تحتفل "بوابة الوطن"، بالإذاعة المصرية على طريقتها الخاصة؛ حيث تنشر 5 حكايات جديدة وحصرية ل"أبلة فضيلة"، بالصوت والصورة. 78 عاما مرت على أصوات رخيمة، تخرج من جهاز معدني، تشهد على ريادة مصرية، وروح وإبداع لن يجور عليهما الزمان، ولن يجود بمثليهما. كان الإعلام محدودا، فلم يكن العالم يعرف في عام 1920 سوى إذاعة وحيدة فقط، تدعى K.D.K.A، وتنتمي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ينقل من خلالها الأخبار، وتواجدت بعدها بعامين فقط، الإذاعة البريطانية المعروفة "البي بي سي". لتسلك الإذاعة شهرة عالمية كبيرة، واكبتها مصر في عام 1934، بعد محاولات أهلية هاوية، لتظهر إذاعات في العشرينيات مثل راديو فاروق، راديو فؤاد، راديو فوزية، راديو سابو. وفى بداية مايو 1926 صدر المرسوم الملكى الذي يحدد شروط استخراج تراخيص الأجهزة اللاسلكية طبقا للاتفاقيات الدولية، وبدأت هذه المحطات الأهلية تذيع بعديد من اللغات كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية، للأجانب فى مصر. حتى كان عصر يوم 31 مايو عام 1934، في تمام الخامسة والنصف، حيث خرج على مسامع الناس، صوت عميق، لرجل اسمه أحمد سالم يقول: "هنا القاهرة.. هنا افتتاح الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية الرسمية". ونشأت الإذاعة بشراكة مع الشركة الأجنبية ماركوني، لكن بإدارة مصرية، حيث رأس جهاز الإذاعة الحكومي وقتئذ السياسي البارز أحمد لطفي السيد. وتم اختيار المذيعين آنذاك، عبر مسابقة نشرت رسميا في جريدة الأهرام، وتقدم إليها أكثر من ألفين فرد، لم يؤخذ منهم إلا أشخاص معدودون على رأسهم: سالم أحمد، أحمد كامل سرور، محمد فتحي. "من أجل مصر وقعت معاهدة 1936، ومن أجل مصر أعلن اليوم إلغاء معاهدة 1936". بصوت الزعيم مصطفى النحاس، يصدح في الإذاعة المصرية، في 8 أكتوبر من عام 1951، ليعلن حدثا هاما، ويؤكد أن الإذاعة هي صوت السياسة المصرية. ووطن لذلك من بعدها أنور السادات، حين ألقى بيان ثورة يوليو من الإذاعة، ووطأ ذلك لأن يأخذ مبنى الإذاعة قيمة حيوية في التاريخ المصري. يقف الفنان عبد الحليم حافظ، أمام لجنة الاعتماد والتصنيف في الإذاعة المصرية، من كبار الموسيقيين، ويتم رفضه في مطلع الخمسينيات، ويحول ذلك دون ذيوع صيته مبكرا، فقد كانت الإذاعة المصرية هي الصك، الذي من خلاله يتألق المطرب، ويثبت حسن صوته للجمهور الذي المتلهف للاستماع. يحدث ذلك حتى الآن، ومع الشيوخ أيضا، فلا بد وأن يمر "المقرئ" أولا عبر لجنة، حتى يذاع صوته للمستمعين، وكم أنجبت الإذاعة من قارئي قرآن ومطربين أثروا سمع المصريين طوال تاريخ ممتد. البرامج كان لها دور في الإذاعة؛ إذ إن الترفيه كان قد دخل مرحلة الأهمية، وعاش المجتمع المصري في أحضان "حول الأسرة البيضاء" لسامية صادق، و"ساعة لقلبك" للخواجة بيجو بقيادة فنانين مثل عبد المنعم مدبولي وخيرية أحمد وفؤاد المهندس، و"أضواء المدينة" لجلال معوض، وبرزت أسماء مثل محمد محمود شعبان الذي عرف باسم "بابا شارو"، وماما فضيلة التي تحكي حكايات الأطفال العذبة في "أبلة فضيلة"، وأبو الإذاعة المصرية طاهر أبو زيد الذي رحل عن عالمنا مؤخراً. كما قدمت الإذاعة المصرية مسلسلات إذاعية، مثل "سمارة" و"الف ليلة وليلة"، و"حسن ونعيمة".