سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فساد أخلاقي بقسم "عبري" بآداب عين شمس.. والطلاب يروون ل"الوطن" عن تحرش أساتذة بالطالبات.. والضغط من أجل دروس خصوصية "الوطن" تحصل على إقرارات مكتوبة من الطلاب بتسريب الامتحانات مقابل الدروس الخصوصية
بعد سنوات من الصمت والتستر الإداري، قرر طلاب قسم اللغة العبرية بكلية الآداب جامعة عين شمس، كشف النقاب عن الفساد التعليمي والأخلاقي من قِبل بعض أساتذة القسم، تجاه الطالبات والطلاب، وقرر الطلاب بالتعاون مع دكتورة ليلى أبو المجد رئيس القسم، أن يرووا كل ما يجري، وما يتعرضون له على مدار سنوات تعليمهم داخل القسم. قالت دكتورة ليلى أبو المجد رئيس قسم اللغة العبرية بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن الاتجاه للإعلام من ناحية والنيابة العامة من ناحية أخرى، كان له دور كبير في كشف الفساد الذي استشرى داخل القسم منذ سنوات، من محاولات الأساتذة، التحرش بالطالبات، والضغط على الطلاب لأخذ دروس خصوصية عندهم مقابل تسريب الامتحانات. وأشارت أبو المجد، إلى أن هؤلاء الأساتذة كانوا يتفقون مع الطلاب على علامات معينة في ورقة الإجابة؛ ليميزوا أوراقهم عن بقية أوراق الإجابات، وأن حديثهم مع الطالبات على "الفيس بوك" تحول إلى نوع آخر غير لائق، تفاجأت به الفتيات، اللاتي كن يخجلن في البداية من الحديث، وكن لا يبلغن عن ذلك إلا بعد التخرج، فضلا عن أن إدارة الجامعة السابقة كانت لا تلقي بالا لشكاوى الطلاب، ولا تلتفت إليها. أضافت أبو المجد، أنه بعد الثورة وتغيير الإدارة، وبعد رئاستها للقسم، فتحت الباب أمام الطلاب والطالبات ليرووا مشكلاتهم وما يتعرضون له من قِبل الأساتذة، إلى أن تم إدانة أساتذة بعينهم، وصدور قرار اليوم، بإعفائهم من أعمال الكنترول ومن استلام أوراق الإجابة الخاصة بالمقررات الدراسية وتصحيحها. وصرح وليد عبدالصبور، طالب بالفرقة الرابعة بقسم اللغة العبرية، أن الدكتور أحمد عبدالرحمن المدرس بالقسم، كان يتعمد أن يصعّب المقررات عليهم، ويشرح في المحاضرات موضوعات تختلف عن ما يحويه الكتاب، فاضطر هو وزميل آخر إلى أن يطلبا منه أخذ درس خصوصي عنده، فقال لهما الدكتور "أنتو علشان حابيبي هديكوا ب 750جنيه بس هاتوا 3 كمان معاكو". وتابع وليد، عندما كنا نتقدم بشكاوى إلى رؤساء القسم السابقين كانوا يمزقوها أمامنا، وأكد أنهم في انتظار نتائج جهات التحقيق، راغباً أن تنصفهم، قائلاً "بالطبع لن يستمر أحد في منصب لا يستحقه". ومن جانبها، قالت سمر وحيد طالبة بالفرقة الرابعة بقسم اللغة العبرية، إن هذا النظام الفساد داخل القسم كان له شكل آخر، إذ كان يحضر الدرس الخصوصي طالب واحد من بين كل مجموعة من الأصدقاء؛ ليعرف الأسئلة التي سترد في الامتحان ويخبر أصدقاءه بها، الذين كانوا يشاركونه في دفع مصاريف الدرس، وحينها كان يفاجأ الدكتور بأن الامتحان تسرب للدفعة بالكامل. وفي نفس السياق كشف الطالب عمرو جمال، عن حيلة الدكتور هاني عبد العزيز، أحد الثلاثة أساتذة المتهمين في هذه الوقائع، أنه في امتحان ما، كان طلب في سؤال شرح فترة تاريخية معينة، لكنه كان اتفق مع الطلاب الذين يأخذون عنده الدرس، أن يكتبوا إجابة مختلفة تماما، وهي ذكر العملات في هذه الفترة، وهو ما لا يتعلق بالسؤال على الإطلاق، مضيفاً، "إننا نعرف الامتحانات قبل أن نخوضها وذلك منذ عامنا الأول بهذا القسم". وحصلت "الوطن" على مستندات تؤكد روايات طلاب وطالبات القسم، منها إقرار الطالبة نرمين عبد العزير بأن الدكتور سيد سليمان عليان، سرب امتحان مادة النحو المقارن لهذا العام، للطلاب الذين يأخذون عنده درس خصوصي، مقابل 6 آلاف جنيه، وحصلوا عليه يوم 9 يناير، وبالفعل جاء مطابقا للامتحان الذي خاضوه في 12 يناير الجاري، مشيرة إلى أن إدارة الكلية لم تتحرك حينها رغم إبلاغها، قبل موعد الامتحان، بل إن الدكتور المذكور هددها بالرسوب بعد علمه بالشكوى التي قدمتها. وتتضمن المستندات إقرار آخر من الطالبة هاجر عبد الحميد حسين، طالبة بالفرقة الثالثة بالقسم، يفيد أنها تعرضت للقهر والظلم من قِبل دكتور هاني عبد العزيز، أستاذ مادتي تاريخ اليهود وفرق وطوائف في الفرقة الثانية من العام الماضي، إذ أنه أكرهها على درس خصوصي مقابل نجاحها، بمبلغ ضخم يفوق قدراتها وهو 1700 جنيه، وذلك خلاف ما كان يوجهه لها من مضايقات واستفزازات أثرت عليها نفسيا ودراسيا، وفي النهاية خدعها –على حد قولها- ولم يعطها أيا من الأسئلة عن الامتحان. ووقّع دكتور محمد الطاووس وكيل كلية الآداب لشؤون التعليم والطلاب، على هذا الإقرار، وأفاد بأنه علم بالأمر بمجرد وصول هذه الإقرارات له، طالبا سرعة التحقيق في الأمر. وبالفعل أصدر الدكتور عبد الرازق بركات عميد كلية الآداب بجامعة عين شمس، قرارا بإعفاء 3 من أعضاء هيئة التدريس الذين اتهمهم الطلاب، بقسم اللغة العبرية بالكلية من أعمال الكنترول، ومن استلام أوراق الإجابة الخاصة بالمقررات الدراسية وتصحيحها.