مساكنهم.. مقابرهم.. الموت أقرب من أطراف الأصابع.. أينما يكون المصرى يدركه الموت حتى ولو كان نائماً على سريره فى أمان الله متمتماً قبل نومه بالبسملة.. 17 مواطناً فى الإسكندرية لم يتصوروا أن نهايتهم ستكون تحت الأنقاض.. وأن دماءهم ستضيع هدراً بسبب الفساد والإهمال وموت الضمائر ونظام حاكم يعلق كل مصيبة فى رقبة نظام فاسد رحل. الإسكندرية باتت تصرخ، تطلب الإنقاذ، ولكن المسئولين آذانهم صمت وأبصارهم عميت لا يستجيبون ولا يتحركون.. عروس البحر الأبيض المتوسط باتت شائخة هرمة تعانى كل أمراض الشيخوخة.. عمارة تسقط تلو الأخرى وكوارث متلاحقة ونظام لا يملك حلولاً. الإسكندرية لم تعُد «ماريا» وترابها لم يعُد «زعفران» باتت مدينة الكوارث لا تمر بضعة أشهر إلا وتسقط عمارة، سكان عقار المعمورة المنكوب الذى بنى فوقه 5 أدوار جديدة بعد الثورة فى ظل غياب الرقابة وفساد المحليات، لم يدركوا أن حياتهم ستنتهى بهذه السرعة تحت أنقاضه، اعتبروا أن حصولهم على وحدة سكنية بسعر رخيص نسبياً هو فرصة لن تعوض، لم يعلموا أنهم سيشترون تذكرة ذهاب تنقلهم إلى الآخرة حيث اللاعودة. أخبار متعلقة: عقار الإسكندرية ينهى حياة 24 مواطناً مع أذان الفجر «الوطن» ترصد بالأرقام: الإسكندرية مدينة الكوارث العقارية حكايات ضحايا عقار المعمورة المنكوب من داخل مستشفى طوسون هبة ومحمد.. نهاية الحب تحت الأنقاض محمد عادل عثمان.. أخرج زوجته وأولاده وذهب لإنقاذ الجيران فلقى حتفه «المعمورة البلد».. حين يضع شريط السكة الحديد فاصلاً للحياة بين البشر «آلاء» أصغر الناجين.. عمرها سنتان ونصف.. وشهود العيان: «أنقذناها والعروسة اللعبة فى حضنها» اللجان الشعبية: انهيار العقارات بالإسكندرية سببه إهمال الحكومة الإخوانية التى انشغلت بالسيطرة على السلطة