اتجاه عام لدى القوى المدنية للإنسحاب من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لسبب أو لاخر ووصل الامر لتشكيل لجان للضغط على اعضاء الجمعية التأسيسية من ممثلى القوى المدنية للخروج بشكل جماعى من التأسيسية بهدف اسقاطها نتيجة الاعتراض على التشكيل الذى تراه تلك القوى بانه غير متوازن، قابل ذلك الاتجاه العام انحراف عن المسار من قبل بعض الشخصيات العامة المحتسبة على القوى المدنية والتي فضلت العودة الى عضوية الجمعية التأسيسية مرة أخرى بحجة الإطلاع على سير عملية وضع دستور مصر ما بعد الثورة و على رأس تلك الشخصيات الدكتور جابر نصار الفقيه الدستوري الذي أكد أكثر من مرة على ان تشكيل التأسيسية الحالى غير متوازن و مرفوض فى مفارقة غريبة و كذلك الدكتور عبدالجليل مصطفى المنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير الذى جاء موقفه ليثير العديد من علامات الاستفهام بين القوى المدنية. وأبدى أحمد بهاء الدين شعبان منسق عام الجمعية الوطنية للتغيير و وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى تعجبه من قرار نصار و عبد الجليل و اخرين العودة الى عضوية الجمعية التأسيسية، وأكد شعبان على احترامه لجميع الشخصيات التي قرررت العودة للتأسيسية، مشيراً الى أنها خطوة غير موفقة و خاطئة لان الجمعية التأسيسية الآن قاربت على الانتهاء من وضع الدستور والحجج التي استخدمها العائدون إلى التأسيسية غير مبررة و لا وقت الآن لتغيير أو تعديل المسار . وأكد شعبان انه مشفق عليهم لانهم سيتحملون وزر دستور جرى سلقه بعيد عن الاعين، ارى انها خطوة لن تفيد لا فى وضع دستور افضل او طمئنة المجتمع المصرى او حتى مقاومة الجمعية لكنها تخصم من رصيد شخصيات مهمة كنا نتمنى الا تنزلق الى ذلك الفخ خاصة من قرب انسحاب العديد من القوى المدنية من التأسيسية. ومن جانبه قال عبد الغفار شكر وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى و نائب المجلس القومى لحقوق الانسان ان الشخصيات التى قررت العودة لعضوية التأسيسية شخصيات وطينة يكن لها كل الاحترام و التقدير ,مضيفا بان تلك الشخصيات رأت انها تستطيع تعديل مسار الجمعية التأسيسية بالعودة الى و عدم الاكتفاء بالانسحاب و المقاطعة. و اشار شكر الى انه فى حالة عدم وجود استجابة من قبل الجمعية التأسيسية فانه على يقين بان تلك الشخصيات سوف تعلن عن انسحابها من عضوية الجمعية كما فعلت فى المرة الاولى، موضحا ان عودتهم كانت لوضع دستور يعبر عن جموع الشعب المصرى كما كان انسحابهم لنفس السبب. واكد أحمد حرارة أحد وكلاء مؤسسى حزب الدستور على انه يعترض على المسودات الاولية التى وضعتها الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، مشيرا الى انها لا تعبر عن مصر ما بعد الثورة و لا يليق بالمكتسبات التى انتزعها الشعب المصرى فى اعقاب ثورة يناير المجيدة. وشدد حرارة على احترامه لكافة الشخصيات التى اعلنت عودتها الى التأسيسية، معتبرا ان لديهم اسباب دفعتهم للعودة يجب احترامها و فى حالة عدم تحقيقها فان الانسحاب من التأسيسية مرة اخرى هو الاقرب. وكان عبدالجليل مصطفى المنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير قد قال فى تصريحات سابقة ل"الوادى" بان عودة الاربعة الى التأسيسية جاء نتيجة رغبتهم فى تعديل المسار الخاطئ الذى اتخذته حتى الآن، مشيرا الى ان الشعب المصرى قلل مما يحدث في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الان لذلك كان من واجبهم العودة الى اداء دورهم. الجدير بالذكر ان كلا من الفقيه الدستوري الدكتور جابر جاد نصار، والدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير، والدكتورة سعاد كامل رزق، والدكتور سمير مرقص مساعد رئيس الجمهورية للتحول الديمقراطى، المنسحبون من الجمعية التأسيسية للدستور، قد اعلنوا العودة لعضوية التأسيسية بعدما انسحبوا من التشكيل الثانى للجمعية اعتراضا على عدم توازنها و سيطرة تيار الاسلام السياسى عليها.