( امسح كمان وكمان يا نظام جبان)، (تعيشوا وتدهنوا).. أخر ما تبقي من شعارات الثورة علي حوائط شارعها الخالد عيون الحرية "محمد محمود سابقا" بعد الحملة الأمنية فجر اليوم علي ميدان التحرير الذي أصبح رمز لثورة 25 يناير لدى العالم كله واقترنت الثورة به بصورة كبيرة. ذلك الميدان الذي أنشأه الخديوي اسماعيل واطلق عليه ميدان الاسماعيلية في ذلك الوقت في عهد القاهرة الخديوية، وكان من المفترض أن يوضع تمثال للخديوي اسماعيل في وسط الميدان ولكن جاءت ثورة 1952 والتي حالت دون وضعه. الإسم الحقيقي للتحرير هو ميدان أنور السادات، ويقع في وسط القاهرة وهو القلب النابض لها خاصة بعد ثورة 25 يناير بسبب الاحدت التى ارتبطت بالميدان والشوارع المحيطة به من شارع القصر العيني والجامعة الامريكية جنوباً حتى ميدان عبد المنعم رياض شمالا. ومن أشهر الشوارع التى ارتبطت به كذلك شارع محمد محمود الشارع الاكثر دموية لما حدث به من معارك عنيفة بين قوات الامن والثوار، ذلك الشارع الذي شهد على الحجارة والغاز المسيل للدموع والخرطوش، والرصاص الحي والذي شهد على دماء الشهداء والمصابين ، شهد على عيون تم تصفيتها. كما شهد على مبدعين عايشوا الثورة يوما بيوم وعبروا عنها وعن ما شهدته أعينهم بطريقتهم الخاصة التى وجدوا فيها حياتهم وهي رسوم الجرافيتي على جدران محمد محمود، ولكن اتضح امس أن "الداخلية" لا تريد تخليد تلك الذكريات التي كانت طرف اصيل فيها. فقامت قوات الامن المركزي امس الثلاثاء بعد منتصف الليل بإزالة رسوم الجرافيتي التي أبدع فيها الشباب والذي كان سبب في دخول هذا الفن المتميز في كل دول العالم الى مصر عن طريق رسمهم على حوائط شارع محمد محمود رسوم حفرت في ذهون المصريين للشهيد عماد عفت ومينا دانيال والثائر الحر احمد حرارة . رجال الداخلية اعتدوا أمس على هذا الفن وطمسوه بطلاء أصفر اللون أزالوا به أثار الثورة بالشارع وأعادوه كما كان في العهد البائد، ولكن لم يهدأ للشباب المبدع بال ولم يغمض لهم جفن الا بالنزول للشارع والتعبير عن غضبهم من ازالة الجرافيتي الخاص بهم ورسمو جرافيتي اخر معبراً عن هذه الحالة قالوا فيه ( امسح كمان وكمان يا نظام جبان)، (تعيشوا وتدهنوا)، ووعدوا بالنزول لرسم ما طمسه رجال الداخلية حتى لو محوه 1000 مرة . وفي صباح اليوم بدأت حملة لتنظيف وتزين الميدان وسط تأميين ملحوظ من جانب رجال الامن التي نشرت قوتها في محيط ميدان التحرير فوضعت في شارع محمد محمود 7 سيارات امن مركزي ومصفحتين منعا لعودة الشباب للرسم مرة اخرى ، وفي شارع طلعت حرب 3 سيارات امن مركزي. وحول الميدان عدة سيارات ودوريات للشرطة، وشملت حملت التنظيف التي بدأت امس بإزالة الجرافيتي اعتباراً منهم انها رسومات مشوهة للشارع وشملت بعدها تشجير وتزيين صينية الميدان وتنظيف مخارج مترو الانفاق وطلائها وازاله بقايا الملصقات ، واستكملت الحملة حتى شملت إزالة الباعة الجائليين المتواجدين في ميدان التحرير، الشباب اعتبروا ان الحملة جيدة جداً ولازمة حتى يعود الميدان كما كان ، حتى لا يسمحوا للباعة بالسيطرة على الميدان وتعطيل حركة المرور، ولكنهم اعترضوا على طلاء رسومات الجرافيتي واعتبار ذلك الامر اهانة للثورة والثوار ، خاصة ان الرسومات كانت معبرة عن الثورة وتعبر عن نفسها وانها لا تؤذي العين وبالعكس فهي ابداع جديد لم تعرفة مصر من قبل . وأما عن شباب الثورة الذي عاشوا ولادة تلك الرسومات وبداية الجرافيتي في التعبير عن الثورة وأرائها جاءت أرائهم رافضة لما حدث ومدينة له فقال محمد عباس عضو إئتلاف شباب الثورة أن ما حدث غير مفهوم ويرفضه لأنها كانت رسومات وجرافتي معبر عن الثورة ولا هدف مقنع وراء إزالته وقال أن ما يحدث من الداخلية تجاه الثوار ما هو إلا محاربة للدكتور مرسي وإحراجه مع شباب الثورة فكل ما يحدث من هجوم على طلاب جامعة النيل وفض إعتصامهم بالقوة إلى إزالة الجرافتي مساء أمس. وأضاف أنه لن يعطي الأمور أكبر من حجمها ولن يكون هناك مظاهرة أو شيء من هذا بسبب إزالة رسومات ولكن أكد أنه رفض ما حدث وأشار إلى ضرورة وجود رد فعل محترم على ما تفعله الداخلية تجاه شاب الثورة وقال عمرو حامد عضو إتحاد شباب الثورة أن شارع محمد محمود شاهد حي على الثورة وعلى دماء الثوار والمواجهات بين قوات الأمن والثوار، وأضاف أن ما حدث من طمس للجرافتي في محمد محمود ما هو إلا محاولة لمحو معالم الثورة وأثرها ومحو فكرة الثوار ، مؤكداً أن ما تفعله وزارة الداخلية ما هو إلا محاولة إنتقام من الثورة والثوار ، وأضاف أن التعامل الأمني مع كافة الأمور كما كان ابان النظام البائد. وأشار إلي أن هدف الداخلية من طمس رسومات الجرافتي هو نابع من رغبتها في القضاء على فكرة الثورة وأهدافها وذكراها وقال أن الثورة مازالت مستمرة ولم تحقق كثير من أهدافها بعد وميدان التحرير سيظل مكان الثوار وأضاف أن الثوار لن يسمحوا بالقضاء على الثورة قبل تحقيق أهدافها وعند رد الفعل المتوقع قال أن هناك حالة غضب وإعتراض شديد على ما حدث وأنه ينتوي تنظيم وقفات سلمية للتعبير عن أي إعتراض ولكنه لا يتوقع أن يكون هناك رد فعل فوري. وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر" تفاعل العديد من شباب الثورة حيث قال محمد يسرى سلامة "إزالة جرافتى محمد محمود جريمة يشترك فيها من قام بالجريمة الأصلية والذى شارك وبارك فى الجريمة الأصلية"، وجاءت تغريدة وائل خليل "يا حكومة بكره حاتعرفى.. بايدين الشعب هتواصفى". وغرد علاء عبدالفتاح "وبرضه اشهد يا محمد محمود كانوا ديابه وكنا أسود، لسه ديابه ولسه فى وسطينا اسود وجمعة الغضب جايه جايه". وأنشاً شباب تويتر هاش تاج بعنوان الحكومة لازم تنضف "مهاجمين فيه تصرفات الداخلية ضد الشباب وقرروا أن يعيدوا رسم ما محاه الداخلية حتى لو 1000 مره".