أكدت د.جيهان فاروق أستاذ الأدب بكلية البنات جامعة عين شمس أن التوجه الوجودي القوي للأديب نجيب محفوظ والذي بدا واضحا في روايته "أولاد حارتنا" هي التي عرضته للاغتيال على يد الجماعات التكفيرية، وأكدت فاروق أن رواية أولاد حارتنا احتوت على 243 قطعة من الومضات الوجودية التي تلقي الضوء على جزء كبير من حقيقة محفوظ وعلى حياته، جاء ذلك فى الندوة التى أقامتها هيئة الكتاب بعنوان "دراسات حول نجيب محفوظ" فى إطار احتفاليات وزارة الثقافة بالذكرى السادسة لرحيل نجيب محفوظ، وشارك فيها النقاد د.إكرامى فتحى، وحسام نائل ،ود.جيهان فاروق. وأشارت فاروق إلى أن فكرة الخلاص عند محفوظ في الرواية و التي تركزت على شخصية عبد ربه والتي تعد انعكاسا لذات محفوظ الفنية والتي كانت تهدف إلى خلاص القراء من أفكارهم المغلوطة،وأضافت جيهان أن محفوظ خلق شكلا فنيا للسرد العربى يمس البشر، وأن الحارة فى أعماله ما هى إلا صورة مصغرة للمجتمع المصرى، وقالت فاروق أن محفوظ كان يرى محفوظ أن الزمن يمثل الحليف والعدو للإنسان فى آن واحد، ويضع محفوظ حكمته ذات الطابع الفلسفى فى أصداء السيرة الذاتية على لسان الشيخ عبد ربه والمخلص هو المؤلف نفسه، خاصة و أن محفوظ اعترف يوما للغيطانى أنه هناك لحظات كان سيمزق فيها أصداء سيرته الذاتية. من جانبه حلل حسام نائل رواية "ولاد حارتنا" الفضاء العائلى فى هذه الرواية، وقدم تحليلا نقديا لافتتاحياتها التي تثير قضايا تتعلق بالتاريخ الذي جسده محفوظ في العائلة حيث اهتم بالنسب العائلى الذى يجمع كل من يعيش فى الحارة، فشخصية الجبلاوى هي الأصل والذي يمثل الجد للسارد الذي يتخذ موقع الأب بالنسبة للأبناء، أما منطقة الشر فى تاريخ العائلة يمثلها الابن الأكبر والأصغر منه حيث قررا الخروج على قانون الأب واتخذت تجربة الشر طرقا مختلفة الأولى مع الابن الأكبر الذى استقل تماما والثانية مع الابن الأصغر الذى حصل على غفران الاب، أما الدرب الثالث فهو الحفيد المشبوه عرفة حيث وصل إلى العصيان الزائد عن الحد حتى أنه أنهى العالم القديم. من جانبه أكد د.محمد بدوى محاور الندورة أن محفوظ واجه مشكلة كيفية تجسيد الأحياء الشعبية باللغة العربية الفصحى خاصة وأن محفوظ يكتب فى أعماله الأدبية عن شخصيات لا يتطرق إليها أحد، وكان دائم البحث في محاولة إعادة تفسير وتأويل الكتب المقدسة وكيف لخص مسيرة البشر وهو رجل صنع نفسه بنفسه جعل العالم كله يتعرف على شخصيتنا وأحداثنا. من ناحية أخرى تناول الكاتب إكرامى فتحى لغة نجيب محفوظ وأثرها فى السرد وقال فتحي أن محفوظ أشار إلى أهمية اللغة خاصة فى الستينيات وبالأخص فى كل من "ملحمة الحرافيش" و"ثرثرة فوق النيل" إلى أهمية اللغة، وأضاف إكرامى أن محفوظ دارت حوله حركة نقدية متسعة ورسائل جامعية، وهذه الحركة اتسمت بما اتسمت به مدينة القاهرة فى روايات محفوظ حيث اتسمت بالعشوائية، وهناك دراسات منصبة على لغة محفوظ الروائية، والتثي انقسمت إلى شقين شق وظيفى وشق جمالى.