دعت جماعة حقوقية يهودية إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، إلى كبح جماح الخطاب المصرى المعادى للسامية، مقابل تسليم شحنة الجيل الرابع من طائرات (F-16) وغيرها من المساعدات العسكرية الوشيكة التى تشمل 200 دبابة «إبرامز» بعد انتشار تعليقات سابقة للرئيس المصرى محمد مرسى معادية لليهود، قالها عام 2010. وذكرت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية أن الحاخام مارفين هير، عضو مركز سيمون فيزنتال، أحد مراكز حقوق الإنسان اليهودية الأمريكية المعنية بمراقبة معاداة السامية فى العالم، قال إنه ينبغى على إدارة أوباما أن توقف اتصالاتها المعتادة مع مصر، بسبب تواصل الممارسات المعادية للسامية من الرئيس المصرى، ومنها انتقاد اليهود ووصفهم بأحفاد القردة والخنازير والتهديد بشن حرب وإعلان الجهاد ضدهم، وأضاف «هير» أن الوقت الآن مناسب للإدارة الأمريكية لإنهاء المواقف المصرية العلنية لمعاداة السامية وتعميق كراهية اليهود فى العالمين العربى والإسلامى، التى ستؤدى إلى تقويض آمال السلام فى الشرق الأوسط وتهديد سلامة اليهود فى العالم. وأعطت التصريحات السابقة ل«مرسى» سبباً إضافياً لضغوط بعض أعضاء الكونجرس على أوباما لوقف مساعداته لمصر، احتجاجاً على سياسات «مرسى» المستبدة، ونقلت مجلة «انترناشونال بزنس تايمز» الأمريكية، ذات التوجهات المحافظة، أن عضو الكونجرس، فيرن بوكانان، كتب رسالة إلى الكونجرس الأسبوع الماضى، منتقداً تقديم الولاياتالمتحدة مساعدات عسكرية لمصر، ووصف ذلك بأنه تقديم دعم لنظام ديكتاتورى، كما وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية رد فعل البيت الأبيض على تصريحات مرسى ب«رد قوى وعنيف»، مشيرة إلى أن تلك التصريحات قد تتسبب فى إفساد زيارة وفد الكونجرس رفيع المستوى لمصر حالياً برئاسة السيناتور الجمهورى جون ماكين، وبالتالى قد يُعقد الجهود المبذولة لتوفير المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر، ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلى أن تعليقات «مرسى» سببت قلقاً كبيراً لدى إسرائيل، لكن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب فى تأجيج التوتر مع مصر. وطالبت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية الرئيس مرسى بالتراجع عن تصريحاته السابقة، وأشارت إلى أن توبيخ إدارة أوباما لمرسى يمثل نقطة جديدة للتوتر فى العلاقة المعقدة بالفعل بين الولاياتالمتحدة ومصر، وقارنت الصحيفة بين تصريحات مرسى عام 2010 وتعهداته الحالية باحترام معاهدة السلام مع إسرائيل ودوره فى وقف إطلاق النار فى حرب غزة على الرغم من رفضه الحديث مباشرة مع المسئولين الإسرائيليين. وعلقت صحيفة «الجيمنر» الأمريكية أن أقوال مرسى بالأمس تطارده اليوم، وصمت إدارته تجاه هذه التعليقات له مدلول سياسى، وأى نفى أو رجوع فيما قاله قبل ذلك، سيعرضه لهجوم من قبل خصومه السياسيين.