"سعت 1405" مصطلح عسكري يعنى الساعة الثانية ظهرا، في هذه الساعة يوم السادس من أكتوبر عام 1973، عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس في إطار العملية "بدر" لتحرير الأرض، وفي الإطار نفسه إجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة في مركز عشرة عمليات تتابع الموقف عن كثب ومتابعة للبيانات العسكرية التي تصدر عن الإذاعة المصرية وحتى إعلان البيان 7 عبور قواتنا المسلحة خط بارليف والوقوف على خط المواجهة، بدأت أسلحة القوات المسلحة المختلفة كلا يعمل في مهامه المجهزة مسبقا وكان للضربة الجوية أثرها الفعلي في تدمير أكثر من 80% من الأهداف المحددة لها، بينما كانت قوات الصاعقة عبرت القناة ودخلت في عمق الأراضي التي إستولى عليها العدو إلى ما يقرب من 70 : 80 كيلو. كان ل "الوادي" شرف تنظيم ندوة مع أبطال حرب أكتوبر المجيدة وكان الضيوف هم: اللواء طيار متقاعد/ محمد زكي عكاشة اللواء طيارمتقاعد/ سمير عزيز اللواء متقاعد/ نبيل أبو النجا ووفد من الإئتلاف العام للعسكريين المتقاعدين. بدأت الندوة بكلمة لرئيس التحرير "عماد السيد" الذي أكد على أن مصر في حاجة ماسة إلى أن تتعرف أكثر إلى ما يدور داخل الجيش المصري في إطار ما يرفع من شأنها لدى العامة. بينما جاء حديث اللواء محمد زكي عكاشة الذي أشار في بدايته إلى أن الحديث عن حرب أكتوبر يحتاج إلى كثير من الوقت، مؤكدا حرصه على مقولة أن الشباب هم الأمل، وثقته في الشباب لا حدود لها، وهذا ليس عن عاطفة منه ولكنه عن تجربة واقعية، وفي إطار الفكاهة أشار أن "أهل الكهف" مثلهم، ليس لهم دور إلا الخبرة والمشورة، وأن الأمر موكل كله للشباب، متذكرا معركة رأس العش، والأبطال بها مثل الملازم خليل جمعة والذى كان من أصغر الضباط بها، حيث أنه تخرج في مايو والمعركة حدثت بين 30 يونيو و 1 يوليو، وأيضا هناك أبطال مثل علام الزهيري وفتحي عبد الله. وأضاف زكي أن حرب أكتوبر من أعظم حروب التاريخ متذكرا المهندسين العظام الذين تغلبوا على خط بارليف، قائلا "المصرين دول جبابرة"، لأن الحديث عن خط بارليف مهما بلغ مدى وصفه، فلن يتخيله أحد، لأنه كان يعتبر كالقلعة المحصنة. وعن حرب أكتوبر قال زكي "أؤكد أنها لم تبدأ يوم السادس من أكتوبر، ولكن ألوم الإعلام الذي إختزل حرب أكتوبر في الضربة الجوية، واختذل الضربة الجوية في حسني مبارك الرئيس السابق، وهو ما حدث في عهد الرئيس السادات، حيث اختذل الإعلام الحرب في قرار السادات، والضربة الجوية الأولى بدأت يوم 11 يونيو 1967، والناس وقتها تمسكت ب "عبد الناصر" الرمز وليس عبد الناصر الشخص. وأشار إلى أن "جمال عبد الناصر" أخذ أعظم قرار في حياته بعد النكسة وهو العودة إلى أهل الكفاءة وليس أهل الثقة، و"عبد الناصر" كان لديه "هوس" أن يقوم شخصا ضده بثورة مثلما فعل، ولذا كان يعتمد على أهل الثقة، مما اضطر الجيش لأن يحدث فيه ما حدث في نكسة يونيو، ولكن بعد النكسة جاء بالفريق محمد فوزي قائدا للجيش وبالفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان، وكان الناس حينها يظلون في الجيش لمدد تتجاوز ال "7" سنوات. وفي مقارنة بين حال القوات الجوية قبل وبعد عام 1967، أكد اللواء "محمد زكي عكاشة"، أن القوات الجوية كانت قبل عام 1967 تتدرب من 5 – 7 ساعات شهريا وكلها تدريبات "كلاسيكية" لا ترقى لمستوى الحرب. وبعد عام 1967 وصلت التدريبات إلى أكثر من 20 ساعة شهريا وأصبحنا في حالة حرب فعليا وكان التدريب في طريق أننا سنحارب لنستشهد. وتابع "لا ننكر دور القادة العسكريين ومنهم الفريق "محمد حسني مبارك"، لأن حرب أكتوبر شاركت فيها مصر كلها. وأتذكر هنا جيدا "الدشم" وهي اختراع مصري أصيل، وهي الأماكن التي تختبء بها الطائرات، وكانت بطول 20 مترا وإرتفاع 15 مترا وحوائط خراسانية بسمك متر ونصف المتر، وكانت الطائرات تختبئ بها لا يراها أحد. وعن دور المدن المصرية أشار "عكاشة" إلى أن هناك ثلاث مدن هجر أهلها بيوتهم لمدة 7 سنوات هي بورسعيد والإسماعيلية والسويس ورغم معاناتهم، وقفوا مع الحرب وشاركوا بها. يذكر أن اللواء محمد زكي عكاشة هو قائد السرب 62 ميج في حرب الإستنزاف، والمشاركين في السرب 69 ميراج في حرب أكتوبر 1973. وفي حديثه في ندوة الوادي، أكد اللواء "سمير عزيز" أحد أبطال القوات الجوية في حرب أكتوبر، أشار في بداية حديثه قائلا، لقد كانت مهمتي هي حماية الطائرات في حرب 1973 بما يشبه المظلة، فوق قناة السويس ولقد جاء كتاب من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى البيت بعد انتهاء الحرب منذ 15 سنة والذي وضع بالتنسيق مع المخابرات العامة المصرية، وكتبوا عن أبطال حرب أكتوبر، وللأسف كتبوا "سمير عزيز المسيحي"، ورفضت هذه التسمية وأكدت لهم حين مقابلتهم أني "سمير عزيز المصري". وتابع عزيز "لقد شاركت في الحرب بصفتي ضابطا في القوات الجوية وأسقطت ثلاث طائرات، مؤكدا أن إسرائيل أكثر "جبنا" في الحرب، ويعتمدون على التجمعات في الحرب، متخيلا شعوره وقت العبور بأنه كان يريد أن "يزغرد" لأن انتظار العبور كان شعورا يراودهم دائما. فيما أشار بطل الصاعقة المصرية اللواء "نبيل أبو النجا" في حديثه ل "الوادي" قائلا أنه يقدم تحية إعزاز وتقدير للشهداء الذين دفعوا الدم لتعود أرض مصر، طالبا من الحضور وقوف بدقيقة حداد وهو ما حدث. قائلا لقد عشت النكسة بمرارتها، فلقد رجعت لوالدتي، التي استقبلتني بفتور قائلة "خسرت البطن اللي جابتك، الصهاينة خدوا أرضك" وحينها أخذت شنطتي ورجعت مرة أخرى إلى مدرسة الصاعقة في إنشاص. لقد كنا نتشاجر مع بعض في الكتيبة لمن يقوم بعملية اليوم، وكنت أسألة نفسي دائما كيف أني فلاح وأنام والصهاينة دايسين على أرضي، متذكرا موقف حدث معه،أن والدته جاءت تسأل عنه بعد 18 شهر قضاها في الجيش من 8 مارس 1969 إلى 1970، وجاءت لتعلم فقط هل استشهد أم لا؟. وأضاف "أبو النجا" الضربة الجوية هي مفتاح النصر، مؤكدا أنه طالب بمناظرة علمية مع الجانب الإسرائيلي، فيما نسب إلى حرب أكتوبر. وتحدث عن العملية التي قام بها لمحاولة الإمداد وتحقيق الإتصال مع لواء مدرع للجيش المصري، وأشار أنهم قاموا بها أكثر من خمس مرات وفشلت العملية، وأخيرا في المحاولة السادسة اقترح اللواء نبيل شكري قائد قوات الصاعقة المصرية في حرب أكتوبر أن تخرج في هيئة بدو على جمال وهو ما حدث وحينها نجحت العملية. وفى حديثة فى ندوة "الوادى" أكد الرائد سمير نوح أحد أبطال المجموعة 39 قتال، أن الشباب يجب ألا ينسى العداء الإسرائيلى لمصر، فهؤلاء هم من أتوا بأسرى حرب 67 ومروا عليهم بالدبابات، قائلاً "لقد ارتوت سيناء بدم شهداء مصر" ويجب أن نحافظ عليها، مضيفاً أن "الجنود والصف ضباط هم وقود المعركة"، وتذكر قصة المجند أحمد مطاوع الذى عاد للجيش مره أخرى بعد خروجه وأستشهد فى حرب السادس من أكتوبر. وأشار نوح إلى أن أن فرقته قامت بأسر أول إسرائيلى فى الحرب وهو "يعقوب روينه" لكنه توفى بعد عبور القناة بثلث ساعة، ولقد وقع الاختيار على المجموعة "39" قتال للأخذ بثأر الفريق عبدالمنعم رياض و16 شهيد توفوا معه فى نفس اليوم، ولقد عبرت المجموعة 39 قتال القناة ودمرت دبابتين وتم تصفية موقع لسان التمساح الذى خرجت منه القذيفة التى أصابت الفريق وجنوده وتم وقتها قتل 44 ضابط وجندى إسرائيلي. فيما جاءت كلمة اللواء محمد كشك رئيس الإئتلاف العام للعسكريين المتقاعدين والذى أكد على شكره للقادة والحضور وطالب الجميع أن يشعروا بقيمة الوطن وأنه يعرفوا قصص الأبطال فى حرب أكتوبر. وتحدث الحضور عن ثغرة الدفرسوار وأشاروا أن إسرائيل تحاول التقليل من حرب أكتوبر ببث مثل هذه الأكاذيب عن الثغرة التى قضى عليها الجيش المصري فى حينها. جدير بالذكر أن الندوة شهدت العديد من النقاشات السياسية كان طرفها العميد سمير راغب المنسق العام لائتلاف العسكريين المتقاعدين, والعقيد أيمن فوزي المتحدث الإعلامي للائتلاف, وبين عدد من الحضور حول دور الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى حرب 1973.