صدر حديثا كتاب "النجومية الإعلامي فى مصر" عن دار نشر "كتبخانة" للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل ، أستاذ الإعلام الدولى والدراسات الثقافية المشارك بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الكتاب جاء فى 144 صفحة من القطع المتوسط ، ويرصد الكتاب ظاهرة النجم الإعلامى ثقافيا فى تفاعلاته مع مكونات مجتمعه دون معزل عن السياق الاقتصادي و السياسى المحدد الذى تعمل فيه، وقد اختار المؤلف لدراسته ثلاثة نجوم من وسائط إعلامية مختلفة الصحافة المكتوبة ( بلال فضل)والتلفزيون ( باسم يوسف) والإعلام الجديد وتحديدا المدونات ( نوَارة نجم)، وهم نجوم من جيل واحد ومقربون من بعضهم البعض على المستويين الإنسانى والفكرى، وخلف موهبتهم تكمن ملامح نفسية واجتماعية هى التى صنعت مسارات حياتهم المهنية منذ أن بدأ نجمهم فى البزوغ وحتى الىن ، بحسب الكاتب. فى مستهل الكتاب يقدم مؤلفه تتبع تاريخىا لتطور ظاهرة النجومية الإعلامية بداية من النظم القبلية والإقطاعية ، ومع نهاية القرن الثامن عشر ف الغرب وبروز النظام الرأسمالى ، ثم فى مصر بداية القرن العشرين مع عروض كشكش بك ( نجيب الريحانى) وبربرى مصر الوحيد الفنان (على الكسار) ، وهى الظاهرة التى تطورت فى مصر بعد نجومية الإعلام المكتوب ثم المسموع فالمرئى. ينتقل مؤلف الدراسة بعد مقدمة وتمهيد الدراسة بين فصوله الثلاث ( مفهوم النجومية الإعلامية- التحليل الثقافى للنجومية الإعلامية- المحددات النفسية والاجتماعية للنجومية) عبر قطع شطرنجيه مفسرا ما قد يقف وراء صناعه النجم ما بين الموروث البيولوجى للنجم والجابية الجنسية كمنتج للنجومية والرغبة فى النجاح والمخاطرة ، وطرح العديد من التساؤلات فى دراسته ومنها النجومية صدفة أم تخطيط ام تحد واستجابة ؟ والذى قدم تفسيرا يرى فيه نجوم الكتاب أن القدر أو الصدفة كان حاضرا وبقوة فى صعودهم المهنى ن فالمجتمع المصرى ليس فيه نظاما للنجومية مثل النظام الأمريكى وللارتجال باع كبير فى السطوع. ويؤكد الكاتب أن التنشئة الاجتماعية شكلت موقف كل نجم من نجوم الكتاب تجاه الرأسمالية التابعة السائدة فى مصر والعالم العربى ، فبلال فضل مثلا يعرف معنى الحرمان من المال فى أسرة كبير العدد، وهو ما يختلف عن باسم يوسف ابن جاردن سيتى ونادى الجزيرة والطبقة الوسطى العليا التى تحلم بالهجرة للولايات المتحدة، وهو ما يختلف عن موقف نوارة نجم ابنة الأسرة الاشتراكية المصادقة ل" نجوم" اشتراكيين مصريين وعرب ، بحسب وصفه . راجع صفحة 122. وأختتم المؤلف دراسته بأن ظاهرة النجومية الإعلامية أملت عليه الاعتماد على مداخل ثقافية ونقدية : المدخل التاريخى الثقافى ، مدخل الاقتصاد السياسى ، المدخل النفسى الاجتماعى كاقترابات نظرية لتحليل نتائج مقابلاته الميدانية معهم ، وتوصل الباحث إلى أن تفاعلات النجوم مع محيطها يبرز ظاهرة تهتم بها الدراسات الثقافية النقدي وهى ( الصراع حول المعنى) بين الجماعات المهيمنة والخاضعة، وفى المشهد السياس المصرى تبدلت القوى السياسية : فمرة نظام مبارك مهيمن ومرة مهزوم خارج السلطة ، ومرة يكون الإخوان المسلمون فى السلطة ومرة خارجها ، وأكد انه من الملاحظ أن نوارة نجم وبلال فضل اختلفا عن باسم يوسف فى ضرب الجماعات المهيمنة وهى فى عز جبروتها ، وأوضح الكتاب أن كل نجومه كانوا ومازالوا متمردين على المجتمه الأبوى بفضل تنشئتهم الاجتماعية وثقافتهم، وهو ما ظهر فى خطابهم وفى علاقاتهم الشخصي والمهنية .. راجع صفحة 135.