اليوم.. «محلية النواب» تناقش طلب إحاطة بشأن إزالة 30 عقارًا بالإسماعيلية    اسعار الذهب اليوم الثلاثاء 21-5-2024.. جرام 21 يسجل 3180 جنيه    أسعار الدواجن والبيض اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في الدقهلية    محافظ جنوب سيناء: نسعى للنهوض بالسياحة العلاجية وشرم الشيخ تتميز بتنوعها السياحي    بث مباشر.. تشييع جثامين الرئيس الإيرانى الراحل إبراهيم رئيسى ومرافقيه    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    استعدادا لمباراة بوركينا فاسو.. محمد صلاح ينضم لمنتخب مصر 3 يونيو    الأرصاد: استمرار الموجة شديدة الحرارة.. والعظمى تسجل 38 درجة فى الظل    تداول أسئلة وإجابات امتحان الجبر للشهادة الإعدادية بالقاهرة    إنقاذ 5 فتيات من الغرق إثر سقوط ميكروباص بالرياح البحيرى بمنشأة القناطر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    الملا: تطوير ميناء الحمراء البترولى يخدم خطط الاستكشاف غرب المتوسط    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق في منتصف الأسبوع الثلاثاء 21 مايو 2024    جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تنهي كافة الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    موعد إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر: توقيت وقفة عرفات وعدد أيام العطلة    أردوغان يهاجم متسابقي يوروفيجن: أنتم أحصنة طروادة للفساد الاجتماعي    حمدي الميرغني يحيي ذكرى رحيل سمير غانم: كنت ومازلت وستظل أسطورة الضحك    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    زلزال بقوة 6 درجات يضرب محافظة أوجاساوارا اليابانية    براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    خالد عبد الغفار: مركز جوستاف روسي الفرنسي سيقدم خدماته لغير القادرين    وزير الصحة: لا توجد دولة في العالم تستطيع مجاراة الزيادة السكانية ببناء المستشفيات    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    أحداث العالم في 24 ساعة.. وفاة الرئيس الإيراني وطلب اعتقال نتنياهو وخسائر للاحتلال    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: مصر تستقبل 4 مواليد كل دقيقة    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    دونجا: سعيد باللقب الأول لي مع الزمالك.. وأتمنى تتويج الأهلي بدوري الأبطال    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال قرب مفترق بلدة طمون جنوب مدينة طوباس    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    على باب الوزير    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    "وقعت عليهم الشوربة".. وفاة طفل وإصابة شقيقته بحروق داخل شقة حلوان    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. شوقى علام: كنت على بُعد كيلومتر من انفجارات بروكسل وتمسكت بإلقاء كلمتى فى البرلمان الأوروبى.. وأدنت الواقعة
نشر في الوطن يوم 02 - 04 - 2016

مفتى الجمهورية ل«الوطن»: انتهاج الغرب أساليب القوة والاستعلاء ساهم فى تأجيج التطرف والإرهاب
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن ما يحدث فى الغرب من هجمات إرهابية يرجع إلى غياب العدالة والإنصاف فى حل الصراعات الإقليمية والدولية وازدواجية المعايير، موضحاً أن انتهاج الغرب لأساليب القوة والاستعلاء فى العلاقات الدولية ساهم فى تأجيج التطرف والإرهاب.
وأضاف خلال حواره ل«الوطن»: «كنت على بعد كيلومتر واحد من انفجارات بروكسل، وطلب منى مسئولو الأمن فى الاتحاد الأوروبى الاعتذار عن عدم إلقاء كلمتى، لكنى تمسكت بإلقاء الكلمة وإدانة الواقعة».
وأكد أن دار الإفتاء وضعت استراتيجية لمواجهة الإسلاموفوبيا ولتصحيح صورة الإسلام فى الغرب من خلال إطلاق قوافل إفتائية تجوب قارات العالم، وتنشر صورة الإسلام الصحيح ومبادئه السمحة، بالإضافة إلى تأسيس أول أكاديمية عالمية للتدريب على الفتوى وعقد مؤتمر دولى لتأهيل أئمة المساجد وتقديم الدعم الشرعى اللازم للأقليات الإسلامية فى الخارج.
وحول دعوات إلغاء مواد ازدراء الأديان من قانون العقوبات، قال المفتى: «يجب أن يكون هناك رادع قانونى لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المقدسات أوالتعرض للأديان السماوية بسوء»، موضحاً «الغرب لديه قوانين تجرم الكراهية فى المجتمعات»، وقال إن هناك محاولات مستمرة لتشويه صورة الأزهر الشريف لتحقيق مكاسب شخصية، مضيفاً «دور المشيخة لا يمكن أن يزايد عليه أحد».
ندعو دائماً للتعايش والتسامح بين الأمم ومن باب أولى أن نسعى للتقارب مع الشيعة ونبذ الممارسات الطائفية
■ بداية، كيف تابعت حادث اختطاف الطائرة المصرية؟
- حادث اختطاف الطائرة كان محزناً ومؤسفاً، لكنه كشف عن عبقرية جهاز الأمن المصرى فى التعامل مع الأزمة بكل حكمة واقتدار.
■ كنت فى زيارة مؤخراً للاتحاد الأوروبى، ما الرسالة التى يريد المفتى توصيلها للغرب فى كل جولاته؟
- نؤكد دائماً أن الإسلام دين سماحة واعتدال، وأن مصر بلد الأمن والاستقرار، وأعتقد أن الغرب لم يعرف الكثير عن الإسلام، ونحن بفضل الله فى كل جولاتنا نسعى للتعريف بالإسلام والتأكيد على وسطية الدين واعتداله، ونرد على كل أسئلة الخارج عن الإسلام ونزيل بفضل الله كل ما علق بأذهانهم عن الدين من شوائب وتشوهات، ونحن بإذن الله مستمرون فى جولاتنا للخارج.
■ هل الزيارات الخارجية تأتى بمردود إيجابى؟
- نعم، زياراتنا تأتى بمردود إيجابى وقد لمسنا ذلك كثيراً من خلال تواصل الغرب معنا فى دار الإفتاء.
■ ألا تخشى أن يتم استهدافك وترصد خطواتك من جانب الإخوان فى الخارج؟
- بصراحة أنا لا أضع فى ذهنى مسألة الاستهداف ولا ألتفت لذلك، فأنا أعمل وفق ما يقره علىَّ دينى وضميرى ووطنى، ولا أفكر فى أى تطاول أو إساءة.
■ كيف تابعت الأحداث الإرهابية فى مدينة بروكسل؟
- ما وقع من هجمات إرهابية فى بروكسل، التى تعد عاصمة الاتحاد الأوروبى، ومن قبلها هجمات باريس يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإرهاب أصبح خطراً عابراً للقارات ولا يقتصر على دولة بعينها أو منطقة محددة بل أصبح يهدد الجميع، ونحن بذلك نواجه تحديات مشتركة تحتم علينا فتح قنوات الحوار المباشر مع بعضنا البعض من أجل إيجاد حلول لتلك التحديات والمشكلات التى يواجهها العالم.
وأعتقد أن ما يحدث فى العالم خاصة الغرب يرجع إلى أن غياب العدالة والإنصاف فى حل الصراعات الإقليمية والدولية وازدواجية معايير الشرعية الدولية وانتقائية تطبيق مبادئ القانون الدولى وانتهاج أساليب القوة والاستعلاء فى العلاقات الدولية قد ساهمت فى تأجيج التطرف والإرهاب، وليس من سلاح أقوى فى وجه التطرف من التعليم الصحيح وقد أبدينا استعدادنا للغرب للمساعدة فى تحقيق هذه الغاية وتقديم الدعم الشرعى والعلمى للدول لمواجهة التطرف والقضاء على الإرهاب.
■ تزامن وقوع الحادث الإرهابى فى بروكسل مع زيارتك لمقر البرلمان الأوروبى، لماذا تمسكت باستكمال الزيارة؟
- يوم وقوع الهجمات الإرهابية فى بروكسل كنت ألقى كلمة أمام البرلمان الأوروبى فى العاصمة البلجيكية، وكنت على بعد كيلومتر واحد من موقع انفجار المترو، وطلب منى أمن البرلمان والمسئولون الاعتذار عن عدم الزيارة وعن عدم إلقاء الكلمة إلا أننى صممت أن أكون موجوداً فى قلب الحدث وأقدم الإدانة الكاملة لهذا الحادث، ولكى أعبر عن التضامن الكامل مع الشعب البلجيكى والأوروبى، وبالفعل فور الهجمات قمت بإدانتها من قلب البرلمان الأوروبى لتكون أول إدانة للحادث.
وعقب الجلسة أمام أعضاء البرلمان الأوروبى أصدر البرلمان بياناً صحفياً ذكر فيه إدانتى للهجمات وما طرحته فى كلمتى حول كيفية مواجهة التطرف وضرورة التعاون الدولى للقضاء على هذا الخطر.
وبفضل الله لاقت الكلمة والإدانة التى ألقيتها أمام البرلمان الأوروبى اهتماماً كبيراً، خاصة فى وسائل الإعلام الغربية حيث أبرزت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية دعوتى إلى التوحد والتكاتف ضد الإرهاب الذى يضرب مناطق عديدة من أنحاء العالم، كما ذكرت ما قلته عن أن العالم ليس محصناً من الجرائم الإرهابية وأنه لا يوجد سلاح أقوى فى وجه التطرف إلا بنشر التعاليم الصحيحة للأديان، فضلاً عن أن الكلمة التى ألقيتها حظيت باهتمام تمثل فى أكثر من 900 خبر وتحليل ومقال فى وسائل الإعلام العالمية.
لابد من رادع قانونى لكل من تسول له نفسه التعرض للأديان السماوية بسوء.. والغرب لديه قوانين تجرم الكراهية
■ وما الذى جرى فى اتصالكم مع ملك بلجيكا؟
- بالفعل تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملك فيليب ملك بلجيكا عبر فيه عن شكره على زيارتى لبلجيكا وإدانتى للتفجيرات التى حدثت فى مدينة بروكسل ودعمى وتضامنى مع الشعب البلجيكى فى محنته، وأكد ملك بلجيكا تطلعه إلى عقد لقاء مشترك معى فى وقت لاحق للتباحث حول ما يمكن أن تقدمه مصر ودار الإفتاء فى ملف مكافحة الأفكار المتطرفة، وأشاد بإسهاماتنا فى مجال الحوار ونشر السلام فى العالم، التى قال إنه يتابعها عن كثب وباهتمام شديد.
■ هل يتجه العالم إلى صراع حضارات مرة أخرى بعد زيادة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»؟
- فى السنوات الأخيرة زادت وتيرة موجات الإسلاموفوبيا فى الغرب، نتيجة لتشويه الجماعات الإرهابية المتطرفة لسماحة الإسلام والمفاهيم الإسلامية وتبنى تفسيرات مشوهة للنصوص الدينية وتطويعها من أجل تحقيق مكاسب شخصية وسياسية، والسبب الرئيسى وراء العمليات الإرهابية يرجع إلى ظاهرة الإسلاموفوبيا، التى تعتبر المحرك الأساسى للإرهاب، وتزايد وتيرة الإسلاموفوبيا فى الغرب والحركات العدائية ضد الإسلام والمسلمين لا يصب فى مصلحة الدول الغربية بل يزيد من حالة التوتر والعداء ما بين المسلمين الأوروبيين الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوروبى وبين بقية المواطنين، ونحن ننادى بالتعايش السلمى والاعتراف بالأديان الأخرى فهذا دليل التحضر والديمقراطية.
ونحن فى عالمنا العربى والإسلامى نواجه صراعاً حضارياً ودينياً وثقافياً من أطراف عدة تحاول تشويه الإسلام ورموزه ومحاربة المسلمين وإعاقة كل جهد يبذل لتجسير العلاقة بين المسلمين وغيرهم، فكان لا بد لنا أن نواجه ذلك بالبحث والدراسة والتحليل، والتزود بسلاح العلم والمعرفة والبحث العلمى، فهى أدوات لا غنى عنها فى مواجهة الصدامات الثقافية والأزمات الحضارية بين أتباع الديانات المختلفة.
حديث « عصفور» عن المؤسسة الدينية «غير منطقى».. والأزهر يبذل الكثير لتجديد الخطاب الدينى
■ كيف ستواجه دار الإفتاء ظاهرة الإسلاموفوبيا؟
- بالفعل هناك استراتيجية قمنا بوضعها لمواجهة الإسلاموفوبيا، وكذلك لتصحيح صورة الإسلام فى الغرب، حيث وضعنا على رأس أولوياتنا فى دار الإفتاء أن تكثف الدار من نشاطاتها الخارجية لتصحيح صورة الإسلام ومواجهة الإسلاموفوبيا التى زادت وتيرتها مؤخراً، وذلك عبر إطلاق قوافل إفتائية تجوب قارات العالم الخمس، تضم نخبة كبيرة من كبار العلماء لعقد لقاءات مع المسئولين فى دول العالم، وسيتم فى هذه الجولات عقد لقاءات بهدف نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة والرد على شبهات المتطرفين وتفنيدها وإبراز سماحة الإسلام.
■ ولكن أليست فوضى الفتاوى تعد سبباً من أسباب تشويه صورة الإسلام فى الغرب وانتشار الإسلاموفوبيا؟
- صحيح، ولهذا ستقوم دار الإفتاء بتأسيس أول أكاديمية عالمية للتدريب على الفتوى، حيث ستبدأ عملها باستقبال أول وفد من الأئمة فى فرنسا للتدريب على الفتوى، كما ستعقد الدار كذلك فى هذا الإطار مؤتمراً دولياً حول التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد، بهدف تقديم الدعم الشرعى اللازم للأقليات الإسلامية فى الخارج، من أجل نشر صحيح الدين بمنهجية علمية وسطية منضبطة.
الحوادث الإرهابية فى الغرب ترجع إلى غياب العدالة والإنصاف فى حل الصراعات الإقليمية والدولية وازدواجية المعايير
■ توجد دعوات لإلغاء المواد الخاصة بازدراء الأديان فى قانون العقوبات، فما رأيكم؟
- نحن لسنا جهة تشريع فمجلس النواب هو المختص بهذا الأمر ولكن يجب أن تظل الأديان والمقدسات مصانة من أن تطالها الألسنة أو تزدريها، لأن هذا الأمر قد يؤدى إلى الكثير من الأزمات والمشكلات فى المجتمع، فهى تؤجج الفتنة والصراع وتفتح الباب على مصراعيه لكل من أراد أن يمس الأديان بسوء.
■ ولكن ما الحل؟
- يجب أن يكون هناك رادع قانونى لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المقدسات أو التعرض للأديان السماوية بسوء، وفى الغرب هناك قوانين لمناهضة التمييز وتجرم نشر الكراهية فى المجتمعات، ومن أمثلة نشر الكراهية الاعتداء على المقدسات أو التمييز على أساس دينى.
■ الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، يرى أن المؤسسة الدينية غير جادة فى تجديد الخطاب الدينى، وأن الأمر لا يتعدى الشو الإعلامى، فما ردكم؟
- كلام غير منطقى، فالأزهر الشريف بمؤسساته المختلفة بذل ولا يزال يبذل الكثير من أجل تجديد الخطاب الدينى، والأزهر الشريف فى الفترة الماضية أثبت أنه حصن الأمة ويتفاعل مع القضايا الكبرى فى الداخل والخارج، وعقد لجنة لتطوير الخطاب الدينى ولجنة أخرى لتطوير المناهج، وسأتكلم هنا عن دار الإفتاء وما تقوم به من مجهودات فى مواجهة الفكر المتطرف والقضاء على فوضى الفتاوى التى بدأتها بإنشاء مرصد لرصد فتاوى التكفير والرد عليها وتفنيدها، كما قامت الدار بإصدار العديد من الإصدارات المطبوعة والإلكترونية بالعربية والإنجليزية من أجل تصحيح المفاهيم فى الداخل والخارج فضلاً عن موقع الدار الذى يبث بعشر لغات وصفحات التواصل الاجتماعى بالعربية والإنجليزية.
وضعنا استراتيجية لمواجهة الإسلاموفوبيا وتصحيح صورة الإسلام فى الغرب.. وإطلاق قوافل إفتائية تجوب قارات العالم
■ بعد تورط 4 طلاب من الأزهر فى حادث مقتل النائب العام، تم اتهام التعليم الأزهرى بأنه مفرخة للإرهاب والتطرف، فما مدى صحة ذلك؟
- الأزهر الشريف هو المرجعية الأولى للمسلمين فى مصر والعالم أجمع، فهو الحصن الحصين لمصر وللأمة الإسلامية، ودوره ورسالته تتسامى فوق كل الصراعات الحزبية والمصالح الفردية الضيقة، بل هو الحامى من التيارات المتشددة والأفكار الشاذة التى يحملها بعض أفراد المجتمع، كما أنه ما زال حائط الصد المنيع أمام كل محاولات النيل من مصر وشعبها ودورها الإقليمى والعالمى.
وبالطبع هناك بعض المحاولات المستمرة لتشويه صورة الأزهر الشريف لتحقيق مكاسب شخصية أو بسبب بعض الانتماءات التى تسعى ليكون لها الغلبة، ولكن دور الأزهر لا يمكن أن يزايد عليه أحد، كما أن المصريين يدركون طبيعة الدور التاريخى الذى جعل من الأزهر ملاذاً ومرجعية يأوى إليها كل المصريين على اختلاف توجهاتهم، مما جعله من الضمانات الأساسية لوحدتهم على مر التاريخ.
■ كم عدد التقارير التى أصدرها مرصد الإفتاء للفتاوى التكفيرية، وما أخطرها؟
- أصدرنا ما يقرب من 40 تقريراً يرصد ويفند الأفكار والفتاوى التكفيرية ولعل أبرزها رصد التقرير ما يرتكبه تنظيم «داعش» الإرهابى من جرائم بحق المرأة تحت غطاء أوامر الإسلام وأحكامه، بالإضافة إلى تقرير آخر حول المناهج الدراسية لداعش التى يدرسونها للأطفال فى مدارسهم وترسخ للعنف حيث رصد التقرير تلك المناهج وقام بالرد على أهم ما جاء فيها وما يستندون إليه من أدلة وبراهين لشرعنة أفعالهم، التى تخالف حتى أبسط قواعد الإسلام.
■ بم تردون على اتهامات الإخوان ومن على شاكلتهم، بأنكم تساهمون فى إقرار حكم الإعدام على قيادات الإخوان؟
- أكدت أن دار الإفتاء لا تنظر إلى أسماء المتهمين أو صفتهم فى قضايا الإعدام بل ننظر إلى وقائع القضية بغض النظر عن أسماء المتهمين. وفى النهاية فإن رأى المفتى فى قضايا الإعدام يكون استشارياً وغير ملزم لهيئة المحكمة.
■ ما دور المفتى حينما تحال إليه قضية إعدام من محكمة الجنايات؟
- أؤكد لك أن المهام المنوطة بدار الإفتاء عندما يحال إليها ملف القضية تقتصر على إبداء الرأى الشرعى فى حكم الإعدام وفق ما يقدم لها من أوراق فى ملف القضية، فالمفتى ينظر قضايا الإعدام من الناحية الشرعية فقط، بغض النظر عن الأشخاص فى تلك القضية. حيث تحيل محاكم الجنايات وجوباً إلى المفتى القضايا التى ترى بالإجماع وبعد إقفال باب المرافعة وبعد المداولة إنزال عقوبة الإعدام بمقترفيها، وذلك قبل النطق بالحكم تنفيذاً لقانون الإجراءات الجنائية.
■ كيف تتعاملون مع تلك القضايا؟
- بالطبع، أتفحص القضايا المحالة إلىّ من محكمة الجنايات وأدرس أوراقها دراسة مستفيضة حتى أطمئن بشكل تام، فدار الإفتاء فى نظرها لقضايا الإعدام تمثل حلقة مهمة من حلقات المحكمة، لذا يجب عدم الخوض فى أى تفاصيل بشأن القضايا المحالة إليها تحقيقاً لمبادئ العدالة وسيادة القانون.
■ هل هناك جديد فيما يتعلق بأمانة الإفتاء العالمية التى تتولون رئاستها؟
- منذ أن أعلنا عن إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فى شهر نوفمبر الماضى ونحن نعقد اجتماعات مستمرة ودورية من أجل توحيد الخطاب الإفتائى على مستوى دور الإفتاء والهيئات الإفتائية من الأعضاء.
■ هل هناك لقاءات لأمانة الإفتاء العالمية قريباً؟
- نعم، سيتم عقد مؤتمر دورى سنوى يهتم ببحث قضايا الإفتاء سعياً إلى مساعدة الأمة الإسلامية فى ظل التحديات التى تواجهها والتى تسببت فى واقع عصيب تعيشه كثير من بلاد المسلمين على المستوى السياسى والاقتصادى والأمنى والأخلاقى، وسيكون عنوان المؤتمر المقبل: «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للجاليات المسلمة»، كما ستخرج بعض القوافل الإفتائية المشتركة فى عدد من دول العالم، وهناك عدد من المشاريع العلمية التى تعكف الأمانة على بدئها وفق الاستراتيجية التى تم وضعها ستظهر للنور قريباً.
■ كيف تتواصل الأمانة مع الجاليات الإسلامية فى العالم؟
- مؤخراً أنشأت الأمانة موقعاً إلكترونياً بلغات عدة كى يستطيع الوصول لأكبر عدد ممكن من الناس من مختلف البلدان، حيث يستقبل الفتاوى والتساؤلات ويرد عليها كما يعرض أبحاثاً ومقالات تفند الفكر المتطرف وترد عليه.
كما تم إنشاء مجلة باسم «مجلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم» يصدر أول عدد منها فى أبريل الحالى، وهى مجلة فصلية علمية محكمة تصدر بعدة لغات ومتخصصة فى نشر البحوث العلمية من مختلف دول العالم.
■ هل تسعون لضبط فوضى الفتاوى، وهل يمكن التواصل مع البرلمان لإقرار قانون يجرم الإفتاء لكل من هب ودب؟
- كما قلت من قبل نحن لسنا جهة تشريع ومجلس النواب هو المنوط به هذا الأمر، ولكن نحن نؤيد أية قوانين أو إجراءات من شأنها أن تقضى على فوضى الفتاوى وتصدر غير المختصين للإفتاء بغير علم، كما يقع على وسائل الإعلام دور فى هذا الصدد، نحن بحاجة إلى تعاون أجهزة الإعلام فى هذا الأمر بعدم استضافة غير المختصين فى برامجها حتى لا يبثون سمومهم بين الناس، وأن تتيح وسائل الإعلام المجال لأهل التخصص لتصحيح المفاهيم وإرشاد الناس إلى صحيح الدين.
■ هل حسمت الدار الأمر فيما يتعلق بأزمة الطلاق الشفوى؟
- التحقيق فى فتاوى الطلاق الشفوى يتم بمراحل حيث يتم أولاً الاستماع للزوج، فلو تبين عدم الإدراك كطلاق الغضبان الذى لا يملك نفسه نقول بعدم الوقوع، فإذا لم يستطع شيخ الإفتاء أن يصدر له حكماً يرفع لشيخ اسمه مفتى الطلاق، فإن لم يستطع أن يصدر له تشكل له لجنة لبحث الأمر فإن لم يصدر حكم يرفع الأمر للمفتى، وكل هذا للحفاظ على الأسرة والزواج، ونحن فى دار الإفتاء نسعى إلى تصحيح أفعال الناس فى الطلاق، وإيجاد أى مخرج لحالات الطلاق الشفوى حفاظاً على الأسرة.
■ من خلال جولاتكم الخارجية، ما مواطن الداء والدواء فى علاقتنا بالغرب؟
- لاحظنا هجوماً شديداً فى الغرب على الإسلام ومحاولة تصويره على أنه دين يحض على العنف وسفك الدماء وهذا يدل على أن هناك فجوة فكرية بين مجتمعاتنا المسلمة والمجتمعات الغربية.
■ فى ظل ما يحدث حالياً، هل يمكن التقارب مع الجانب الشيعى، فى ظل الأحداث الراهنة؟
- نحن دائماً ما ندعو إلى التقارب والتعايش والتسامح ونبذ الفرقة والخلاف بين الأمم، فمن باب أولى أن نسعى للتقارب مع الشيعة وأن ننبذ المتطرفين والمتشددين من الجانبين حتى نرسخ لخطاب موحد ينبذ التطرف والإرهاب ويحرم سفك الدماء والتقاتل بين أتباع المذاهب المختلفة، وأن نتعاون معاً لنبذ جميع الممارسات الطائفية التى تؤدى إلى زعزعة أمن واستقرار الأوطان.
جهود الدار
40 تقريراً أصدره مرصد الفتاوى التكفيرية بدار الإفتاء لمواجهة الأفكار الشاذة والمتطرفة.
تم إنشاء مجلة باسم «مجلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم» يصدر أول عدد منها فى أبريل الحالى.
الإفتاء تسعى إلى توحيد الخطاب الإفتائى على مستوى دور الإفتاء والهيئات الإفتائية المشاركة فى أمانة الفتوى العالمية.
«الإفتاء» تقرر عقد مؤتمر دورى سنوى يهتم ببحث قضايا الإفتاء سعياً إلى مساعدة الأمة الإسلامية فى ظل التحديات التى تواجهها.
دراسة ظاهرة انضمام الشباب ل«داعش»
دار الإفتاء ستؤسس مركز دراسات استراتيجية يهدف إلى تحليل وتفنيد مزاعم المتطرفين وأفكارهم الشاذة والرد عليها بشكل علمى منضبط، وأيضاً دراسة ظاهرة انضمام الشباب إلى داعش، سواء من دول الشرق أو الغرب، من أجل وضع حلول جذرية تحول دون انجرار الشباب إلى براثن التطرف والإرهاب، وستقوم الدار كذلك بوضع دليل إرشادى باللغات لمعالجة التطرّف، بهدف مساعدة صانعى القرار فى دول العالم للتعامل الأمثل مع الظاهرة وكيفية مواجهتها بطريقة سليمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.