رغم نجاحها على مدار عشرات السنوات منذ ظهورها وحتى الآن فى تأدية الوظيفة التى أُنشئت من أجلها، وهى خلق فرص للتواصل بين عدد كبير من الأفراد فى مختلف الدول فى أى وقت ومن أى مكان، فإن مواقع التواصل الاجتماعى، وأبرزها «فيس بوك» و«تويتر»، تسببت أيضاً فى الكثير من المشكلات مع كل هذه المميزات، فكونها ساعدت على التواصل بين الأفراد وبعضهم البعض، أساء بعض الأشخاص استخدام هذه المواقع فى التخطيط لهجمات إرهابية فى دولهم، أو للدعوة لأعمال عنف وغيرها، ما جعل من هذه المواقع مصدراً جديداً لإزعاج السلطات فى كثير من دول العالم. بكين وطهران أقدم دولتين تحظران «فيس بوك» و«تويتر» منذ 2009.. والبرازيل تعتقل مسئول الموقع فى أمريكا الجنوبية لعل أبرز الدول التى تواجه مشاكل دائمة مع موقعى «فيس بوك» و«تويتر» هى تركيا، حيث قررت محكمة تركية، الشهر الماضى، إغلاق الموقعين فى البلاد، عقب وقوع انفجار ضخم فى العاصمة «أنقرة»، وأصدرت المحكمة قرارها عقب تداول صور للانفجار على هذه المواقع، ولم تكن هذه المرة الأولى التى تحجب فيها السلطات التركية هذه المواقع، فسبق أن هدد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، كثيراً بحجبها. وتُعد الصين من أقدم دول العالم التى أقدمت على حجب عدد من مواقع التواصل الاجتماعى، حيث حظرت الحكومة الصينية مواقع «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب» منذ عام 2009. وتم حظر موقع «فيس بوك» فى أعقاب أعمال الشغب التى اندلعت عام 2009، بعد أن استخدمه «نشطاء الاستقلال» لتنظيم الاضطرابات المدنية، وأسفرت هذه الاحتجاجات المناهضة للحكومة عن مقتل ما بين 200 و600 شخص، بينما تم إعدام 10 صينيين منذ ذلك الحين لدورهم فى حالة الانفلات. تركيا تستهدف «قمع المعارضة».. وكوريا الشمالية فى قلق دائم على «المعلومات والبيانات» وعلى الرغم من حظر «فيس بوك»، لم تتوقف محاولات مؤسسه «مارك زوكربيرج» المتعددة للتوصل إلى حل مع الحكومة الصينية حول حجب الموقع، حيث عقد «مارك» لقاء مع الرجل المسئول عن الالتزام بسياسة الدعاية الصارمة التى تفرضها الصين، حيث يعتبر «ليو يون شان» واحداً من الأشخاص الذين يشرفون على جدار الحماية العظيم للصين، وضمان تطبيق الرقابة الصارمة على ما يقرب من 1.4 بليون من سكان البلاد فى الوصول إلى الإنترنت. الحكومة الإيرانية أيضاً خطت نفس الخطوة التى اتخذتها الحكومة الصينية وفى العام نفسه أيضاً، والمختلف بين التجربتين أن الحكومة الإيرانية لم تكتف بحجب مواقع «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، بل فرضت رقابة مشددة على استخدام شبكة الإنترنت بشكل عام، وبدأت تطبيق هذه الرقابة منذ الأحداث الدموية التى شهدتها إيران عام 2009، عقب المظاهرات الحاشدة التى خرجت للاعتراض على إعادة انتخاب الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد، واتهام السلطات بتزوير الانتخابات لصالحه. وصنفت منظمة «مراسلون بلا حدود» إيران من بين أسوأ الدول التى تمنع حرية الإنترنت والصحافة خلال عام 2016، وأدانت الاعتقالات المستمرة ضد المدونين والكتّاب ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعى. كوريا الشمالية، انضمت مؤخراً إلى قائمة الدول التى حظرت مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، إضافة إلى مواقع تواصل اجتماعى أخرى تابعة لجارتها كوريا الجنوبية، وأرجعت الحكومة الكورية الشمالية ذلك إلى القلق الناجم من المعلومات والبيانات التى يتم نشرها على تلك المواقع. وخلال الأشهر الماضية، أعلنت حكومة الهند أيضاً بشكل نهائى حظر خدمة التطبيقات المجانية (free basics) الخاصة بشركة «فيس بوك»، وهذه الخدمة تسمح للمستخدمين بالدخول على الموقع دون الحاجة للاشتراك فى شبكة الإنترنت. إلى جانب الحجب أو المراقبة، واجهت مواقع التواصل الاجتماعى، وبشكل خاص «فيس بوك»، الكثير من المشكلات الأخرى، ومن أهمها توجيه الحكومة الألمانية مؤخراً الاتهامات لتلك المواقع، حيث بدأت التحقيقات مع «فيس بوك» لدراسة ما إذا كانت هناك إساءة استخدام بيانات المستهلكين ودراية بحجم البيانات التى تم جمعها من أجل التأكد من أن الشركة لا تستغل بيانات المستخدمين لصالح الإعلانات.