كتب - محمد رفعت وربيع السعدنى ومعتز الجمل ومحمد نصر وريهام بهاء "خير وسيلة للدفاع الهجوم".. هذا هو لسان حال المشاركين في مؤتمر تدشين "التيار الثالث" في ميدان عابدين، خاصة بعد تصريحات هجومية شديدة من قبل أعضاءه ومؤيديه ومؤسسيه وعلي رأسهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي علي جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي ومكتب الإرشاد. فى خطوة مهمة وتطور كبير فى الخريطة السياسية المصرية تم تدشين التيار الشعبي الثالث مساء أمس الجمعة الذى يمثل المعارضة المصرية بمختلف القوى الوطنية برئاسة المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحى والذى يتكون من 25 حزب وحركة وكيان سياسي، وبمشاركة نحو 5000 مؤيد وكثير من الرموزالوطنية والسياسية واليسارية والثورية والفنية على الساحة المصرية. تجمع الآلاف من أعضاء التيار الشعبى المصرى، امس بميدان التحرير، ونظموا مسيرات إنطلقت من التحرير إلى ميدان عابدين بقيادة حمدين صباحى، ذلك الميدان الذي شهد العديد من الأحداث السياسية البارزة في تاريخ مصر، مثل وقفة عرابي عام 1879، والكثير من المظاهرات المطالبة بالحقوق الدستورية والسياسية منذ عهد الملكية حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952. ورفع المشاركون فى المسيرات لافتات مكتوبا عليها التيار الشعبى المصري، وصور حمدين صباحي ورمز النسر الذى شارك به الانتخابات الرئاسية الماضية، متجهين إلى ميدان طلعت حرب ومنه إلى ميدان عابدين، للمشاركة فى المؤتمر الشعبي الأول للتيار فى الميدان. ومن أبرز الشعارات التى رفعها المشاركون "شمال يمين كلنا مع حمدين التحرير بيقول الاخوان فلول، يسقط يسقط حكم المرشد، بيع بيع الثورة يا بديع، التيار الشعبي طالع طالع.. من البيوت والمصانع". ومع الساعات الأولي لتدشين الحزب منع القائمون علي مؤتمر التيار الشعبي بميدان عابدين مساء أمس الصحفيين غير النقابيين من الدخول إلي المنصة الرئيسية قبل ساعات من بدء تدشين ذلك التيار في ميدان عابدين، فضلا عن منع شباب التيار الشعبي من الحديث لوسائل الإعلام. في المقابل كانت هناك سيارتي أمن مركزي حول الميدان الذي شهد حضور ما يقرب من ألفي مؤيد لحمدين صباحي زعيم التيار الشعبي. وقد شهد المؤتمر حضور الكثير من الرموز الوطنية السياسية والثورية والناصرية والفنية والصحفية والإعلامية بداية من المناضل اليساري كمال خليل، خالد تليمه، كمال أبو عيطة، شريهان، حمدي قنديل، والدة خالدة سعيد، أحمد دومة، يوسف الحسيني، احمد عبدالعزيز، بسمة، سميرة احمد، اسعاد يونس، كريمة الحفناوي، سلوي محمد علي، جورج اسحاق، ضياء رشوان". بالإضافة إلي عمرو حمزاوي، أحمد دراج، فريدة الشوباشي، محمد أبو الغار، خالد يوسف، مصطفي الجندي، جمال زهران، أحمد بهاء الدين شعبان، ياسر رزق، فروس عبدالحميد" وغيرهما من الشخصيات العامة الذين اصروا علي الحضور فى تدشين وميلاد ذلك الكيان الجديد وعبروا عن فرحتهم الكبيرة به، مشيرين الى انه يعد قطارا معتدلا للمعارضة الحرة وأنه وليد الثورة الذى سيحقق أهدافها ومبادئها. كما تجمعت في الميدان كلا من أحزاب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومصر الحرية، والمساواة والتنمية، والتحالف الشعبي، والعدل، والكرامة والاشتراكي المصري، والشيوعي المصري، والجمعية الوطنية للتغيير، وحملتي صباحي وخالد علي، وجبهة الإبداع، واتحاد المنظمات النسوية. بداية تحدث حمدين صباحي، وكيل مؤسسي حزب التيار الشعبي في جموع الحاضرين قائلاً: "يشرفنى من ميدان عابدين كواحد منكم جندى تحت قيادتكم أن أعلن باسمنا نحن المصريون المؤمنون بربنا بالله وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله، المؤمنون بوطننا وشعبنا بفلاحيه وصياديه وعامليه ومسلميه وأقباطه وحضريين وريفيين برجاله ونسائه وشيبه وشبابه لا نميز بين أحد منهم. وتابع: نعلن بإسمنا جميعا نحن المصريون، أحفاد ثورة 1919 وأبناء ثورة يوليو وجنود ثورة يناير تأسيس " التيار الشعبى المصرى". واللافت أن القس يوحنا افتتح كلمته القصيرة في مؤتمر التيار الشعبي بآية من القرآن الكريم يقول الله تعالي "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". بينما قال أحد مصابي الثورة الحاضرين للمؤتمر على كرسي متحرك باكيا: "حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا مرسي، مصابي الثورة بيموتوا بدون ما حد يسأل فيهم". فيما أوصي القيادي بحركة كفاية جورج إسحاق اعضاء التيار الثالث بأنهم طول ما هم متوحدين سوياً فإن مصر لن تُسرق، مطالباً بلجنة تأسيسية جديدة وانتخابات رئاسية جديدة بموجب الدستور الجديد". وأوضح ضياء رشوان، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن التيار الشعبى يهدف بالأساس إلى تجميع رموز الحركة الوطنية المصرية بدلاً من إستئثار حزب أو جماعة بالسلطة. وأشار رشوان خلال مشاركته بالمؤتمر أن اسم "التيار الشعبى" يعبر عن أيدلوجية الشعب المصرى إذ يهدف إلى تحقيق أهداف الثورة التى خرج من أجلها المصريين فى 25 يناير. وعن تقييم رشوان لأداء الرئيس محمد مرسى فى الفترة الماضية، أكد أن مرسى مازال عضواً بجماعة الإخوان المسلمين وهو ينفذ سياسة الجماعة، مشيراً إلى أنه لم يتخذ الشكل الامثل لرئيس الجمهورية حتى الآن، مؤكدا أن سبب إنضمامة للتيار الشعبى أنه ليس وليد اليوم بل هو منضم إليه منذ 35 عاماً هى عمر وجوده فى الشارع المصرى، مؤكدا ان التيار الشعبى هو النضال الأخير لهذا الشعب. وأضاف أن ذلك التيار كان يتحرك وسط الشارع المصرى من خلال الأحزاب اليسارية والليبرالية والاسلامية المعتدلة، فهو تيار مصرى شامل يعبر عن كل التيارات المصرية. وقال "رشوان" إنه يشرف أن يكون عضو فى هذا التيار المعبر عن الإستقلال والمساواة وأهداف الثورة، وان له دوراً فى الحياة السياسية داخل التيار الشعبى فمنذ عشرات السنين كان في صفوف المعارضة القوية للنظام السابق. وعن رأية فى تأثير التيار الشعبى خلال الإنتخابات البرلمانية والمجالس المحلية القادمة تحدث رشوان قائلاً أن التيار سيكون له دوراً كبيراً بدليل الإنتخابات الرئاسية الماضية ومدى شعبية حمدين صباحى الواسعة. فيما قال أحمد حرارة ل"الوادي" أنه لابد ان نلحق المهزلة التي تحدث في الدستور و نظام السحل لن يعود من جديد علي يد زبانية العادلي المخلوعين. فى حين أشار الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، عضو التيار الشعبى أن آداء الرئيس محمد مرسى فى الفترة الماضية أداء سيئ ولا يحقق أهداف ومبادئ الثورة المصرية. وأضاف "زهران" فى تصريحات مساء اليوم ل"الوادى" أن التيار الشعبى هدفه تحقيق مبادئ الثورة، والتى من أهمها استقلال الوطن والقيام بتغيير جذرى للسياسات القديمة، حيث أن الثورة حتى الآن لم تصل إلى الحكم، مشيراً إلى أن الموجودون الآن فى الحكم لا يعبرون عن الثورة المصرية، موضحاً "التيار الشعبى يقدم البدائل التى تهدف إلى تحقيق العدالة الإجتماعية وتحقيق المساواة وجعل مصر دولة مدينة". وقال القيادى العمالى كمال أبو عيطة أن التيار الشعبى سيكون حركة شعبية جامعة، تفتح ذراعيها لكل القوى الوطنية، مشيراً إلى أن هذه الحركة ستعمل على إنتاج حرية سياسية بعيداً عن ما أسماه "الجو المعتم الذى نعيش فيه الآن" وأكد "أبو عيطة" أثناء مشاركته فى تدشين التيار الشعبى مساء اليوم، أن جماعة الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسى إنشغلوا بتنفيذ برنامج الجماعة وتناسوا تنفيذ برنامج الثورة التى أوصلتهم للحكم. وعن رأيه فى تشكيل الجمعية التأسيسية، أوضح أبو عيطة أن شكل الجمعية الحالى لا يعبر عن الأمة المصرية بجميع طوائفها، معتبراً أن حذف نسبة ال50% الخاصة بالعمال والفلاحين جريمة فى حق البلد لم يفعلها النظام السابق، مشيراً إلى أن النظام السابق قام بسرقة هذه المقاعد ولكن لم يلغيها. كما أوضح من جانبه أن البلاد الآن فى أمس الحاجة إلى حركة بحجم التيار الشعبى بقيادة المناضل حمدين صباحى من أجل أن تكون دولة مدنية يرسخ فيها مبدأ الحريات السياسية بعد ثورة 25 يناير. وانتقد أبو عيطة الأعتداء الاخير على العمال المعتصمين، وكذلك اعتداء الأمن المركزى على اعتصام جامعة النيل، مؤكداً أن هذه الأفعال هى نسخة مكررة من أفعال النظام السابق،الذى قامت الثورة من أجل القضاء عليه. كما تحدث مشايخ وأهالي سيناء بنبرة غضب شديدة عن النظام الحاكم بقولهم "فلتذهب المعونة الي الجحيم ولتبقي مصر بهيبتها وقوتها وعزتها فوق كل اعتبار. ومن جهته اكتفي القيادي اليساري كمال خليل بترديد هتافات ضد الإخوان والرئيس محمد مرسي "خيرت شاطر حلق حوش، مشروع النهضة طلع فنكوش، التحرير بيقول الاخوان فلول". ووجه "خليل" كلمة فى ختام المؤتمر التأسيسي للتيار الشعبي إلي كل من المرشد العام للإخوان والرئيس مرسي وجماعته "الاخوان" قائلاً: دستوركم باطل". وفي المقابل شن القيادى اليسارى أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الإشتراكى المصرى هجوماً على سياسة الرئيس محمد مرسى حيث قال ان مرسى هدفه "القبض على كل مناصب الدولة.. وتمكين جماعة الإخوان المسلمين من كل مراكز الحكم فى مصر". وأكد بهاء الدين خلال كلمته بالمؤتمر التيار الشعبى أن قضية التيار الشعبى بالأساس ليست الوقوف أمام شعبية جماعة الإخوان، بل هدفه بالاساس والذى قام من أجله هو تحقيق العدالة الإجتماعية، والإرادة الوطنية، وأستقلال الوطن، وتحقيق أهداف الثورة. فيما أعرب خالد تليمة عضو إئتلاف شباب الثورة عن أمله فى نجاح التيار الشعبى فى تحقيق المبادئ التى قامت من أجلها الثورة المصرية، وكذلك العمل على نقل مصر لدولة مدنية ديمقراطية تقوم على أساس المساواة بين جميع المواطنين . وأكد تليمة ل"الوادى" أنه لا يعترف بجماعة الإخوان المسلمين بالأساس، كما وصفها بأنها ليست لها علاقة بثقافة الثورة، مشيراً إلى أن هذا كان سبباً فى مقاطعته للجولة الثانية من إنتخابات الرئاسة والتى تنافس فيها الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى. وتمنى تليمة فى نهاية حديثه أن يخيب مرسى آماله وأن يحقق أهداف الثورة. فى حين أكدت الدكتورة كريمة الحفناوى، أحد مؤسسى حركة كفاية وعضو التيار الشعبى، أن أداء الدكتور محمد مرسى فى الفترة الماضية كان أداءاً سيئاً ولم يكن لصالح الثورة المصرية. وأوضحت الحفناوى أن التيار الشعبى بقيادة حمدين صباحى، وعدد من شرفاء النخبة المصرية أنشأ جبهة وطنية مصرية لتصبح مظلة للمعارضة تجمع كل القوى الوطنية، من أجل دولة مدنية، ودستور يؤمن بالدولة والمواطنة والمساواة والعدالة الإجتماعية. وتحدث والد الشهيد "مهاب سعيد" بمؤتمر التيار الشعبى المصرى قائلاً:"مصر سفينة والحمد لله لدينا الربان القادر على قيادتها" في الإشارة إلي حمدين صباحي وهو واحد مننا وشايل همنا". المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر قال "نحن شعب بسيط ولكن أحلامه كبيرة والتيار الشعبى السبيل الاخير أمامنا لفرض أحلام الشعب على أرض الواقع، مؤكداً أننا لن نأخذ أوامر من واشنطن ومصر ستعود للريادة والقيادة. واختتم الاعلامي حمدي قنديل حديثه ل"الوادي" قائلاً: التيار الشعبي المصري هو القادر على تحقيق اهداف يناير.