخر يوم»، ورفعن لافتات «لا لصندوق النقد» و«لالدستور القهر»، بجانب صور للفنانتين الراحلتين سعاد حسنى وأم كلثوم، فى إشارة إلى أن صوت المرأة ليس عورة.