غير مهتم بتفاصيل الصراع بين الإخوان ومعارضيهم، فقط يشغله القصاص للدماء التى سالت لمدة عامين، لا يفارق ذهنه أنه بين ليلة وضحاها قد يجد نفسه بلا مأوى، فالثورة التى خرج فى طوفانها قبل 24 شهراً كانت أمنيته فيها أن تُبعد أيادى «مافيا العقارات» عن «مثلث ماسبيرو» حيث يقطن؛ لكنها جعلت قرار الإزالة أقرب مما يتصور، هكذا يصف تامر محمود «الشاب الملثم» حياته، بعد أن باتت صورته التى التقطت له فى جمعة الغضب من عدسات «رويترز» هى الأشهر وحازت على لقب الصورة الأفضل للثورة فى 13 مسابقة طوال عامين. يتحدث الشاب الملثم قائلاً: «أعيش بين جدران منزل مهدد بالإزالة وسط أسرة من 6 أفراد، أنا عائلها الوحيد بعد وفاة والدى، مصدر رزقى الوحيد أكتسبه من عملى بأحد محال قطع غيار السيارات، طوال حياتى لم أهتم بالسياسة، لكنى لم أملك أن أمنع حنجرتى بأن تهتف لإسقاط النظام حينما مرت مسيرات يوم 25 يناير أمام منزلى». يصف شعوره أثناء المشاركة الأولى فى تظاهرات 25 يناير، بأنها «مزيج من الفرحة والخوف»، وعن قصة الصورة يتذكر: «أثناء اشتعال المواجهات مع الأمن المركزى بالقرب من مدخل ميدان التحرير، أطلقت قوات الشرطة قنابل غازية لمنع المتظاهرين من دخول الميدان، وقتها منحنا زيادة أعداد المحتجين الفرصة للدفاع عن أنفسنا، فاتجهنا لإقامة حواجز لمنع الشرطة من التقدم مستخدمين حطام السيارات المهشمة، قبل أن تطلق الشرطة دفعات كثيفة من القنابل الغازية فى محاولة منها لإخلاء المنطقة، فاستخدمت «شالى البرتقالى» للوقاية من آثار الغاز، فى هذه اللحظة التقطت الصورة، بعدها واصلت التظاهر حتى دخول المتظاهرين للميدان وعدت لمنزلى مع حلول فجر السبت لاستبدال ملابسى والعودة مجدداً، وأثناء ذلك فتحت التليفزيون لمشاهدة التطورات وفجأة رأيت نفسى على شاشة قناة «العربية». أما عن سبب صمته قرابة ال24 شهراً ورفضه الكشف عن هويته قال: «لحظة التنحى بالنسبة لى كانت كفيلة بأن أنسى كل شىء وأعود للبحث عن حياة جديدة لكن حينما تكتشف أن حلمك بشقة ووظيفة متوسطة، بات فى عهد الرئيس المنتخب أصعب من عهد المخلوع، وقتها قررت الظهور فى مقطع مصور لأدعو الشعب للعودة للميدان».