لو قرأنا تاريخ سلسال العثمانلية القديم، نكتشف أن الأخ «إردوغان» ده غلبان وخايب، وإن كان يحمل نفس الجينات العثمانلى.. الغدر والخيانة والرشوة.. نبدأ بالجد الأكبر السلطان «سليم الأول».. أبوه كان اسمه السلطان «بايزيد» الثانى خلّف ثلاثة أبناء، الأول «كركود» وده كان عاقل محب للعلوم والأدب والعلماء والأدباء، والثانى «أحمد»، وراخر كان محبوب من الأمراء والأعيان وعاقل ورزين والثالث بقى كان «سليم» ده بقى كان غاوى حروب وغزوات ولذلك التفت حوله فرق الجند الإنكشارية الأتراك، وأحبته، وكانت تطيعه لأن الحروب والغزوات كانت مصدر رزقهم غير المكافآت والغنائم.. ولّى السلطان «بايزيد» الثانى أولاده الثلاثة، كل واحد ولاية: «سليم» لم يقبل المنصب، وأرسل لأبيه يطلب ولاية أكبر من ولايات السلطان فى أوروبا.. بايزيد غضب ورفض.. كبرت فى دماغ «سليم» وسار فى جيش من التتار لقتال أبيه وبالغ فى الاستعداء لإشعال معركة، فخاف الأب وولاه على مدينتين فى أوروبا، ولكنه بعد شهور قليلة تحرك إلى مدينة «أدرنة» بالقرب من القسطنطينية، ونادى بنفسه سلطاناً عليها.. غضب الأب وأرسل جيشاً لإخضاعه وبالفعل هزم سليم وفر هارباً ولكن قامت طوائف الجند الإنكشارية، وتجمعت وتجمهرت، وطالبت السلطان بالعفو عن «سليم» وأخذوا يهددون السلطان، فاضطر إلى إرسال فرمان الرضا لسليم، وفرمان الولاية مرة أخرى، ولكن سليم قرر دخول القسطنطينية، عاصمة الخلافة وسار مع جنوده الإنكشارية، حتى قصد والده السلطان «بايزيد»، وأرسل له أن يخلع نفسه، ويتنازل لولده «سليم» عن الملك، فخاف السلطان من الفتنة وخلع نفسه فى عام 1512، وسافر إلى مدينة بعيدة، لكن «سليم» أرسل له من دس السم فى طعامه وقتله وبايعته طوائف الجند خليفة وسلطاناً، فأسرع بالقبض على أخويه أحمد وكركود وقتلهما ومثل بجثتيهما. وعندما قرر جد إردوغان الأكبر «سليم الأول» غزو مصر أرسل للسلطان «قنصوة الغورى» يتهمه بأنه يؤوى عنده العصاة والفارين من السلطنة، ففهم الغورى نيته، وجرّد جيشه والتقى الجيشان فى «مرج دابق» شمال حلب 1516، ولجأ سليم إلى سلاح الأتراك الأشهر واشترى رجل الغورى المقرب «خاير بك»، وخسر الغورى الحرب بالخيانة وسقط من فوق جواده مشلولاً، وزحف سليم إلى مصر ومعه «خاير بك»، واللطيف فى الموضوع أنه كان يناديه «خاين بك».. فى العباسية قابله آخر السلاطين المماليك المحترمين «طومان باى» ورغم هزيمته فى الريدانية، فإنه شن عليه عدة معارك حتى هزم فى آخرها، وهرب إلى قرية بها أصدقاء أوفياء له، وبعد قليل ذهب إليه الشيخ حسن مرعى، ودعاه وألح فى الدعوة بأن ينزل عليه ضيفاً.. فلبى طومان باى الدعوة وفور وصوله، طلب مصحفاً، ووضعه بين يدى الشيخ حسن مرعى، واستحلفه على الوفاء وعدم الخيانة، فحلف على المصحف ثلاثاً، وفى صباح اليوم التالى كانت جنود «سليم» تحاصر المكان وساروا به إلى القاهرة وشُنق على باب زويلة.. كان هذا الرجل سليم الأول، هو الجد الأكبر لإردوغان.. الجد الأصغر كان السلطان محمود «1806»، الذى اضطر آسفاً إلى قبول تولية محمد على بناء على رغبة الشعب المصرى، فقرر إرسال والٍ آخر بعد عام يدعى «موسى باشا»، ومعه القبطان باشا، قائد الأسطول ومعهما صك ولاية محمد على على «تسالونيك».. وكان هناك وعد برشوة محترمة من المماليك للسلطان محمود، والصدر الأعظم «الوزير»، والقبطان باشا من أجل إزاحة محمد على وإرجاع المماليك مرة أخرى. وحاول مندوب الصدر الأعظم أن يجمع الرشوة من المماليك، ولكنهم اختلفوا على دفع الأموال، وكان كل منهم يخشى الآخر.. فاضطر مندوب الصدر الأعظم لأن يذهب لمحمد على، الذى جمع الأموال من جنوده الألبان وقال قوله الشهير: «إن الأتراك يبيعون أنفسهم لمن يدفع، وأنا سأدفع» وقد كان، ودفع لهم ضعف ما كان سيدفعه المماليك، وكان المبلغ أربعة آلاف كيس، وكان هذا هو ثمن بقاء محمد على فى حكم مصر.. أما الرشوة الأكبر والأشهر فقد كانت فى أيام الخديو إسماعيل، الذى قدم للسلطان عبدالعزيز أربعة ملايين جنيه من أجل تغيير قانون وراثة عرش مصر ليكون الحكم للأكبر من أبناء إسماعيل بدلاً من أن يكون الأكبر من أبناء محمد على، ومع هذه الرشوة المادية أركبه القطار لأول مرة فى حياته من الإسكندرية إلى القاهرة، وفتح شارعاً من عابدين للعتبة، وسماه على اسمه، وهو «شارع عبدالعزيز». والحقيقة أنه لو قرأنا «لستة» بأسماء السلاطين العثمانلية لوجدنا أن نسبة لا تكاد تكون العشر منهم من ماتوا موتاً طبيعياً، والباقى منهم مات مقتولاً حتى من الأخ ومن الأب.. لذلك تجدون أن إردوغان عقله على قده بالنسبة لأجداده، فقد تخيل أن الإخوان سوف يقدمون له مصر ولاية ضمن ولايات السلطنة الإردوغانية المقبلة، والتى سوف تتوسع على حساب الأكراد والعراق وسوريا، فذهب للإخوة المخلصين الذين يشبهونه جداً قطر وإسرائيل والناتو ليساعدوه.. تصدقوا غلبان غلب إردوغان ده.