له من اسمه نصيب، ماكر مرواغ، أكثر ما يميزه هو اتساقه مع ذاته، لم يتردد ساعة ألقوا عليه الجمرات وقالوا "محام الشيطان" أن يرد بكل كياسة" الدفاع عن جاسوس هو أشرف وأقدس واجب، وإن شئتم قولوا أني محامي الجواسيس والقتلة ولصوص البنوك". يصعب تصنيفه، هو ذات الشخص المدافع عن أيمن نور وسعد الدين ابراهيم يوم أثارا غضب المخلوع المحبوس، موكله الحالى وخصمه السابق "من يدفع أكثر"، ساعة رفض الكل قبول قضية "العادلي" بادر وتطوع، يقبل ما يرفضه الغير"مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا" ، لا تزعجه روائح قضاياه، يعرف كيف يصير القاتل تحت يديه قتيلا، والجاسوس شريفا، والخائن يمسي مخدوعا مغلوبا على أمره "فأخرجهما مما كانا فيه". يختاره موكلوه بعناية، ما بين جاسوس ورئيس سابق ، يجيد المماطلة واللعب بالكلمات واستخدام أدواته، وهو ما جعله يتربع منفردا على عرش المحامين الأعلى أجرا، فى أولى محاكمات مبارك، هتف أهالى الشهداء فى الخارج : هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ يضحكا منتشيا "الحرب خدعة"، وموكلى مادام يملك دفع أتعابي بريء، تصرخ أم ثكلى "فاتخذوه عدوا"، يطلب من قاضى المنصة سماع أقوال 1631 من شهود الإثبات في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك، يقتل خصومه كمدا، وكيل النيابة السابق الذي أدين فى مذبحة القضاة عام 69 يلعب بالقانون كيفما شاء، يقول نجيب سرور: "كاهننا يعرف كل الأشياء ويحيط بكل الأشياء- علما ولديه الحيثيات" يتلذذ بتفجير المفاجأت، حتى أن البعض يظنه لفرط تصديقه لما يقول ساذجا، يعلن تارة أن مبارك هو مفجر ثورة يناير، وتارة أخرى أنه مازال الرئيس الفعلى لمصر وأنه لم يتنح عن منصبه مادام لم يخط بيده مرسوما بذلك، ثم يأتى ليؤكد أن ثروة مبارك لم تتجاوز 6 ملايين جنيه، المحامي الذي حفظ القرآن فى كتاب حي الخليفة، يأمل أن يُخرج مبارك من قضيته كما أخرج الفنان ثناء شافع من قضية تعاطي المخدرات رغم القبض عليه متلبسا " إنهم يكيدون كيدا". تاريخه معلن للجميع، وحده يراه مشرفا، وبخلاف دفاعه عن مبارك نحليه ورجال نظامه، سبق وتطوع فريد الديب للدفاع عن الرئيس السوري الأسبق عبدالحليم خدام، ورجل الاعمال حسام ابوالفتوح الذي صور أفلاما جنسية للراقصة دينا دون علمها، وكان محاميا لمجموعة الريان لتوظيف الاموال فى الثمانينيات، ورجل الاعمال هشام طلعت مصطفى فى قضية مقتل المطربة سوزان تميم، كما تولى الدفاع عن علية العيوطي المتهمة في قضية "نواب القروض"، واستطاع الحصول لها على البراءة. يعرف في قرارة نفسه أن نهايته ربما تكون حزينة، يراه تلاميذه معلما ومرجعا ومثلا يحتذى به، كعادة الناجحين يقتنص الشهرة وعداوة خصومه، لكن فى قضيته "الأخيرة" ثمة ثأر بين 800 شهيد وبين وكيله، يحدث تلاميذه: غدا أكون على الصليب أنا العريس ! - نفديك بالدم يا معلم .. بالنفوس - لاتكذبوا .. فلسوف يسلمني الذي منكم يشاركني الغموس - لاتقسموا .. فغدا أكون على الصليب ، وغد لناظره قريب!