على أرصفة حي العتبة وأرفف المحلات في بعض مولاته، لاتزال أجهزة ألعاب جيل الثمانينيات والتعسينيات من "الأتاري" والسيجا" تحتفظ بمكانها، رغم التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده سوق أجهزة الألعاب، وظهور أجيال متعددة من "البلاي ستيشن"، و"الإكس بوكس". وإلى جوار الألعاب الحديثة التي تلقى إقبالًا كبيرًا من الأسر والأطفال، تُعرض لعبة "أتاري جنرال" بشكلها القديم والتي تشتهر بلعبة "حرب الطائرات والدبابات والسيارات"، بحسب محمد الحسيني بائع أجهزة الألعاب، الذي قال إنّ هذا النوع من الأتاري كانت موجودة في مخازن ولم تبع منذ عامين، ومع نفاد الكمية لن يستطيعوا توفيرها مجددًا. "أتاري جنرال" ليست النوع الوحيد من الأجهزة القديمة في المنطقة التجارية الأشهر في العاصمة، فهناك أيضًا جهاز "الفاميلي" الذي يشتهر بلعبة "ماريو" والمتوفر دائمًا، ولكن بشكل مختلف، حيث يشبه الجهاز حاليًا إلى حد كبير جهاز "البلاي ستيشن 1"، لكنه يحتفظ بنفس ألعابه القديمة، إلى جانب ألعاب جديدة. يلقى سوق أجهزة الألعاب القديمة، رواجًا بين فئتين من المستهلكين، وفق الحسيني، ويقول: "إنّ هناك من يستوقفهم شكل الأتاري والحنين إلى الماضي، الأمر الذي يجعلهم يقررون شراءها من أجل استعادة الذكريات، إما من خلال اللعب بها في المنزل، أو مجرد اقتنائها، وآخرون يبتاعونها لأحفادهم وأطفالهم". كما تقبل الأسر البسيطة وشريحة محدودي الدخل على هذا النوع من الألعاب، حيث لا يتعدى ثمن الجهاز الواحد 50 جنيهًا، بحسب رأفت الهواري وهو أحد باعة الألعاب. ويضيف الهواري: "طول ما سعره كويس وبسيط والناس بتاخده، عمره ما يبطل"، موضحًا وجود جهاز "السيجا" الذي لا يختلف كثيرًا عن "الأتاري". "الجديد بيموّت القديم" في رأي محسن جميل وهو بائع ألعاب في حي العتبة، ويقول: "الإقبال على شراء البلاي ستيشن والإكس بوكي والوي أكثر من الأتاري"، ومع ذلك "في ناس لسّه عايزة القديم. الأرياف والقرى بيستعينوا بالحاجات القديمة ومناسبة للناس اللي عايزة تعرف يعني إيه ألعاب، وفي المناطق الشعبية أيضًا". أسعار الأجهزة الجديدة من البلاي ستشين والإكس بوكس والتي تتعدى 600 جنيه للجهاز الواحد الذي يكون "مستعملًا"، تدفع كثيرًا من الأسر إلى اقتناء الألعاب القديمة، وفق جميل، لأنّ أسعار الجديد من الألعاب ليس في مستوى الجميع، مشيرًا إلى أنّ جميع الألعاب القديمة أصبحت الآن موجودة في "البلاي ستشين". سارة أحمد فتاة عشرينية، من بين من قرروا شراء الأتاري بعد انقضاء مرحلة الطفولة، واعتادت لعب الأتاري في منزلها، تقول: "بحب ألعبها وهي هي نفس ألعاب زمان، بالنسبالي أفضل من ألعاب موجودة دلوقتي"، مضيفة أنّها عندما تعطلت منها، ذهبت لشراء أخرى، كما أنّها أحيانًا تستخدم "البلاي ستيشن" لكن ليست مثل حبها في الأتاري.