مقابرعين الصيره تغرق في مياه الصرف الصحي..والجثث غذاء للحيوانات الضالة انتهاك صارخ لحرمة الموتى، وكارثة بكافة المعايير، أموات لا حول لها ولا قوه، تكشفت أجسادهم وتنهَشت عظامِهم، وأضحت مصدر غذاء للكلاب والحيوانات الضاله، بل وجرفهتا المياه لتظهر للعيان، هذا ما بدى عليه حال أموات بمقابر عين الصيره، التي تقع في الجانب المقابل لبحيرة عين الصيرة، التي لم تتركها يد الفساد وشأنها هي الاخرى، وتبدل حالها من مصدراً طبيعياً للاستشفاء، لتحتضن مياهها الشافية «مياه الصرف الصحي»، برعاية حكومية. «الوادي» قامت بجولة ميدانية لرصد حجم الكارثة، وكشف الحال الذي آلت عليه مقابر عين الصيرة منذ عقود طويله في البداية وقفت «الوادي» أمام بحيرة «عين الصيرة»، والتي تقع علي مساحة 30 فدانا بمصر القديمة، اشتهرت بمياهها النقية الطبيعية التي تندفع من جوف الأرض، لتكون الشفاء من كل داء والوقاية من الأمراض، ومزاراً علاجياً وسياحيا للجميع من داخل وخارج مصري ..تلك البحيرة لم تنجومن فساد نظام مبارك، فاندفعت مياه الصرف غير الصحي ومخلفات الردم والهدم الناتج عن أحد المشاريع الانشائية المجاورة لها. بحيرة عين الصيرة لم يتوقف الأمر حينذاك بل قامت الشركة المنفذة بإلقاء مخلفات أنشطتها علي ضفاف وداخل مياه البحيرة ، فضلاً عن إلقاء الأهالي ذاتهم المخلفات بها مما أدي إلي تضييق مساحتها وعدم قدرتها علي استيعاب المياه..فارتفع منسوب المياه عن المنسوب الطبيعي للمناطق المجاورة، وصولاً إلي الطريق الموازي للبحيرة ب«شارع الخيالة»، وفي الوقت ذاته اقتحمت المياه المدافن المطلة علي الشارع والتي تعرف« بمقابر عين الصيرة». وعنها يقول«سيد»، صاحب أحد متاجر الأحجار الرخامية على احدى ضفاف البحيرة، أن تلك البحيرة كانت في بادئ الأمر محجراً حيث كان الأهالي يقتلعون من أحجارها ويبنون المدافن المقابله لها على الطرف الأخر من الشارع، الأمر الذي أدى إلى انفجار المياه الجوفية التي ما زالت متواجده حتى الآن، مشيراً إلى أنها تعد ثروة قومية للدولة ولكن لم تيتفد منها الدولة بإهمالها وتركها بهذا الشكل. غضب البُحيرة وكأن البحيرة أعلنت عن غضبها على ما يحدث بها من اهمال فسمحت للمياه الجوفية بالاختلاط بها تاركةً بذلك المنحة التي منحها الله إياها كمصدراً لشفاء العديد من الأمراض، وبهذا تحولت البحيرة إلي منطقة «موبوئة» نشرت الوباء إلى المقابر المواجهة لها، بعدما كنت ملجأ للشفاء، وهنا تنتهي قصة بحيرة عين الصيرة من شفاء ودواء إلي منتجع للأوبئة، والأموات هم من يدفعون الثمن غرقاً وانتهاكاً لحرماتهم، ولم تكتف البحيره على ذلك بل إنها كانت مصدراً لعزاء العديد من الأسر سنوياً حيث يغرق أكثر من ثلاثة أشخاص بها سنوياٍ دون منقذ له منها. هلاك الأموات وانتقلت «الوادي» للوقوف على ما آلت عليه تلك المقابر، وكان الطريق المؤدي إليها طريق ملئ بالمياه المالحة، ولم تجد «الوادي»، إلا بقايا مقابر مهدمة مليئة بالمخلفات لم تتركها المياه الجوفية سالمة فغمرتها هي الأخرى ولم تترك من فيها من أموات، الذين لا حول لهم ولا قوة فكشفت حرماتهم للماره وللحيوانات الضالة. حالة مذرية وعنها يقول«سيد» أحد ساكني المقابر: إن" الحالة في تلك المقابر سيئة للغاية، وأن هذه الأرض لم ينفع أن يدفن بها بأي حال من الأحوال، والناس االنهارده بيدفنوا على وش الأرض وده مش مقابر شرعية"..مضيفاً أن المدافن تُهدم وحدها من أثر المياه الجوفية حيث أنها تملأ المقابر لمستوى ارتفاع ثلاثة أمتار، في إشارة إلى أن المياه تجرف عظام الأموات لتتكشف أمامهم، ولكن حين رؤيتها يتم إبلاغ أهل المدفن ليأخذوا العظام ويدفنوها بالخارج، مضيفاً أن هذا الوضع منذ قرابة سبع سنوات. وبسؤاله عن ماذا يفضل أن يحيا وسط الأموات أم وسط الأحياء، أجاب قائلاً:" العيشة وسط الميتين أحسن، ووسط المقابر لما بها من عظة، الأحياء بقت انهرده دوشة ووجع قلب، ومنعرفش نطلع عيل كويس يقدر يعيش وسط المجتمع"، مؤكداً على تواجد تجار المخدرات وسط المقابر، ولكن مع ذلك فكل أسرة استطاعت أن تحتوي أطفالها. أسر المقابر فيما قالت «أم محمد» احدى السيدات من سكان المقابر، ان مصدر رزقهم الوحيد هو ما يتم التصدق به عليه من قبل آهالي المتوفي، ولكن حتى هذا المصدر لم يجدوه في ظل تهالك المقابر، مؤكدة استنفاذ صبرها، وأنها تحيا في وسط تلك المقابر منذ مايقرب من الخمسين عاماً ولكن دون جدوى فلم يتم سماع مطالبهم من قبل المسئولين، ولم يفيد التحدث، والشئ نفسه ما قالته أسرة أخرى، آملين فقط في توفير مسكن آدمي لهم. حرمة غرق الأموات وعلى الجانب الشرعي، يقول الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أنها تكون حرمة إذا كانت متعمدة، ولكن طالما هذا الأمر خارج عن إرادة البشر فلا شئ فيه، مشيراً إلى أنه إذا توافرت الإمكانية لدى الدولة ولدى الأهالي في نقل الجثث فهذا أمر واجب لمعالجة تلك المآساه، أما في حالة عدم القدرة، فالاموات هنا في ذمة الله ولا تتأثر بتلك الأشياء. أما في شرعية الدفن فوق سطح الأرض وعدم الدفن أسفل الأرض، قال عبد الجليل، "إن المهم في الأمر هنا هو أن يُغلق على الموتى، دون النظر إلى طريقة الدفن مضيفاً أن الدين له أصول ومع ذلك يراعي المتاح"، متابعًا أن هناك فرق بين الأفضل وبين المتاح. نشر الأوبئة وعن التأثير الصحي والبيئي لغرق المقابر، أكد عبد الرحمن النجار،رئيس اللجنة العليا للسموم، أن غرق الجثث بمياه الصرف الصحي، كارثة بيئية ودينية، مرجعاً ذلك إلى أن الجثث الآدمية مثلها مثل جثث الحيوانات، والتي تتحلل بفعل المياه الجوفية وتتعفن، فتنتج عنها انبعاثات ضارة تسبب أمراضا خطيرة لسكان المناطق المجاورة، فش إشارة إلى كونها تكون مصدراً لنشر الأوبئة والأمراض الخطيره. Video of أحد سكان مدافن عين الصيرة Video of الدفن غير الشرعي بمقابر عين الصيرة Video of أحد سكان المقابر بحب عيشة الميتين Video of كارثة بمقابر عين الصيرة