أعلنت مصادر مقربة من الراحل الشاعر الكبير حلمي سالم الذي وافاته المنية ظهر أمس السبت، بأن العزاء سيكون يوم الثلاثاء القادم بمسجد الحامدية الشاذلية. كان الشاعر المصري الكبير حلمي سالم قد توفى ظهر اليوم السبت -بإحدى مستشفيات القوات المسلحة- عن عمر ينهاز 61 عاما بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة. وفاجأت آلام المرض الشاعر الراحل قبل عدة أشهر مما دفع وزير الثقافة وقتها الدكتور شاكر عبد الحميد للعمل على نقله إلى مستشفى عسكري لمحاولة إنقاذ حياته. كان سالم من مواليد قرية الراهب في محافظة المنوفية عام 1951، وحصل على شهادته الجامعية من جامعة القاهرة في الصحافة، ثم عمل بجريدة "الأهالي" الناطقة بلسان حزب التجمع، وترأس تحرير مجلة "أدب ونقد"، كما ترأس تحرير مجلة "قوس قزح". واقترن اسمه بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت أحد أشهر الكتل الشعرية في سبعينيات القرن الماضي بمصر. وحصل على جائزة التفوق في الآداب عام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية. وصدر لحلمي سالم 18 ديوانا شعريا كان أولها "حبيبتي مزروعة في دماء الأرض" عام 1974، بالإضافة إلى "سكندريا يكون الألم" عام 1981، و"الأبيض المتوسط" عام 1984، و"سيرة بيروت" عام 1986، و"فقه اللذة" 1992، و"يوجد هنا عميان" عام 2001، و"الغرام المسلح" و"عيد ميلاد سيدة النبع" عام 2005، و"الثناء على الضعف" عام 2007. كما ألف عدداً من الكتب النقدية منها "الثقافة تحت الحصار"، و"الوتر والعازفون"، و"هيا إلى الأب: مقالات حول القطيعة والإيصال في الشعر"، و"الحداثة أخت التسامح: الشعر العربي المعاصر وحقوق الإنسان"، و"عم صباحا أيها الصقر المجنح: دراسة في شعر أمل دنقل"، و"التصويب على الدماغ: كلمات في الحرية والقمع"، وأخر كتبه المنشورة بعنوان "محاكمة شرفة ليلى مراد". نشر له في شتاء 2007 بمجلة "إبداع" الفنية القاهرية التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي قصيدة حملت عنوان "شرفة ليلى مراد" كانت قد نشرت سابقا في ديوان شعري بعنوان "الثناء على الضعف". إلا أن رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدر حينها قرارا بسحب نسخ العدد من الأسواق لما رأى بأن بعض ماورد في القصيدة "يسيء إلى الذات الإلهية". ليتهمه مجمع البحوث الإسلامية وهو أحد هيئات مؤسسة الأزهر في تقرير خرج عنه بكتابة قصيدة "تحمل إلحاداً وزندقة". وتعرض الراحل لحملة تطالب بما وصف "باستتابته" بعد أن وقع بيان بالأمر نحو مائة شخصية إسلامية، لينتقدها لاحقا مثقفون مصريون واصفين إياها "بحملة تكفيرية وبثقافة الإرهاب". وفي أبريل 2008 أصدرت محكمة القضاء الإداري المصرية حكما قضائيا يطالب وزارة الثقافة بعدم منح جائزة التفوق للشاعر حلمي سالم بدعوى "إساءته للذات الإلهية" ليقوم الشيخ يوسف البدري وهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بعدها، بدعوى قضائية ضد وزير الثقافة المصري فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة علي أبو شادي مطالبا إياهما بتنفيذ قرار سحب الجائزة التي منحت لحلمي سالم. إلا أنه وكما ذكر في جريدة الحياة فان تنفيذ القرار "استبعد" على اعتبار أن أياً من فاروق حسني وعلي أبو شادي لم يصدرا قراراً بمنح حلمي سالم الجائزة له، كون القرار جاء من لجنة مختصة بالمجلس الأعلى للثقافة وبناء على عملية تصويت بين أعضاء المجلس. لاحقا في نفس الشهر طعن المجلس الأعلى للثقافة في قرار المحكمة ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن الطعن جاء "كدعوة للتنوير ومحاربة الظلامية التي توقف كل عمل إبداعي". ومن جهته قال الراحل حلمي سالم إنه لم يطلب من وزارة الثقافة الطعن في الحكم أو استئنافه مضيفا بأنه "يعتقد أنه حصل على الجائزة بالفعل". وفي رده حول اتهامه أن القصيدة تسيء للذات الإلهية، نفى سالم الاتهام مضيفا "..لقد انتقدت في القصيدة تواكل المسلمين على الله، وقعودهم خاملين. وهذا معنى ديني ذكر في القرآن الكريم...حيث قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).. فالقصيدة قالت هذا المعنى بصورة شعرية بسيطة، لم يعتد عليها كل الذين يقرأون الأدب قراءة حرفية ضيقة