انتعش أداء الأسهم المصرية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وسط حالة من التفاؤل التي تسود بين أوساط المستثمرين، على خلفية تواصل إعلان أنباء إيجابية متعلقة بالشركات والاقتصاد، يصاحبها هدوء في الأجواء السياسية مع اقتراب نجاح إجراءات الاستفتاء على مشروع الدستور، والذي يُقبل على مرحلته الثانية والأخيرة غدا؛ ما قد يخلق مزيدا من الاستقرار ويتيح الفرصة لإعادة بناء مؤسسات الدولة والتفرغ لمشكلات البلاد الاقتصادية. وحقق رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة مكاسب أسبوعية تقدر بنحو 13.8 مليار جنيه، ليصل إلى 374 مليار جنيه مقابل 360.2 مليار جنيه في الأسبوع السابق. وقفز مؤشر البورصة الرئيسي "إيجي إكس 30"، بنسبة 5.4% خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى 5443 نقطة، وهو أعلى مستوى له خلال شهر، كما ارتفع مؤشر "إيجي إكس 70" للأسهم الصغيرة والمتوسطة بما نسبته 5.2%، مسجلا 487.69 نقطة، وزاد مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 4.7%، لينهي الأسبوع عند مستوى 810 نقاط. وبلغ إجمالي قيمة التداول خلال الأسبوع الماضي بنحو 3.6 مليار جنيه، في حين بلغت كمية التداول نحو 816 مليون ورقة مالية منفذه من خلال 140 ألف صفقة بيع وشراء. وقال وسطاء بالسوق إن إعلان بنك الإماراتدبي الوطني عن توصله لاتفاق للاستحواذ على بنك "بي إن بي باريبا مصر"، بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار، عزز من ثقة المستثمرين في السوق المصرية في أخر جلسات الأسبوع، خاصة أنه قد سبق هذه الصفقة إعلان بنك قطر الوطني توصله أيضا لاتفاق للاستحواذ على البنك الأهلي سوسيتيه جنرال مصر، بقيمة 15.8 مليار جنيه. وأوضحت مروة حامد، محللة أسواق المال، أن مثل هذه الصفقات وتعددها، خاصة وأن هناك صفقة أخرى مرتقبة على شركة هيرميس تتجاوز قيمتها أيضا 3 مليارات جنيه، تؤكد أن رؤية المستثمرين الأجانب للاقتصاد المصري أكثر إيجابية مما نتوقع نحن كمصريين. وأضافت أنه لولا التفاؤل بمستقبل مصر الاقتصادي، ما جاءت هذه الشركات والبنوك الكبرى إلى السوق المصرية في ظل هذه الأجواء، لافتة إلى أن أغلب التوقعات تشير إلى أن عام 2013 سيكون أكثر استقرارا وتفاؤلا، ما ينعكس على أداء سوق الأسهم بشكل كبير. وأشارت إلى أن السوق يشهد عمليات شراء استباقية بكثافة كبيرة منذ أسابيع، خاصة من قبل مستثمرين أجانب وعرب على الأسهم المصرية سواء في قطاعات الشركات الكبرى والقيادية أو حتى أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة. وبدوره، يرى الدكتور معتصم الشهيدي، محلل أسواق المال، أن نجاح المرحلة الأولى من الاستفتاء والاتجاه لموافقة الأغلبية على الدستور الجديد، عزز من قدرة السوق على مواصلة الصعود وخلق حافزا شرائيا لدى المستثمرين، خاصة أن صوت المعارضة عدل عن منهج العنف والتظاهرات في الشارع والتي كانت تربك المستثمرين. ولفت إلى أن مصر تشهد تحركا نحو الاستقرار النسبي على الصعيد السياسي، وإن كان هذا الاستقرار يسير ببطء، إلا أنه يبدو أن المستثمرين والمؤسسات المالية الأجنبية تلمسه بشكل أكبر، وهو ما يدفعها لشراء الأسهم بالبورصة المصرية. وذكر تقرير البورصة المصرية الأسبوعي أن تعاملات المصريين خلال الأسبوع الماضي بلغت 79.4% مقابل 12.47% للأجانب و8.13% للعرب، وسجل الأجانب صافي شراء خلال الأسبوع قدره 31 مليون جنيه، بينما سجل العرب صافي شراء قدره 82 مليون جنيه. واستحوذت المؤسسات على 40.5% من تعاملات السوق، بينما ذهبت بقية التعاملات إلى المستثمرين الأفراد بنسبة 59.5%، وسجلت تعاملات المؤسسات صافي شراء 75 مليون جنيه، بعد استبعاد الصفقات.
