سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تنشر نص التحقيقات مع وزير النقل السابق فى كارثة «قطار أسيوط» (2) «المتينى»: كثرة عدد القطارات على مستوى الجمهورية تمنع متابعتها جميعاً.. ولدينا 1260 مزلقاناً تم تطوير 25 منها فقط منذ 2008
تنشر «الوطن» الحلقة الثانية من نص التحقيقات فى قضية مذبحة أطفال أسيوط، التى راح ضحيتها 53 طفلاً عند تصادم قطار وأتوبيس معهد النور الأزهرى، والمتعلقة بالتحقيقات التى أجرتها النيابة العامة مع الدكتور محمد رشاد المتينى، وزير النقل السابق، الذى كان متولياً للمسئولية وقت وقوع الحادث، وقدم استقالته بعده مباشرة، معلناً تحمله المسئولية السياسية عنه. خلال التحقيق الذى أجراه المستشار خالد رستم، المحامى العام بالمكتب الفنى للنائب العام بدار القضاء العالى، أقر الوزير السابق بأن رئيس الهيئة السابق وقت الحادث مصطفى قناوى أخبره بأن مزلقان المندرة الذى وقع عنده الحادث كان مغلقاً بالحاجز الحديدى والسلسلة، وأن خفير المزلقان تأكد من ذلك، إلا أن سائق الأتوبيس اقتحم المزلقان فاصطدم به القطار، كما أقر الوزير أنه تم إبلاغه بالحادث بعد قرابة ساعة ونصف كاملة من وقوعه، وأنه لا توجد أية إشارات أو إنذارات ضوئية أو صوتية على مزلقان الحادث، وذلك لأنه مزلقان صغير، فى حين أن التطوير وتركيب الإشارات مقتصر على المزلقانات الرئيسية والكبرى فقط. وأكد «المتينى» كذلك، فى التحقيق، أن ضعف الموارد المالية لهيئة السكك الحديدية هو المانع الرئيسى فى عدم إتمام عمليات التطوير الدورى والصيانة بالمحطات والمزلقانات لأن الدولة امتنعت عن تمويل السكك الحديدية عن طريق الموازنة العامة لها منذ عام 1992 حيث اعتبرت أنها هيئة مستقلة تتصرف فى نفقاتها بناء على مواردها. وكشف الوزير أيضاً أن هناك 1260 مزلقاناً فى مصر بطول السكك الحديدية بالإضافة إلى المزلقانات العشوائية، ورغم وضع خطة عام 2008 لتطوير المزلقانات فإنه لم يتم تطوير سوى 25 مزلقاناً فقط، كما أن هناك 300 مزلقان فقط فى مصر توجد بها إشارات تحذيرية، والمزلقانات الباقية مسئوليتها على خفراء المزلقانات. على جانب آخر، كشفت اللجنة الفنية التى وضعت تقريرها عن الحادث، أن مزلقان المندرة الذى شهد الحادث تم إنشاؤه بالمخالفة للقانون وبناء على طلب من عضو مجلس شعب سابق رغم عدم توفر المسافة القانونية اللازمة التى يحددها القانون بين كل مزلقانين، والتى يجب ألا تقل عن 3 كيلومترات كما أوضحت اللجنة أن السكك الحديدية تعمل بمنظومة قديمة ولم تتطور منذ إنشائها. وكشفت مذكرة نيابة أسيوط التى أرسلت للنائب العام للفحص والإحالة أن النيابة التى أجرت التحقيقات فى أسيوط طلبت إحالة رئيس هيئة السكك الحديدية السابق مصطفى قناوى ونائبيه وثمانية متهمين آخرين ليس من بينهم ملاحظ البلوك حسين عبدالرحمن إلى المحاكمة الجنائية، إلا أن النائب العام استبعد جميع المتهمين من الإحالة للمحاكمة الجنائية باستثناء خفير المزلقان وأدخل ملاحظ البلوك متهماً رغم طلب نيابة أسيوط استبعاده واستبعد رئيس الهيئة ونائبيه وباقى المسئولين وأحالهم للنيابة الإدارية. س: ما اسمك؟ ج: اسمى محمد رشاد نصر أحمد المتينى السن 65 وزير النقل.. س: ما هى طبيعة عملك واختصاصك الوظيفى؟ ج: أنا أعمل وزير النقل ومسئولاً عن الإشراف بصورة عامة على جميع قطاعات ووسائل النقل المختلفة البحرى والنهرى والسكك الحديدية والطرق. س: منذ متى وأنت تباشر هذا العمل؟ ج: من 2 أغسطس 2012 والنهارده عقب حادث قطار منفلوط طلبت من رئيس الوزراء إعفائى من منصبى وقَبِل سيادته ورئيس الجمهورية باستقالتى من العمل. س: كم حادث قطار وقع أثناء فترة تولى سيادتك منصب وزير النقل؟ ج: الحوادث التى نتج عنها وفاة أو مصابين تتراوح بين ثلاث أو أربع حالات، وفى حالات أخرى عبور سيارات لخطوط السكك الحديدية من غير الأماكن المخصصة لذلك. س: وما تعليلك لتكرار حوادث القطارات فى تلك الفترة الوجيزة؟ ج: هذه الحوادث تمت بسبب أخطاء بشرية من العاملين سواء ناظر المحطة أو عامل البلوك أو غفير المزلقان، بالإضافة إلى أنه قد يكون الخطأ من المارة أنفسهم وقائدى السيارات. س: وهل تم اتخاذ أى إجراءات لتفادى منع هذه الحوادث؟ ج: عدد المزلقانات على مستوى الجمهورية 1260 مزلقاناً، بالإضافة إلى المزلقانات العشوائية، ومنذ عام 2008 تم وضع خطة لتطوير المزلقانات تبعاً لأهميتها من حيث كثافة عدد القطارات التى تمر عليها، وكذلك أهمية الطريق الذى يتقاطع معه المزلقان، وللأسف فى الفترة الماضية لم يتم تطوير عدد كبير من المزلقانات، حوالى 25 مزلقاناً فقط، وده يرجع إلى ارتفاع تكلفة عملية التطوير، لأن عملية التطوير تحتاج إلى وسائل تكنولوجية مختلفة ومكلفة، وأنا كنت قد بدأت فى التفكير فى الحصول على تكنولوجيا أقل تكلفة تتناسب مع ظروف البلاد الراهنة حتى نتمكن من تطوير أكبر عدد ممكن من المزلقانات. س: وهل تتوافر وسائل الأمان فى جميع المزلقانات الرسمية؟ ج: وسائل الأمان التى سبق وأن ذكرتها متوافرة حالياً فى حوالى 300 مزلقان فقط وباقى المزلقانات تعمل تحت مسئولية الغفير الموجود الذى يقوم بغلق البوابات أو السلسلة لمنع مرور المارة والسيارات. س: وما سبب عدم توافر وسائل الأمان سالفة البيان فى جميع مزلقانات الجمهورية؟ ج: السبب الرئيسى هو عدم توافر الموارد المالية الكافية التى تمكن الهيئة من وضع كافة وسائل الأمان اللازمة لجميع المزلقانات على مستوى الجمهورية. س: هل توجد آلية لمتابعة سير القطارات منذ قيامها من محطة القيام حتى وصولها إلى محطة الوصول النهائية؟ ج: نظراً لكثرة عدد رحلات القطارات على مستوى الجمهورية وسيرها فى اتجاهات مختلفة للوجهين القبلى والبحرى ومرورها بعدد من المحافظات والمدن على مستوى الجمهورية، فيتعذر وجود غرفة عمليات مركزية لمتابعة جميع القطارات منذ قيامها حتى وصولها، والذى يجرى عليه العمل حالياً هو أن أول محطة يقوم منها القطار تبلغ هاتفياً أول محطة سيصل إليها القطار، وعما إذا كان القطار سيتوقف فيها من عدمه لكى يتخذ الاحتياطات. س: ما هو تقييمك لأداء دور هيئة السكك الحديدية حالياً بصفتك وزير النقل؟ ج: هى المشكلة الرئيسية التى تواجه عملية تطوير السكة الحديد من حيث القطارات والعربات ووسائل التأمين والصيانة وقِطع الغيار تكمن فى قلة الموارد المالية، لأنه قبل عام 1992 كانت هيئة السكة الحديد تأخذ احتياجاتها المالية من الموازنة العامة للدولة، إلا أنه بعد عام 1992 أصبحت هيئة مستقلة اقتصادياً، بمعنى أنها هى المسئولة عن تدبير مواردها المالية من خلال قيمة تذاكر الركاب والإعلانات ونقل البضائع وتأجير بعض المحلات والكافيتريات داخل المحطات، وبالتالى فإن حصيلة هذه الموارد جميعاً لا تفى باحتياجات السكة الحديد، خصوصاً أن تذاكر الدرجة الثالثة أقل من تكلفتها الفعلية. س: ما معلوماتك بشأن واقعة حادث قطار منفلوط رقم 165 القادم من أسيوط إلى القاهرة، والذى وقع صباح اليوم؟ ج: تم إبلاغى بالواقعة حوالى الساعة الثامنة إلا الربع بواسطة اللواء مدير شرطة النقل وجيه صادق والكارثة التى حدثت ووفاة عدد كبير من الأطفال، وبعدها بخمس دقائق أبلغنى رئيس هيئة السكة الحديد بذات الخبر، وعلى الفور قمت بتكليف رئيس هيئة السكة الحديد بمتابعة الحادث وإرسال أقرب مسئول لمكان الحادث للوقوف على أسباب حدوثه، وقمت بدورى بالاتصال بمكتب رئيس الوزراء وإبلاغه بالواقعة وحجمها، وذكرت له أننى متحمل المسئولية عن هذا الحادث من الناحية السياسية، نظراً لبشاعة الحادث ولا بد من العمل على تهدئة أهالى المتوفين والمصابين والجمهور المتعامل مع السكة الحديد بصفة عامة، وفى ذات الوقت اتصل بى وزير الداخلية ليبلغنى بوجود الشرطة فى مكان الحادث واتخاذ التدابير اللازمة التى يتم اتباعها فى مثل هذه الحالات. س: من واقع مسئوليتك السياسية والوظيفية، هل وقفت على سبب وقوع الحادث؟ ج: أنا المعلومات اللى وصلتنى من خلال رئيس الهيئة أن ناظر المحطة أبلغ غفير المزلقان هاتفياً مرتين بقدوم القطار، وبالفعل قام الغفير بغلق المزلقان من الجانبين بواسطة الذراع الحديدية والسلسلة، وحال قدوم أتوبيس المدرسة الذى يحمل الأطفال اندفع للأمام نحو السلسلة فانقطعت، فأصبح فى اتجاه خط سير القطار، فاصطدم به لأنه ماشى بسرعته، وأنا أحب أضيف أن رئيس الهيئة قدم استقالته من منصبه وأنا قبلتها على الفور وتم تكليف أقدم نائب للهيئة لإدارة الهيئة وتم الاتصال بينى وبين رئيس الوزراء الذى وافق على قبول استقالتى. س: هل توجد إنذارات صوتية وضوئية فى المزلقان الذى وقع به الحادث؟ ج: لا لأنه من المزلقانات الصغيرة وخطة تطوير المزلقانات كانت مقصورة على عدد من حدود من المزلقانات الرئيسية الكبرى.