أكد الدكتور ماجد مصطفي الشربيني "رئيس أكاديمية البحث العلمي، على أن نهضة البحث العلمي في مصر مشروطة بميزانية "معقولة" وضرب الروتين الذي أعاق حركة الإبداع لفترات كبيرة، وقال خلال حواره مع " الوادي " أن الأكاديمية تواجه تحديات كبيرة رغم وجود خطط للتطوير، كاشفا عن زيادات جديد في ميزانية البحث العلمي بعد الثورة، وإلى نص الحوار .. كيف ترى البحث العلمي فى مصر الآن؟ أرى أن البحث العلمى فى طريقه إلى نهضة قوية فهو يمثل تحدى كبير للمجتمع العلمي بمصر حالياً، ورغم الظروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها الدولة والحكومة فنحن متوقعين حدوث طفرة فى مجال البحث العلمي. هل هناك خطة جديدة لهيكلة منظومة للبحث العلمي؟ بالتأكيد يوجد خطة جديدة لهيكلة منظومة البحث العلمي في مصر، ونحن بدأنا التخطيط لها منذ عام 2005 تم تنظيم مؤتمر شارك فيه حوالى 8 ألاف عالم مصري واستمرت فعالياته لأكثر من أسبوع فى قاعة المؤتمرات بأرض المعارض، بهدف وضع "استيراتجية للبحث العلمي فى مصر، وتم وضع الملامح الأولى لهذه الإستراتيجية وبناء عليها تم تأسيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا يرأسه مجلس الوزراء، ومن مهامه تكوين "صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية" وهو صندوق منفصل. وما الدور الذى يقوم بة الصندوق؟ ان الأكاديمية من خلاله ستقوم بوضع خطط استراتيجية والأولويات لمصر وعرضها على المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ليقدم لنا النقاط الأساسية للسير عليها خلال الفترة المقبلة وتلتزم بها الدولة . ماهى التطورات التي شهدتها الاكاديمية بعد الثورة ؟ بعد الثورة تغير أسم الوزارة من وزارة الدولة للبحث العلمي إلى وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا، وهذا يعنى أنها أصبحت وزارة مكتملة وليست مكتب وزير فقط وبالتالي هناك تعديلات تجرى الآن منها إعادة هيكلة الوزارة لتضم بداخلها عدد جديد من القطاعات التى تساعدها بالقيام بمهامها المنوطة بها على أكمل وجه، وتتمثل القطاعات الجديدة فى قطاع التكنولوجيا، وقطاع الابتكار، وقطاع التعاون الدولي الذى يعرض على الشركات وينسق مع الوزرات الأخرى، إضافة إلى قطاع البعثات المسؤل عن التنسيق مع البعثات المصرية لتستطيع الدولة الاستفادة من المبعوثين المصريين بالخارج خلال إطار الخطة القومية للبحث العلمي الموجود بمصر وكل ذلك به تعديلات جديده تم إنجاز جزء منها فى الفترة الماضية وجاري استكمال الإنجازات الآن. ما هى أولويات الأكادمية لتطبيق البحث العلمي على أرض الواقع ؟ أول تلك الأولويات: كيف نصل بمحصول القمح فى مصر إلى 9 مليون طن سنوياً بدلاً من 7 مليون طن، للاقتراب من الاكتفاء الذاتى للقمح، و سوف نتغلب على هذا التحدي من خلال تطبيق سلالات وطرق الري واستخدام طرق حديثة من التكنولوجيا التى توفرها المراكز البحثية الخاصة بمصر. والتحدى الثاني يتمثل فى مجال الثروة السمكية، وهو كيف نزيد نصيب الفرد من 14 كليو جرام فى السنة إلى 16.6% كليوجرام وهو المعدل العالمي للفرد، فيرى أنه لابد من استخدام بروتوكولات معمولة من البحث العلمى تساعد المزارعين ورجال الاستثمار فى زيادة الانتاج وبهذا الشكل تكون تطبيقات البحث العلمي حققت الهدف المرجوه منها. والاولوية الثالثة فى البرنامج الفضائي المصري بعد إطلاق القمر الصناعي الأول فهو يعمل الان على إطلاق القمر الصناعى الثانى بعقول مصرية وبتفاصيل قوية من خلال البروتوكولات المعمولة التى وضعها علماؤنا، فإننا نستطيع تطوير العديد من البرامج بهذا الشكل، فنحن نريد أن نصل إلى الإقتصاد القائم على المعرفة . وكيف يتم هذا فى ظل الاحباطات التى تواجة الباحث العلمى المصرى؟ عن طريق وضع هدف واضح أمامهم ونتناقش سوياً لنحققه كما اننا نساعدهم ماديا و يتم تمويلهم ونمدهم بالأمكانيات ونحاول نقرب الفروق البحثية من بعض حتى يعملوا كفريق بحثى حتى يتوحد الهدف المراد تحقيقه. هل هناك تعاون بين الوزاره وبين مؤسسات المجتمع المدنى أورجال الأعمال لتطبيق تلك الاولويات؟ - يوجد مبادرة تسمى "( بحوث تكنولوجيا الصناعة ) وهى بالتعاون مع وزارتى التعليم والبحث العلمى ووزارة الصناعة والتجارة لتحويل الأبحاث التى تخص الوزارة للاستفادة منها، وعلى نطاق المجتمع المدنى يوجد علاقة تعاون قوية بين الأكاديمية ومؤسسة مصر الخير ففى العام الماضى قدمت لنا حوالي 6.5 مليون جنيها لتمويل 25 باحث من شباب جيل المستقبل ومساعدة العديد من المجلات البحثية لكى تصل إلى النشر الدولي، كما أن هناك برنامج ( حلولنا بعقولنا ) لتحويل براءات الإختراعات إلى نماذج أولية . ماهى العوائق المعرقلة لنهضة البحث العلمى فى مصر؟ وكيف نتجاوزها ؟ البيوقراطية لاتزال المشكلة الأولى والعائق الأساسي أمام تطور البحث العلمي في مصر، ويليها مشكلة التمويل . مقاطعاَ: ماذا عن حجم ميزانية البحث العلمي قبل وبعد الثورة؟ - قبل الثورة 2.02 مليار جنيه، وبعده وصلت إلى 4 مليار جنيه. ننتقل الى العوائق التى تقف فى وجة الباحثين أنفسهم، وأولها براءة الإختراع؟ هذا شىء طبيعى .. براءة الاختراع .. أي براءة ، تعنى فكرة جديدة مبتكرة وقابلة للتطبيق الصناعي فإذا تم توافرت الثلاث صفات تلك تصبح البراءة فى الطريق الصحيح ولكى يحدث هذا لابد من معرفة كل التفاصيل الخاصة بالإختراع وهذا من اختصاص المختص الذى يفحص الإختراع والساعي لمعرفة كل التفاصيل عن الفكرة هنا في الداخل وهناك في الخارج وهذا يحتاج للكثير من الوقت والجهد. وكيف يقيم المختص الفكرة ومدى حدثتها؟ العملية سهلة من خلال مجموعة من الإجراءات و مكتب خدمات المخترعين . وبعد كل ذلك هل زاد معدل براءات الإختراع عن العام الماضي؟ لم يزيد ولاتزال الطلبات المقدمه للحصول على براءة الإختراع تتراوح مابين 2000 إلى 3000طلب سنوياً. وما تفسيرك لتراجع عدد المتقدمين لطلب براءات إختراع ؟ السبب الثقافة فنحن لدينا موروث من ثقافة عدم الثقة بالحكومة، فالباحثين لايقتنعوا بمدى أهمية براءة الإختراع وغير مقتنعين بأن مكتب براءات الإختراع مهمته مساعدتهم وأن البراءة سوف يتم سرقتها، فاليوم نحن نعمل على مستوى دولي ويجب أن نثق بأنفسنا و نثق فى مجتمعنا، بالإضافة للاقتناع بمدى أهمية براءة الإختراع لأنها تحافظ على فكرنا وملكيتنا الفكرية. ماهى تصوراتك لمستقبل البحث العلمي فى مصر؟ أرى أن البحث العلمى ممتاز والسبب فى ذلك لأنه لو تم وضعه فى مكان مناسب سوف يحقق نجاح لا يتصوره أه كما يقول" هيسوى الهوايل " و خير دليل على هذا نجاح وتفوق كل الباحثين المصريين فى الخارج فى ظل المناخ العلمى المناسب فلذلك فأول نقطة فى خططنا لهيكلة منظومة البحث العلمى هى تحسين مناخ البحث العلمى فهناك أشياء أفسدت المناخ العلمى منها سيطرة الكبار على الصغار و ضعف المرتبات بالإضافة إلى سرقة الأبحاث فمازالت هذة الأشياء موجوده ونحاول تطهير وإصلاح المناخ العلمى فى مصر ونحن نعمل على تحسين المناخ حتى يستطيع العالم يبدع ويبتكر . متى نستطيع أن نقول أن مصر بها بحث علمى حقيقى ويكون مصدر اساسى فى النهوض بالمجتمع ؟ دول العالم ترى مصر الان تسير فى الطريق الصحيح فنحن بنعمل أهداف قصيرة المدى على مدى سنتين ولوفضلنا مستمرين على الخطة الموضوعه والناس فعالتها فمصر أمامها عشر سنوات ويحدث فيها طفرة كبير كماحدث فى ما رأيك فى اكاديمية زويل؟ مدينة زويل تعد إضافة جديدة تحتاجها البلاد فى الوقت الحالي، وستكون سند قوى للبحث العلمي في مصر. هل سيتم ضمها مع أكاديمية البحث العلمى ؟ لم يتم ضمها بل ستكون داخل المنظومة البحثية فالمراكز البحثية لا تتبع الاكاديمية بل كل مركز له استقلاليته لكن تتبع اداريا منظومة واحدة . وأخيراً: هل هناك قانون للبحث العلمى في مصر ؟ للاسف .. لايوجد ولكن يتم الان تشريع قانون متكامل للبحث العلمى ..