فى الوقت الذى ظهرت فيه العديد من التحالفات الانتخابية والسياسية، بهدف جمع شمل القوى المدنية في مواجهة تيارات الإسلام السياسي، توحدت قوى اليسار من خلال التحالف الديمقراطي الثوري الذى يضم 10 حركات وأحزاب سياسية يسارية، وفيما تتباين قوة كل حزب على الساحة السياسية، اتجه التحالف الديمقراطي الثوري إلى الدخول فى تحالف انتخابى موسع هو جبهة "الوطنية المصرية" التى تضم عددًا من الأحزاب المدنية، فيما يرى البعض أن دخول تحالف اليسار، الجبهة قد يؤثر فى فرص الجبهة أثناء الانتخابات المقبلة، نتيجة لضعف الوزن النسبي لبعض القوى المشكلة للتحالف الديمقراطي. فى الوقت ذاته، أكد الدكتور أحمد دراج، أحد مؤسسى حزب "الدستور" أن كل تيار يرى أنه الأقوى على الساحة، فيما يتريث حزب الدستور قبل اتمام التحالف مع باقى أحزاب الجبهة الوطنية المصرية، حتى يرى وزن وحجم كل حزب ومدى قبول المواطنين له فى الشارع، وتابع: "لا نريد الدخول فى تحالفات إلا من خلال خريطة واضحة". وقال أحمد بهاء شعبان، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكي المصري، وأحد مؤسسى التحالف الديمقراطى الثوري إن قيمة التحالف تتمثل فى جمعه قوى اليسار المصري التي لها تأثير قوى وفعال فى الحياة السياسية المصرية، على الرغم من ضعف تواجدها فى الشارع. أوضح شعبان أن اليسار المصري هو الذى دعا إلى مظاهرات اغسطس و 22 سبتمبر التى كان لها تأثيرها فى الساحة السياسية فى الفترة الماضية، مشيرا إلى أن بعض الأحزاب اليسارية التى لها تواجدها فى الساحة السياسية هى المؤسسة للتحالف مثل حزب التجمع و الحزب الاشتراكى المصرى و حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، بالإضافة إلى تواجد شخصيات لها مصداقيتها و حضورها فى الشارع مثل كمال خليل و كريمة الحفناوى و غيرهما، مضيفا أن هناك عددًا من الاحزاب ذات التوجهات السياسية المختلفة كانت ممثلة فى البرلمان بمقعد واحد و لكنها كانت ذات تأثير و تواجد فى الساحة السياسية المصرية. وأشار شعبان إلى أن التعامل مع الكتلة غير مقبول، لأن بعض مؤسسى التحالف الديمقراطى الثورى لهم حضور و تواجد اكبر بكثير من قيادات احزاب اخرى تدعى انها كبرى، موضحا أن الجبهة رحبت بانضمام التحالف الديمقراطي الثوري، نافيا أن يؤثر هذا الانضمام بالسلب على الجبهة الوطنية. من جانبه، استبعد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، نجاح التحالف بين أحزاب "الدستور، والمصري الديمقراطي، ومصر الحرية، والكرامة، والتحالف الشعبي، والاشتراكي المصري، نتيجة لاختلاف الأيدولوجيات السياسية المشكلة له، بسبب وجود تيار قومي، ويساري، وليبرالي داخل التحالف. أضاف اللاوندي أن هذا التحالف إذا استمر، فسوف يؤثر فى الحياة السياسية فى المرحلة المقبلة، كما يؤثر فى قرارات حزب الأغلبية وسياساته. وتابع بالقول: "على الرغم من أن هذا التحالف الانتخابى قد لا يشكل أغلبية برلمانية خلال الانتخابات التشريعية القادمة لكنه سوف يمارس دورًا هامًا للغاية فى قلب كافة موازين القوى و تغيير خارطة مصر السياسية فى المرحلة القادمة".