آلاف الركاب والبضائع والطرود البريدية تستقبلها الموانئ المصرية البرية والبحرية والجوية يوميًا، ومئات عمليات التهريب عبر الحدود والمنافذ غير الشرعية، ووسط كل هؤلاء يتفنن الخارجون على القانون في استحداث طرق مختلفة وغير تقليدية لتهريب المواد الممنوعة للإفلات من العقاب. لم يعد تهريب حقيبة تحوي جيوبًا سرية مليئة بالمواد المخدرة، أو شحنة بضائع في وسطها أسلحة، طرقًا مبتكرة، فعالم المهربين مليء بالغرائب والعجائب. وإن كان تهريب المواد المخدرة "البانجو" داخل أنابيب البوتاجاز، هو أحدث صيحات تهريب المخدرات، عن طريق قطعها بلمبات النار من أسفل، ولحامها ورشها بلونها الأزرق، بعد دس المخدرات داخلها، كما حدث عندما تمكنت قوات حرس الحدود بالجيش الثاني الميداني، من ضبط تاجري مخدرات، هربا 6 لفافات بانجو تزن 12 كيلوجرامًا داخل إسطوانات البوتوجاز. إلا أن ما أعلنه مسؤول سجن القرنة المركزي في 3 مارس الماضي، من إحباط محاولة عاطل إدخال مواد مخدرة لصديقه المسجون على ذمة قضية سرقة بالإكراه، "داخل حلة محشي"، كانت حيلة أخرى أكثر غرابة. وتتنوع حيل المهربين والخارجين على القانون، فكل يوم تنكشف جريمة تهديد بأسلوب جديد، مثلما نرصده في السطور التالية: "ضبط (DVD) بداخله 50 جهاز تجسس عالي التقنية بأحد الطرود في المطار"، أحدث طريقة للتهريب وصلت المطارات المصرية في الساعات الماضية، وتمكنت جمارك الطرود البريدية بقرية البضائع بمطار القاهرة من ضبط أجهزة تجسس مخبأة داخل أحد الطرود قبل تهريبها داخل البلاد، وبفتح جهاز ال"DVD" تبين أنه مفرغ من محتوياته الداخلية ومخبأ بداخله 50 جهازًا غاية في الصغر، وعالي التقنية، وهو على شكل سماعة. وبالكشف عنه تبين أنها أجهزة سمعية لاسلكية عالية التقنية، ولا يرى إذا تم وضعه في تجويف الأذن، وامتدت عمليات التهريب لطائرات تجسس صغيرة، والتي عثر عليها وسط أدوات مستحضرات تجميل، وهو ما حدث بميناء السخنة. ليست أجهزة التجسس هي الهدف الوحيد للمهربين، وإنما الأسلحة أيضًا، ولكن من طراز مختلف، وهو ما نبه إليه الجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية في أحد بياناته، عندما عثر رجال الشرطة المصرية على مسدس على شكل هاتف محمول، يستطيع أن يحمل ثلاث طلقات ولا يتم كشفه إلا من خلال أجهزة الاستشعار، ويعتبر ذلك أحدث الطرق لتهريب السلاح في مصر. "تهريب الأشخاص بمقاعد السيارات"، وهي الأكثر غرابة، عندما يوضع أحد الهاربين من تنفيذ أحكام أو الخارجين على القانون، داخل مقعد سيارة يتم تفريغه من محتوياته، ويغطي فرش السيارة جميع أجزاء جسمه، ورغم صعوبة اكتشاف الأمر، إلا أن شرطة الموانئ المصرية اكتشفت الأمر أكثر من مرة. وتأتي أكثر عمليات التهريب للمواد والأقراص المخدرة بمختلف أنواعها، ولكن هناك طرقًا غاية في الغرابة والطرافة أيضًا، كالراكب الذي ألقت سلطات مطار القاهرة القبض عليه منذ أيام، وهو يحاول تهريب نصف كيلو جرام من مخدر الحشيش داخل قاع سحري في الحذاء الذي يرتديه، وهي طريقة من ضمن طرق متعددة كتهريب المواد المخدرة في الأشرطة اللاصقة، أو بين طيات جدران العلب الكرتونية. الكتب أيضا لم تسلم من عمليات التهريب، التي رصدتها أجهزة الأمن في مختلف الموانئ المصرية، بعدما أحبطت الوحدة الأثرية بميناء بدر البري، في 20 مارس 2012، محاولة تهريب عدد من الكتب الأثرية النادرة، ضمن مجموعة من الكتب المختلفة بطرد بريدي، وأيضًا هناك تهريب عبر المواقع الإلكترونية، وهو ما يتم من خلال عمليات بيع آثار وتحف مصرية وكتب وطوابع تاريخية، على مواقع عالمية، يتم من خلالها البيع إلكترونيًا، وهو ما انتشر خلال الفترة الأخيرة في مصر وحول العالم.