أكد السيناتور جون كيري، المرشح وزيرا للخارجية الأمريكية، أن المتظاهرين في ميدان التحرير الذين أتوا بالثورة المصرية يسعون إلى حقوق المشاركة في الحكومة وليس إلى حركة دينية، مشيرا إلى أن العالم يمكن أن يفعل المزيد لتلبية تطلعات هؤلاء. كما أكد على رؤية الرئيس باراك أوباما التي تستهدف ممارسة الدور الأمريكي في العالم خاصة فيما يتعلق بالدول الفاشلة أو التي على وشك الفشل، ودعم الشباب الذين يتطلعون إلى الوظائف والفرص والحقوق الفردية والحرية الذين تمردوا على سنوات من التهميش والإهمال. جاء ذلك في كلمة السيناتور كيري، خلال كلمة تثبيته اليوم، كمرشح للرئيس باراك أوباما لمنصب وزير الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي التي كان يرأسها، والتي شهد خلالها ترحيبا بتوليه المنصب. وأكد أن الولاياتالمتحدة تواجه عددا من التحديات الخطرة، خاصة في الشرق الأوسط وفي جنوب ووسط آسيا، وشدد على مصالح أمريكا في عدم نشر الأسلحة النووية، مؤكدا على ضرورة حل تداعيات ملف إيران النووي، ونوه بأن الرئيس أوباما أكد أن الولاياتالمتحدة ستقوم بكل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقال كيري "سياستنا ليست الاحتواء وإنما الوقاية، والساعة تدق والوقت ينفذ في طريق وأمام امتثال إيران بتعهداتها الدولية". وأوضح أن الإدارة الأمريكية تعمل مع الكونجرس وضمن تحالف دولي غير مسبوق قام بفرض عقوبات على النظام الإيراني، وقال "الرئيس أوباما وأنا نفضل حلا دبلوماسيا لهذا التحدي وسوف أعمل لإعطاء الدبلوماسية الفرصة للنجاح.. ولكن لا يجب أن يخطئ أحد في تفسير عزمنا على الوقوف في وجه التهديد النووي". وقال كيري "هذا وقت للقيادة الأمريكية والتفكير بشكل جديد وعبور الخطوط الحزبية والاتحاد من أجل مصلحة البلاد وتعظيم الموارد الأمريكية". وفيما يتعلق بالملف السوري، دعا كيري الرئيس السوري للرحيل، مشيرا إلى أنه التقى بالأسد كثيرا من قبل وأنه كان لديه تطلعات للتغيير، إلا أنه فشل في تحقيق هذه التطلعات وعليه الرحيل الآن لإفساح الطريق للمستقبل في سوريا. وأعرب السيناتور جون كيري، عن تقديره للخدمات التي قدمتها الوزيرة كلينتون للولايات المتحدة خلال توليها لمنصب وزير الخارجية، وقال إنها قامت بدور مميز في قيادتها لوزارة الخارجية. وتعهد كيري، الذى مثل ولاية ماساشوسيتس في مجلس الشيوخ لمدة 29 عاما، في حال موافقة مجلس الشيوخ على تثبيته في منصب وزير الخارجية، أن يقوم بكل ما يستطيع للبناء على سجل كلينتون وعلى رؤية الرئيس باراك أوباما. كما تعهد كمحارب قديم أنه سيتحمل دائما تداعيات القرارات التي يتخذها فيما قد تؤثر على أفراد القوات الأمريكية بالخارج. وأكد على أنه سيعمل مع مجلس الشيوخ على تعزيز مصالح الولاياتالمتحدة الأمنية، مشيرا إلى أن أكبر تحد لسياسة أمريكا الخارجية سيكون في يد مجلس الشيوخ. وأوضح كيري أن أمريكا لا يمكن أن تكون قوية في الخارج إلا إذا كانت قوية في الداخل، وأوضح أن الأولوية الأولى داخليا هو أن تبدأ أمريكا في تنظيم شؤونها المالية أولا، ودعا الكونجرس إلى تجاوز الخلافات الحزبية الاقتصادية للتوصل إلى اتفاق على الميزانية التي تمكن الخارجية الأمريكية من القيام بدورها خارجيا، تعزيزا للديمقراطية وحقوق الإنسان.