قال الدكتور سمير غطاس عضو مجلس النواب، إن سياسات ائتلاف "دعم مصر" ستؤدي لإسقاط النظام الحالي، وإن تصريحات قيادات الائتلاف حول تطهير مجلس النواب "غير مقبولة". وأكد غطاس، في حواره ل"الوطن"، أن الائتلاف يمارس سياسة تكميم الأفواه، وأصبح أسوء من الحزب الوطني، وأن إسقاط عضوية "عكاشة" أساء لصورة البرلمان أمام العالم وأصبح مشكوكا في شرعيته، وأن تدخل بعض أجهزة الدولة في عمل المجلس أصبح واضحاً لغالبية الأعضاء. ما أزمتك مع ائتلاف دعم مصر؟ - "دعم مصر" يمارس سياسة تكميم الأفواه، وإسكات الناس، والسعي للاغلبية الرقمية هو أمر غير مقبول، والائتلاف بدأ تلك السياسة بطرح ثلاث شخصيات علي رئاسة المجلس والوكيلين، والسعي للسيطرة على البرلمان بوضع صيغة ال25% من الأعضاء لتكوين الائتلافات، كذلك السيطرة علي اللجان العامة، وأنا حريص علي نجاح التجربة الديمقراطية داخل المجلس وأساسها التعديدية وليس الأغلبية الرقمية، لذلك أدعو الائتلاف لفتح المجال لكل النواب ليعبروا عن أرائهم، حتي لا نعود لآلية الحزب الواحد في 2010، وبرلمان الإخوان في 2012، الذين مارسوا الاحتكار السياسي ما أدي لإسقاطهم معاً، وأحذر دعم مصر من الممارسات الاحتكارية، وأرفض تصريح علاء عبدالمنعم بخصوص تطهير المجلس. وماذا قال عبدالمنعم بالتحديد؟ - أكد أن المجلس يطهر نفسه بنفسه وتوفيق عكاشة ليس الحالة الأولي، فما معني هذا الكلام؟، والغريب أن أحداً من قادة الإئتلاف لم يستنكر أو ينفي تلك التصريحات، ما يؤكد أن هناك توافقاً علي ذلك، وهذا عيب لأن الممارسات الإحتكارية التي يقومون بها ستؤدي لكوارث حقيقية، وهذا النموذج سيؤدي للإطاحة بالنظام وإسقاطه، فتلك التصرفات تسيئ للنظام الحاكم، فالبرلمان لديه أزمة كبيرة. وما هي تلك الأزمة؟ - الإجراءات التي حدثت مع عكاشة وضعت شكوك كبيرة حول شرعية البرلمان علي المستوي الدولي، أما علي المستوي الداخلي فمحاولات إحتكار المجلس وإقصاء الأخرين سيؤدي لتراجع شعبية النظام ونحن نحذر من ذلك، فكلنا مع الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي، لكن تصرفات الإئتلاف غريبة جدا، منها مثلا تأييدهم للحكومة، فحكومة شريف إسماعيل لا تصلح ولا تليق بالدولة، فنرغب في حكومة أفضل، ويجب أن ترحل هذه الحكومة، وأطالب السيسي بإقالتها، قبل عرض البرنامج، لكن للأسف غالبية النواب ستعطي فرصة للحكومة لعدة أسباب منها أن الفكر السياسي لدي الاغلبية العظمي من النواب لم يتغير، كذلك حديث الرئيس بأن تلك الحكومة هي حكومته وتحذيره من أن تغييرها سيدخلنا في حالة عبثية، لكنني أري أن بقائها سيؤدي لكوارث علي كل المستويات. برأيك هل "دعم مصر" يُعيد تجربة "أحمد عز وفتحي سرور"؟ - بل ستكون أسوا من تلك التجربة، فمحاولة الإئتلاف إعادة الحزب الوطني القديم "كارثة"، وإسرارهم علي الإستحواذ بحجة الديمقراطية غير مقبول، فالديمقراطية جاءت لنا عبر التاريخ بنماذج سيئة، مثل الزعيم النازى هتلر وحسني مبارك، ومن الممكن أن تأتى بأحد الفاشيين الجدد، فالانتخابات ليست الديمقراطية بل الممارسات. هل صحيح ما تردد حول سعي الإئتلاف إسقاط عضويتك؟ - أنا الوحيد في تاريخ البرلمان الذي تقدم بتنازل طوعي عن الحصانة، لأننى أعتز بثقة الناخب المصري، ولن أبيع تلك الثقة بأي ثمن، فأنا دخلت البرلمان من أجل التغيير، ومستعد لمناظرة قيادات "دعم مصر" في جلسات علنية، فإن كنت مخطئاً فعليهم أن يستنكروا تصريحات متحدثهم الرسمى "عبدالمنعم"، فسكوتهم يعني موافقتهم عليها، فالائتلاف يمارس ديكتاتورية الأغلبية. لماذا رفضت إسقاط عضوية توفيق عكاشة؟ - هناك أخطاء في استخدام اللائحة، وهذا من الناحية الاجرائية، أما الناحية السياسية فالبرلمان اندفع الي فخ معد له مسبقاً وتورط فيه وهو أن يصبح برلمان ضد السلام والديمقراطية، فأصبحت صورة المجلس أمام المجالس الدولية سيئة ومشكوك في شرعيته، وسيؤثر ذلك علي الاستثمارات. هل الدكتور علي عبدالعال يقود المجلس أم "دعم مصر"؟ - الدكتور علي عبدالعال عضو داخل بالإئتلاف، وهناك إنطباع لدي غالبية النواب بأنه يتعمد إعطاء الكلمة لأعضاء دعم مصر، ووعد "عبدالعال" بأن يكون رئيس لكل البرلمان، ونحن نتمني أن يبرهن عملياً علي أنه رئيس كل البرلمان، ونرفض حديث البعض حول الإستقرار، فالديمقراطية هي من تصنع الاستقرار، والكبت يؤدي الي الانفجار، فتجارب الحزب الواحد ستذهب بمصر إلي داهية كبري، وعلي دعم مصر أن يتعلموا الدرس من تجربة مبارك والاخوان. وهل صحيح ما تردد حول تدخل بعض أجهزة الدولة في عمل المجلس؟ هذه رؤية بعض أعضاء المجلس، ومصطفي بكري اشتكى من قبل من تدخل تلك الأجهزة في مساندة ائتلاف "دعم مصر"، كذلك نجيب ساويرس تحدث حول التدخل فى تشكيل قوائم الإئتلاف قبل الانتخابات، لكن ليس لدي تأكيد علي ذلك، لكن الإتجاه العام يؤشر علي ذلك، وحديث الدكتور علي عبدالعال حول الدولة العميقة، قالوا عنه "زلة لسان"، لكنني أري أن ثقافة رئيس المجلس وكثير من النواب هى نتاج خبرتهم في العمل مع نظام مبارك.
