سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
+++مواطنون يرسمون 3 سيناريوهات: ثورة ثانية على الإخوان.. مظاهرات ثم «كما كنت».. أو دم للركب «عم أحمد»: الإخوان لن يشاركوا.. «مدحت»: سيناريو «الاتحادية» سيتكرر.. «عم عادل»: موقعة جمل
داخل تلك السيارة يقبع، لأكثر من 15 سنة، منكفئاً على وجهه، وقابضاً بيديه على «طارة» القيادة، مبتسماً، العرق يتصبب بغزارة من جبينه على الرغم من برودة الطقس، فعم «أحمد مصطفى» مُصاب بأمراض السكر، والضغط، إضافة إلى الدهون الثلاثية المتراكمة على كبده، يستوقفه أحد المارة: «مدينة السلام يا اسطى؟» ليُجيبه رافضاً: «بعد الثورة مبقتش أروح الأماكن البعيدة والمحدوفة»، فالأمن غائب، حتى ميدان التحرير لم يذهب إليه منذ تنحى «حسنى مبارك» الرئيس السابق: «المكان بقى خطر.. شوية شباب قافلين الميدان، ولا حد عارف لا يدخل ولا يخرج»، الرجل الذى أتم عامه ال54، لم يحتفل بذكرى الثورة فى عامها الأول، ولن يشارك حتى فى الذكرى المقبلة، كان يعمل فى مهنة «المعمار» فى شركات «طلعت مصطفى»، إلا أن غُصة فى قلبه جعلته يتركها: «حسيت إنها حرام»، السيناريو الذى يدور بخاطره أن المظاهرات ستندلع، والحناجر ستجأر بالهتافات: «كل واحد عنده مطلب من حقه يقوله»، مُستبعداً فكرة وجود أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين فى الاحتفالية: «هما مش محتاجين للمشاركة، لأنه طبيعى إن الشرعية مع محمد مرسى»، واصفاً أحزاب المعارضة بالأقلية: «طول عمرنا عايشين والمعارضة مبتعملش حاجة»، يشكى همه ويطفح به الكيل: «كل واحد وعنده مشكلاته»، جال وصال، القاطن بمنطقة العمرانية، بين الشوارع داخل التاكسى منذ الثورة وحتى الآن: «اشتغلت تقريبا 40 يوم»، ف«أبوحسناء» يرى أن الجلوس مع ابنته الوحيدة صغيرة السن -نظرا لزواجه المتأخر- «أبرك من قرف الشغل». يسير هائما على وجهه، عيناه الزائغتان وملابسه الرثة كشفت عن أزمة تواجهه، ربما يخشى المرء من الاقتراب منه، لكنه سيقابلك بابتسامة باهتة فور تحدثك معه، «مدحت» قدم من بيته الكائن بمنطقة أرض اللواء إلى ميدان الدقى سيرا على الأقدام: «أصلى معييش غير 2 جنيه»، يُدخل إحدى يديه فى جيب «معطفه» فيقتنص «سيجارة فرط»، قلما شارك المحتجين تظاهرات الثورة: «كانت العيشة زى الفل.. وكنا بنلاقى العيش والملح»، تزوج وعندما حملت زوجته بابنته الأولى اختارها القدر قطعة لحم حمراء، لتغادر الحياة قبل أن تخرج إليها خاصة بعد فشل رب الأسرة فى علاجها: «القصر العينى بهدلنا».. الرجل الثلاثينى الذى بدا على ملامحه «العجز»، ترك مهنته: «كنت شغال سباك، لكن بعد تولى محمد مرسى رئاسة الجمهورية الدنيا نامت، وللأسف كل واحد بيعلق أخطاءه على شماعة الثورة». منذ تربع الرئيس المنتخب على عرش السلطة، ومدحت يبحث عن رزق له: «بلف على محلات الأدوات الصحية.. ممكن زبون يكون عاوزنى أعمل حاجة فى شقته»، يعيش وحيدا فى كنف والدته بعد طلاقه من زوجته: «مكنتش عارف أوفر لها اللقمة»، سيحتفل بذكرى الثورة الثانية، واليقين يملؤه: «الإخوان هينزلوا عشان يظهروا للدنيا إنهم قادرين يسيطروا على الميادين والبلد»، مُرجحاً حدوث اشتباكات كما حدث عند محيط قصر الاتحادية: «أنا سمعت إن المرشد بتاعهم ده قالهم إن ده جهاد فى سبيل الله.. وأنا بقوله إن ده جهاد فى سبيل الشيطان»، ينفث دخان سيجارته محلية الصنع ويقول بقلب حزين: «إحنا على قد حالنا.. لكن عارفين كويس قوى الصح من الغلط.. ولو الثورة مستمرتش السنة دى.. يبقى قول يا رحمن يا رحيم على البلد». بالنسبة إليه الرئيس محمد مرسى «جاره» فقط، لكنه من الجيران الذين لا ينكشفون على أحد، بجوار قصر الاتحادية يسكن عم «عادل» القبطى الذى خرج لتوه على المعاش، تعدى عمره الستين عاماً، شارك فى أيام الثورة كلها، ويرى أنه منذ تربع الإخوان على الحكم، لم يرَ المصريون «يوم حلو»، ذو الأصول الصعيدية كان شاهداً على اقتحام أعضاء جماعة الإخوان لمحيط قصر الاتحادية الذى نتجت عنه اشتباكات أغرقت دماؤها أسفلت الميدان، يتوقع أن يحدث نفس سيناريو «الاتحادية» أو موقعة الجمل: «الناس هيتظاهروا فى احتفالية سلمية، لكن الإخوان هيحشدوا أعضاءهم زى ما حصل فى موقعة الجمل بالظبط»، فجار الرئيس لا يرى اختلافا بين «مبارك» و«مرسى»، فالاثنان لم يُقدما جديدا للوطن، كان يتمنى أن تُصبح الدنيا «وردية» وتتجمع جميع القوى السياسية تحت ظل مبادرة المصالحة التى طرحها محمد عصمت السادات -رئيس حزب الإصلاح والتنمية- إلا أنه يقول: «دى حاجة كلنا بنتمناها، لكنها صعب تتحقق بعد ما الإسلاميين مسكوا البلد». على محطة الأتوبيس ركن جسده السمين، يرتدى جلبابا رمادى اللون، وعلى وجهه آثار لغبار و«عُفار»، محمد عبدالصمد كان فى انتظار «أتوبيس» الهيئة الذى يُقله إلى بيته بمنطقة منيل الروضة، مُتذكراً أسرته التى تركها وراءه فى صعيد مصر: «مراتى وعيالى كلهم فى المنيا»، عامل تراحيل، من منطقة إلى أخرى يجوب للبحث عن رزقه، السياسة بالنسبة له خط أحمر لا يتحدث فيها، لكنه يُرجح السيناريو القائل: «الناس هتتظاهر والموضوع هيعدى على خير». لم يتعد عمرهما ال19 عاماً، أحمد ممدوح وحازم حمدى، رفيقا كلية الصيدلة، كل منهما جاء من محافظة، أحدهما من «المنوفية»، والآخر من الفيوم، حازم يرى أن المشكلة ليست فى الاشتباكات التى من الممكن أن تندلع، وأن الأزمة الحقيقية فى مرسى الذى لا يسمع سوى صوت مكتب الإرشاد ومحمد بديع، فى الوقت الذى قال فيه ممدوح إن الذكرى الثانية للثورة ستمر على خير، بينما يخشى صديقه من اقتحام أعضاء الجماعة ميدان التحرير: «الدم هيبقى للركب». المسافة التى تفصله عن ميدان التحرير لا تتعدى ال2 كيلومتر، شارك فى الثورة، وذكراها الأولى، يتذكر «منصور راضى» جيدا ما حدث فى يناير 2011 عندما دخل الميدان أعضاء لجماعة الإخوان، وتابعون لحركات إسلامية وشغلوا مكبرات الصوت التى نقلت بعض الآيات القرآنية، لكنه يشعر بأن الذكرى الثانية ستمر على خير ويقول: «الدنيا بقت كويسة إلى حد ما.. دلوقتى الأمر اختلف.. إحنا عندنا دلوقتى ريس»، العامل فى أحد مقاهى ميدان الدقى ينتقد أحزاب المعارضة: «كل لما البلد تهدى ييجوا يبوظوها»، مرجحاً أن تمر المظاهرات بسلام دون اشتباكات، لكنه فى الوقت نفسه يرى أن الإخوان من حقهم الاحتفال لأنهم شاركوا فى الثورة. أمام الفرن المبنى بالطوب الحرارى يقف على قدميه، يقبض بأطراف يديه على قطعة من العجين، ثم ما يلبث أن يلفها فى الهواء، يضع عليها قليلا من اللحمة المفرومة، ثم يُلقى بها داخل الفرن بمهارة، وعلى الرغم من حصوله على ليسانس الحقوق وامتهانه المحاماة لفترة، فإنه وجد أن عمله «فطاطرى» «أحسن من غيره»، «أحمد البندارى»، الشاب العشرينى، يؤكد أن جماعة الإخوان «فيها اللى مكفيها»: «هما هيخافوا ينزلوا ميدان التحرير لأنهم داخلين على انتخابات مجلس شعب ولازم يحسنوا صورتهم»، لا يقتنع ب«مرسى»، ويخشى على ابنه الوحيد من التعليم الفاشل، والصحة غير الإنسانية، والرشاوى التى انتشرت حتى مع حكم الإسلاميين: «اللى مربيين دقونهم أول ناس بيدفعوا رشاوى وفلوس للناس». «هتحصل مظاهرات شديدة وممكن تتحول لثورة تانية على حكم الإخوان، بالذات بعد ما الألتراس أعلن مشاركته»، بهذه الكلمات عبر «بيتر سمير» الطالب بكلية الفنون التطبيقية والقاطن بمنطقة المعادى، عن وجهة نظره، لكنه لا يعتقد أن اشتباكات قد تحدث، أو أن الإخوان سيشاركون فى الاحتفالات قائلاً: «لو حصل كده يبقى اسمه غباوة منهم، أعداد الثوار فى الميدان ستفوق أى عدد، كل يوم الناس بتكره الإخوان.. وشعبيتهم بتقل بسبب ممارساتهم». بزيه الرياضى، وقف والغبطة تملأ وجهه، لحيته النابتة على خديه ليس لها أى علاقة بالإخوان أو بالحركات الإسلامية، هكذا يقول الشاب العشرينى «عمرو محمد» -لاعب كرة القدم بأحد نوادى الشركات- متوقعاً أن تمر المظاهرات بهدوء. بينما يمتلك «محمد إبراهيم»، القاطن بمنطقة بولاق أبوالعلا، رؤيته الخاصة حول سيناريو الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة يناير: «الثوار هينزلوا وهتحصل اشتباكات، الإخوان هيتبرأوا من الموضوع، وهنقعد 4 شهور بنحاول نحل الأزمة وبعد كده الدنيا هتهدى تانى»، ويضيف صاحب ال28 عاماً الذى يعمل فى رئاسة مجلس الوزراء، أن احتمال حدوث ثورة ثانية غير وارد: «الإخوان والإسلاميين خلاص ركبوا على السلطة.. وهيمسكوا فيها بإيديهم وسنانهم.. ولو حصلت 100 مليونية مش هيتزحزحوا من مكانهم». يضع سماعة الهاتف على أذنيه ويتحدث بصوت رخيم مُبتسما بشوشا، كان يخبر زوجته فى سوهاج أنه سيأتى خلال الأيام المقبلة، عم «نوح السنيطى» عامل التراحيل، ملامحه الصعيدية ارتسمت عليه، مضى عليه أكثر من 20 عاماً بين ربوع القاهرة الكبرى، يقول: «اشتغلت فى شركات المقاولات مبيض محارة، وبعد الثورة بقيت ألقط عيشى فى الشوارع»، يقبض بيديه على «مرزبة» حديدية ومجموعة من «أسنان التكسير»، لديه من الأولاد 8، يقتاتون الفتات جراء عملهم فى «الفلاحة» بإحدى الأراضى الزراعية، يحكى: «إحنا فى سوهاج مكنش عندنا ثورة، لسه الدنيا زى ما هيه، وكل ما أتمناه أن يضع الجميع يده فى يد الآخر، عاوزين نتجمع بقى لأن الغلابة كتروا قوى فى البلد، ووقت وقوع أى اشتباكات أذهب مُسرعاً إلى قريتى، أصلى وقت ثورة يناير حصل انفلات أمنى.. ومعرفتش وقتها أسافر، فبخاف إن البلطجية يهربوا تانى من السجون ويتعدوا على أهلى هناك». بعد عمله فى مجال السياحة فى شرم الشيخ والغردقة وسانت كاترين، عاد محمد السيد إلى داره، يقول: «الإخوان أول ما مسكوا البلد السياح طفشوا»، يتوقع الشاب الذى قارب عمره على الثلاثين حدوث اشتباكات قائلاً: «اتعودنا إن أى مظاهرات بتحصل فى مصر لازم يكون فيها ضرب»، فالإخوان فى اعتقاده سينزلون الميادين من أجل السيطرة ليس أكثر: «دايما بيقولوا للناس اللى بيعارضوهم موتوا بغيظكم، لسه قدامنا سنين لما نقوم على حيلنا تانى». يختلف معه فى الرأى «أحمد بدرى» الشاب صاحب البشرة السمراء الذى قدم من أسوان من أجل كسب الرزق، قائلا: «الإخوان مش هينزلوا ولو نزلوا يبقى من حقهم لأنهم شاركوا فى الثورة»، بائع الجرائد يؤكد أن الإعلام هو من يصنع فزاعة الإخوان، يستنكر عدم إعطاء الفرصة المناسبة للرئيس مرسى من أجل الإصلاح قائلاً: «على العموم هو كده كده قدامه 4 سنين.. لو معملش حاجة هنشيله». محمد حلمى يعمل حلاقا منذ حصوله على شهادة «الدبلوم»، قبل سنوات، يقطن فى «الكفر» ببولاق أبوالعلا، لا يهتم بالسياسة، فكل ما يشغل باله حصوله على فرصة عمل، يستنكر أى اشتباكات تحدث، ويرى أنها مسرحية قائلاً: «كله طمعان فى السلطة حتى بتوع الإخوان دول». أخبار متعلقة: «العنف» و«التهدئة» و«المصالحة».. 3 سيناريوهات ل 25 يناير الثورة بعد عامين: نظام «تائه» وقوى سياسية «متصادمة».. وشعب «منهك» زالزال"عيش..حرية..عدالة اجتماعية" يضرب من جديد الشباب يصرون علي استعادة ثورتهم و"جبهة الإنقاذ"تتمسك بشعار"سلمية" "الحرس الجمهورى" يلتزم الحياد و"الرئاسة" تحذر من فوضى حوار غير مشروط بين النظام والمعارضة الرئيس: حوار يرعاه الجيش.. الحكومة: تدابير اقتصادية واجتماعية لتهدئة الشارع.. والجيش: حياد أو تأمين الطرفين خطة الإخوان: المصالحة مع القوى السياسية وفعاليات خدمية فى المحافظات بعيدة عن التظاهر «الجماعة» تتخلى عن «التمكين».. و«الإنقاذ» تستبعد إسقاط الرئيس.. وقوى الثورة توقف المظاهرات القوى السياسية تسعى للحفاظ على صورتها فى الشارع قبل الانتخابات.. وتطلب من "الرئاسة" المشاركة فى صنع القرار القوى الإسلامية تتهم المعارضة ب«العمالة والكفر» والمعارضة ترد: نرفض الديكتاتورية وخيانة الثورة تأمين الطرق إلى «الاتحادية» يحول دون وقوع أعمال عنف.. والألتراس يحاول الاشتباك لحشد الناس ليوم حكم «مذبحة بورسعيد»