أكد سياسيون وخبراء أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن خطر الإرهاب فى ليبيا على العالم كله، رسالة موجهة لقيادات الغرب، وخصوصاً أوروبا، بضرورة وضع استراتيجية حقيقية لمحاربته وتجفيف منابع تمويله. وقالت المستشارة تهانى الجبالى، مؤسس التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية، إن تأكيد الرئيس على دور مصر فى التصدى بقوة للإرهاب فى المنطقة خلال زيارة الرئيس الفرنسى، فرانسوا أولاند، للقاهرة، سيكون له انعكاسات قوية على الأوضاع فى المنطقة العربية، خصوصاً أن تعزيز التعاون بين فرنسا ومصر سيسهم فى حل الأزمتين السورية والليبية، بما يضمن الحفاظ على بقاء الدولتين. وأضافت «الجبالى»: «فرنسا بما لها من مكانة فى الاتحاد الأوروبى ستسهم فى تحريك الملفات المهمة فى المنطقة، ومنها القضية الفلسطينية، وستساعد فى حسم ملفات سوريا واليمن وليبيا من خلال التعاون الدولى للحفاظ على تلك الدول، وسيكون هناك تركيز فى الفترة المقبلة على التعاون مع فرنسا لمواجهة الإرهاب عن طريق تبادل المعلومات لتجفيف منابع تمويل الجماعات المتطرفة». وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط والخبير فى الشئون العسكرية والاستراتيجية، إن الرئيس أكد أن الإرهاب خطر داهم يواجه العالم، وخصوصاً منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذى يستدعى وضع استراتيجية حقيقية لمحاربته فى ليبيا وغيرها، من خلال مساندة الفريق خليفة حفتر، قائد الجيش الليبى فى عمليات تطهير ليبيا من المتطرفين والجماعات الإرهابية. وأضاف: «مصر ترى أن تمركز الإرهاب فى ليبيا أصبح خطراً حقيقياً يهدد العالم العربى، وليبيا باتت مركزاً لتدريب الإرهاب تنطلق منه العمليات الإجرامية التى تمثل خطراً على جنوب المتوسط بالكامل، فى ظل وجود القاعدة فى المغرب العربى التى تمتد على طول الساحل والصحراء، والسيسى وأولاند أكدا ضرورة وجود أرضية مشتركة لمقاومة الإرهاب، فالدولة الفرنسية تعوّل على الخبرة المصرية فى مواجهته نتيجة انتشاره فى منطقة الشرق الأوسط». وقال الدكتور محمد جمعة، الباحث فى الشئون الإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن «السيسى» كان موفقاً فى كلمته خلال زيارة الرئيس الفرنسى للقاهرة، لأنه ركز خلالها على القضايا المهمومة بها أوروبا وفرنسا بصفة خاصة فى الوقت الراهن، وهى الإرهاب الذى ضرب أكثر من دولة أوروبية، وطال باريس مرات متتالية.
