زغاريد وطبل وزمر.. أم تخاطب ابنتها «قومى يا بت البسى حاجة حلوة وروحى مع إخواتك فرح جارتنا اللى على أول الشارع».. تتزين الصغيرة بعد أن لاحظت الأم «فوران عودها»، لتصطحبها إلى الفرح فيراها شاب ذو 25 سنة يتوسم فيها الجمال والدلال والجسد الأنثوى، ينتهى الفرح وتعود «مها» إلى المنزل سعيدة لما رأته من ملامح سعادة وفرح على وجه العريس والعروس، تحلم بتلك اللحظة التى ستجلس فيها فى «الكوشة» بصحبة من تحب.. لم تكذب أحلام الفتاة، فبعد يومين بالتحديد طرق العريس بابها وتقدم لخطبتها.. لكن الفتاة رفضت بشدة بعد أن تفاجأت أن عريسها سبق له الزواج، ولكنه «مجبش عيال من القديمة»، وأصرت على موقفها وهربت إلى منزل عمها تطلب يد العون، لتستقر «مها» فى منزله 3 أشهر، وقبل انتهاء الشهر الثالث بأيام اقتحم الأب منزل أخيه قابضاً بيده على خصلات شعرها الرقيق، وأبرحها ضربا حتى تذهب معه إلى «الكوافير»، وبعدها «يشتروا الشبكة».. نهر من الدموع سال عندما سمعت الطفلة العروس والدتها تقول للأقارب والجيران «دخلة مها الخميس اللى جاى». فتاة فى عمر الزهور، بشرتها خمرية ناعمة، تجدل ضفائرها بعد أن تنتهى من تناول وجبة الفطور، تحمل شنطتها الصغيرة المكدسة بالكتب الدراسية على أمل أن تصبح فى المستقبل طبيبة تعالج منطقة «دارالسلام» بأكملها، وفور وصولها إلى المنزل تفاجأت بوالدتها تعقد حاجبيها، وفى نبرة حسرة «يا مها لازم تسيبى المدرسة أبوكى وأنا مبقيناش حمل المصاريف»، استقبلت الفتاة الصدمة بعيون باكية، ولم يكن بيدها حيلة.. الوالد يعمل نجاراً والأم تجلس طوال النهار على ماكينة الخياطة، وأخواتها ال7 يحتاجون إلى «هدمة نظيفة وأكله كويسة»، ضحت الصغيرة وودعت أسوار مدرستها الإعدادية، وقررت أن تساعد أمها فى حياكة الملابس وتفصيلها، وتنقلت بعدها من وظيفة إلى أخرى وهى ما زالت «بنت 14 سنة»، تتأمل الطفلة حجرتها التى تتشارك فيها مع أشقائها لآخر مرة، لتنتقل بين ليلة وضحاها إلى منزل رجل غريب عنها. تحكى تفاصيل أول ليلة فى حياتها الزوجية التى تجهل معناها إلى الآن «أنا لحد دلوقتى فاكرة لما إيده دخلت جوايا وسط 20 ست مبحلقين فيّا لما قالولى هتدخلى دخلة بلدى»، انتهت المهمة التى حضر من أجلها الجميع غير مكترثين للدموع التى ذرفتها الفتاة وتركوها فى قبضة رجل يستخدمها كوسيلة لإشباع رغباته، ومن وقتها أصبح «نار بيت أبوها ولا جنة جوزها». طرد وإهانة وسب يومياً، الزوج بعد أن كان يعمل «مبلط سيراميك» ترك عمله ليرتاح، وأطلق زوجته الصغيرة بعد أيام من زواجها إلى الشارع لتسد نفقات الزوجية، تصف «مها» حالتها «أنا بقيت عاملة زى الرقاصة اللى عندها بلطجى بيحميها، وفى المقابل ياخد عرقها وياريته بيحمينى»، الزوج ك«خيال المآتة» يرى زوجته وهى منهكة من مسح «سلالم» عمارات حى الدقى، وبالرغم من ذلك يطلبها إلى فراش الزوجية مطالباً بحقوقه عليها، وإن رفضته الزوجة البائسة «يشدها من شعرها ويضربها عشان يمارس حقوقه عليها كراجل»، تشعر الزوجة الكارهة أنها لحظة أشبه بالاغتصاب، جسدها الضعيف أصبح كالجثة الباردة مرخية الأعصاب، لتمر الأيام وتنجب أطفالا، أكبرهم 10 سنوات، تذكر الأم ذات ال26 عاماً لحظة الولادة الأولى: «الدكاترة رفضت تولدنى طبيعى، لأن الواد كان أكبر من بطنى، ومن ساعتها وأنا ولادتى قيصرية»، فكرت الزوجة فى الطلاق مراراً وتكراراً ولكن الزوج الذى كان له «سوابق» فى أقسام الشرطة لتوقيعه إيصالات أمانة رده كالقنبلة المدوية فى آذان «مها»: «هاتيلى اللى إنتى ماشية معاه وأنا أطلقك»، شجار يومى انتهى «بيد هون وسكينة مطبخ»، ترسم ملامح غضب دام لمدة 11 سنة ذلا وإهانة لها، لكن «عمر الشقى بقى»، فقد انكتب له عمر جديد لكن «مفيش فايدة». ترى الأم ابنتها «دنيا»، وهى كل الدنيا بالنسبة لها، عندما تقف أمام المرآه تتزين وتضع «المانيكير» على أظافرها الصغيرة، وتطلب منها أن تشترى لها «جاكيت جلد وجيبة قصيرة وجزمة كعب، عشان تبقى (مزة)».. تضحك الأم بمرارة خوفاً على ابنتها التى أتمت 6 سنوات، وتسعى لتصبح «آنسة»، فتعود بذاكرتها إلى الوراء وتتذكر أن بداية حياتها كانت أمام المرآه تتزين لتبرز جمالها، ووسط تنهيدة طويلة «يا رب يا بنتى ما تكبرى وتدوقى من نفس الكاس اللى أنا شرباه دلوقتى». أخبار متعلقة: فلسفة المواطن فتحي بركات.. العريس فى سن 14 والعروس أصغر منه لكن «جسمها فاير» أطباء: اغتصاب مقنن ويشكل خطورة على حياة الفتاة يصيبها ب"انحطاط"الثقة فى النفس «طفلة» تلد «طفلة».. ثم رحلة معاناة على فرش «جرائد» فى الهرم نورا.. قمر 14 أطفأه الفقر والأهل ونصيحة «ربنا فوق وجوزك تحت» «فرحة».. عمرها 38 سنة.. وجدة ل10 أحفاد «أبويحيى»: زواج القاصرات «سنة سماوية».. وأنا شاذ فى الفتوى فتيات قرى «الجيزة» من «دكة المدرسة» ل«بيت العدَل»