انتشرت الآونة الأخيرة أنباء عن قيام الجيش النظامي السوري بنقل أسلحة كيميائية إلى مناطق حدودية، ما أثار مخاوف المراقبين من احتمال استخدام هذه الأسلحة ضد الشعب السوري لوأد الثورة السورية والقضاء على المعارضة التي تزيد قوتها يوما بعد يوم، مع اقترابها من أبواب القصر الرئاسي بدمشق. فمن جهته أكد اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري وجود أسلحة كيماوية بسوريا بينما نفى وجود الاسلحة البيولوجية بها واشار الى صعوبة استخدام سوريا لهذه الاسلحة الكيماوية الا فى حالة واحدة فقط وهى محاولة اسرائيل احتلال أرضها أو مهاجمتها بأى صورة مستغلة الظروف الأمنية السيئة التى تمر بها سواء كانت داخلية أم على حدودها . وأشار مسلم الى أن هناك محاولات بالفعل الآن لإيجاد ذريعة للتدخل العسكرى فى سوريا وخاصة بعد فشل الولاياتالمتحدةالامريكية فى الحصول على قرار من مجلس الأمن ضدها، وتابع مسلم أن اسرائيل تدعى أيضاً بأنها تخشى من استخدام منظمات ارهابية موجودة بسوريا للأسلحة الكيماوية وتشكل تهديداً حقيقياً عليها سعيا لايجاد "مبررا" للتدخل العسكرى هناك ثم يثبت بعد ذلك عدم وجود الاسلحة ويتكرر سيناريو العراق مرة أخرى . بدوره أكد اللواء حسن الزيات الخبير العسكري ان سوريا منذ زمن بعيد تحتفظ باسلحة الدمار الشامل مثل كثير من الدول العربية ومن بينها مصر إلا أنها دمرتها، واسرائيل بحسب الزيات ما زالت تحتفظ بجميع أنواع الاسلحة على مرأى ومسمع العالم بأكمله ولم تعترض أى دولة أو تطالب بتدميرها بحجة أن اسرائيل دولة ضعيفة مهددة من جميع جيرانها ومن حقها امتلاك اسلحة نووية وكيميائية وبيولوجية للدفاع عن نفسها . وشدد الزيات على أن الجيش النظامي السوري لن يستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد شعبه لعدة أسباب منها أنه ليس بهذه الوحشية ولأنه حدثت به انشقاقات وانضموا للشعب، مؤكدا أن الرئيس الوحيد الذي استخدم هذا الاسلوب الوحشي مع شعبه كان صدام حسين مع الأكراد ودقع ثمن جريمته ليكون عبرة لجميع الرؤساء العرب من بعده . وقال إن الثورة السورية بدأت قبل حوالي 16 شهر تقريباً ولم تنته ولم توقفها المذابح اليومية لشعبها ولن يوقفها إلا الإستجابة لمطالب الشعب . وأشار الزيات الى أن اسرائيل ليس لديها نية لدخول حرب مع دولة عربية لأنها تخشى من اتحاد العرب ضدها في هذه الحالة ولكنها ستتخذ ما يحدث بسوريا لتختلق الذرائع حتى تزيد من تسليحها ودعم الولاياتالمتحدةالامريكية المستمر لها . وقال الدكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم السياسية إن امتلاك سوريا لأسلحة دمار شامل غير مؤكد وغير وارد استخدام هذه الاسلحة ضد الشعب السورى، وما يثار حالياً عن هذا الشأن ما هو إلا تصعيد اعلامى من امريكا ضد النظام والشعب السورى، مؤكدا أن الجيش السورى ليس ضعيفاً وإنما جيش قوى جداً ومتماسك رغم كل ما يشاع عنه ولن ينهار مثل الجيش الليبي، لافتا إلى أن امريكا وفرنسا وتركيا يقودون حملة شعواء ضد الجيش السوري لإسقاط نظام بشار الأسد، ويصف فؤاد الوضع في سوريا بأن هناك أيدي خفية وراءه سعت من قبل فى مصر لإفساد العلاقة بين الشعب والجيش وحاولت ادخال اسلحة لا تستخدم الا فى الحروب وقد تمكن الجيش المصري من احتواء هذه المكيدة بذكاء وتصدى لها بقوة فى حين استجاب لها الجيش والشعب السورى وأصبح الثوار "السلميين" يحملون أسلحة ثقيلة متساءلا: من هربها لهم ومن دفع ثمنها؟