أشعلت مجموعات من شباب جروب «البلاك بلوك» المظاهرات فى عدد من المحافظات، وظهروا بقوة فى مختلف المسيرات أمام المتظاهرين، وأعلنوا أنهم سيردون بقوة وحسم على أى محاولة للاعتداء عليهم. فى الإسكندرية، ظهر شباب «البلاك بلوك» عقب صلاة الجمعة فى محيط «القائد إبراهيم» مرتدين الأقنعة السوداء و«تى شيرتات» دُوِّن عليها اسم الجروب. وتوجهوا إلى المجلس الشعبى المحلى، حيث المقر المؤقت لديوان عام المحافظة، ورشقوا مقر المجلس بالحجارة، ونشبت بينهم وبين المتظاهرين اشتباكات، بعد أن طالبهم المتظاهرون بالحفاظ على سلمية المسيرة، وسمع صوت إطلاق أعيرة نارية أمام المجلس، وتبادل أعضاء الجروب التراشق بالحجارة مع مجهولين فى المنطقة حاولوا منعهم من الوقوف أمام المجلس، ولم تفلح القنابل المسيلة للدموع التى استخدمها الأمن بكثافة فى تفرقتهم، وظلوا فى قيادة المتظاهرين لمحاصرة المجلس. وكان الظهور الأول للمجموعة أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، وأصر أعضاء الجروب على قيادة تلك المسيرات نحو المجلس الشعبى المحلى. وبعدها تجمع أعضاء الرابطة أمام محكمة الإسكندرية الابتدائية، فى محاولة جادة لاقتحامها، وأضرموا النيران فى عدد من صناديق القمامة أمام المحكمة. وطاردتهم قوات الأمن، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم من أمام بوابة المحكمة، التى تم اقتحامها بالفعل قبل أيام عقب تنحى المحكمة عن النظر فى قضية مقتل المتظاهرين. وتجمع عدد من أعضاء «البلاك بوك» أسفل أحد العقارات فى منطقة محطة الرمل، عقب علمهم أن سطح العقار يعتليه طاقم قناة الجزيرة القطرية، وحاصروا مدخل العقار المغلق لأكثر من ساعة، ومنعوا طاقم القناة من النزول. وأجمع كل أعضاء الجروب على رفض التصوير، وطالبوا المصورين الصحفيين بالابتعاد عنهم وعدم تصويرهم. وفى الشرقية انضم شباب «البلاك بلوك» للمتظاهرين مرتدين أقنعة سوداء ويحملون العلم المصرى، ويدقون الطبول، ورفضوا التحدث مع أى شخص وساروا خلف المتظاهرين. وجاب شباب «البلاك بلوك» عددا من الشوارع وهتفوا: «خربها وعلى تلها قاعد.. ومصر فى عهده بقت مصرين، وسجل يا تاريخ خليك شاهد.. سرقوا الثورة باسم الدين» و«جابر جيكا مات مقتول.. والرئيس هو المسئول» و«قتلوا الألتراس الأحرار.. علشان وقفوا مع الثوار» و«بينا وبينهم دم ونار» و«ديكتاتور ديكتاتور.. يلا يا مرسى عليك الدور». وأعلن أعضاء «البلاك بلوك» فى الشرقية قبل المظاهرات بيوم واحد انضمامهم للثوار، ومهاجمة مقرات «الحرية والعدالة» والشرطة، فى حال الاعتداء على المتظاهرين. كما ظهرت مجموعات من شباب «البلاك بلوك» فى مظاهرات الإسماعيلية، وخرجوا فى مسيرة تحركت من ميدان مكتبة مصر فى الشيخ زايد وتوجهوا إلى ميدان الممر، وإلى مبنى ديوان المحافظة، وهتفوا بشكل جماعى ضد أخونة الدولة. وقال على عبدالقادر: «لا نريد تخريب البلد مثلما تتهمنا الجماعات الإسلامية، لكننا جماعة ضغط ضد سياسات النظام الحاكم نحافظ على التوازن فى الشارع المصرى». وفى دمياط ظهر شباب «البلاك بلوك» ملثمين يرتدون الزى الأسود والشارات السوداء، وبلغ عددهم نحو 200 شاب. وقال أحد أعضاء «البلاك بلوك» ل«الوطن»: «نحن على تواصل مباشر بكل القيادات الثورية فى المحافظة، وكنا موجودين فى أيام الثورة الأولى فى 25 يناير 2011، وهدفنا تأمين المتظاهرين والدفاع عنهم، وفى حالة الاعتداء علينا سيتم الرد بكل حسم». وأضاف: «بيننا أعضاء من جميع الحركات الثورية التى تناهض الظلم والديكتاتورية، ومهمتنا تأمين جميع الثوار، ونحن الأكثر تنظيما من أى كيان آخر». وفى الغربية، قال أحد أعضاء «البلاك بلوك» -رفض نشر اسمه-: «95% من خططنا وتكتيكاتنا دفاعية، ولسنا حركة تهدف إلى مهاجمة المؤسسات عامة، ولا نحمل السلاح، ونزلنا لحماية المتظاهرين والمطالبة بدم الشهداء، وسنكون شوكة فى الفم حتى يتم القصاص لدماء الشهداء ولا نريد الانتقام من فئة معينة ومن يقف أمامنا لا يلومن إلا نفسه».